مهرجان الإمارات للقصة القصيرة

00:02 صباحا
قراءة دقيقتين

أعلن الشاعر والباحث د. سلطان العميمي، رئيس مجلس إدارة اتحاد كتّاب الإمارات، أن الاتحاد سيطلق في العام المقبل مهرجان الإمارات للقصة القصيرة، وقد جاء هذا الإعلان المفاجئ والمفرح في آن واحد خلال احتفاء الاتحاد بالفائزين في الدورة ال 16 من جائزة غانم غباش للقصة القصيرة (2025) مساء السبت الماضي.
ولعلّ هذه المبادرة الجديدة التي يطلقها الاتحاد، هي أوّل وأجمل الغيث في مطلع الموسم الثقافي لعام 2026، ونعلم أيضاً أن عشرية القراءة التي أطلقتها الدولة في عام 2016 تنتهي في 2026، وهو أيضاً حدث ثقافي آخر له امتداده المحلي والعربي في إطار ظاهرة ثقافة القراءة في الإمارات، ولعلّ قراءة القصة القصيرة على نحو خاص هي من بين المؤشرات العالية بين مجتمع القراءة المحلي، وفي الوقت نفسه يوازي مؤشرات القراءة القصصية هذه ارتفاع ملحوظ في كتابة القصة القصيرة والرواية في الإمارات.
ظاهرة كتابة الرواية والقصة القصيرة، وبأقلام شابة من الجنسين في الإمارات، تستحق بالفعل مهرجاناً لفن القصة أو للسرد بشكل عام، من حيث المعاينة النقدية لتراكمات السرد الإماراتي خلال العقود الماضية، ومن خلال التوصل إلى خريطة إحصائية  للكتابات الروائية والقصصية يستعين بها النقاد والإعلاميون والأكاديميون المهتمون بنمو وتحوّلات السرد الإماراتي.
إطلاق مهرجان للقصة القصيرة في عام 2026 مبادرة على درجة كبيرة من الأهمية الثقافية والتوثيقية والنقدية، والمهرجان أيضاً يعيدنا إلى تاريخ اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات الذي له السبق الأدبي والإبداعي على مستوى هذه التظاهرات النوعية في الساحة الثقافية الإماراتية، ففي الفترة من 27 فبراير/شباط حتى الأول من مارس/آذار عام 1985 نظّم اتحاد الكتّاب الملتقى الأول للكتابات القصصية والروائية في الإمارات بالتعاون مع دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة آنذاك، وشارك في ذلك الملتقى الأول عدد من الكتاب الإماراتيين والعرب من بينهم: عبد الحميد أحمد، ورعد عبد الجليل، ويوسف خليل.
طالما كانت القصة القصيرة موضع اهتمام فني وأدبي من جانب اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، وهذه حقيقة موضوعية تفرض نفسها، فقد كانت القصة القصيرة في ثمانينيات وتسعينيات القرن العشرين هي الفن الأدبي الأول في الإمارات، ومن روّاد هذا الفن في الإمارات: شيخة الناخي، وعبد الله صقر، وعبد الرضا السجواني، وعبد الحميد أحمد، وإبراهيم مبارك، ويوثّق لنا كتاب «كلنا نحب البحر» الكثير من الأسماء القصصية الريادية أيضاً: سلمى مطر سيف، مريم جمعة فرج، صالحة غابش، وغيرهن من أوائل القاصّات في الدولة.
الاتحاد نظّم أيضاً الملتقى الثاني للكتابات القصصية والروائية في الإمارات، وذلك في الفترة من 15-18 أكتوبر/تشرين الأول 1989، كما نظّم الملتقى الثالث للكتابات القصصية والروائية في الإمارات في الفترة من 2-4 فبراير/شباط 1993.
بين تلك الملتقيات الثمانينية والتسعينية، وبين مهرجان القصة في 2026 حوالي ثلاثة عقود تراكم خلالها الكثير من الظواهر السردية المحلية الجديرة بالبحث والقراءة النقدية التخصصية.
[email protected]

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"