سبحان مغير الأحوال

02:51 صباحا
قراءة دقيقتين
ضياء الدين علي

** يقول الحق سبحانه وتعالى في كتابه العزيز(يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ ج وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ) . في الأزمة الحالية التي يعيشها العالم بسبب فيروس «كورونا» يجب أن نستحضر «الحكمة» في كل مجالات تجليها، لأنها ظاهرة واضحة للعيان في كل ملمح من حولنا، والأمر لا يقتضي منا سوى التفكير والتدبر في حكمة المولى سبحانه وتعالى من هذه المحنة، التي يمكن أن نخرج منها بمنحة كبيرة، تتحول بها نقمة الفيروس المؤقتة إلى نعمة دائمة ننعم بها، فمن الدائرة الصغيرة لكل منا في منزله حيث الأسرة التي ائتلفت من جديد، إلى الدائرة الكونية الكبيرة حيث كوكب الأرض الذي تطهر من كل ملوثاته، تتجلى الحكمة في العادات التي تغيرت والظروف التي تبدلت والمواقف التي تحولت، وكثير من الناس استدركوا الحكمة في كل هذه الأشياء، لكن، بالتأكيد، القليل منهم فقط الذي «سيذكر» الدروس والعبر التي حفلت بها بعد انقضائها، ليكون من «أولي الألباب» الذين ذكرهم العلي القدير في ختام هذه الآية..فاللهم اجعلنا ممن يبصرون الحكمة ويعملون بها..«آمين».
** مررنا رياضياً بمراحل كثيرة مع تداعيات الأزمة الحالية، ففي البداية كان تعطيل النشاط وتوقفه أول مظاهرها، ثم في مرحلة تالية كانت وسائل وبدائل التكيف معها من خلال الحظر المنزلي ومباشرة كل المهام عن بعد، ثم كانت الأفكار والمبادرات المجتمعية لدعم جهود «الجيش الأبيض» في خط الدفاع الأول لمواجهة الجائحة، والآن نعيش وجهاً آخر للأزمة يتمثل في كيفية الخروج منها والاستعداد لاستئناف النشاط، فالبدائل والخيارات كثيرة كذلك، لكنها كلها مرهونة بميقات لا يعلمه إلا الله، ولا تملك حياله المؤسسات الرياضية المعنية إلا التسليم والإذعان، مع التحسب بخطط وتدابير مبكرة.
** كما رأينا الأزمة حاضرة في المبتدأ والمنتهى وما بينهما من مراحل، وفي الوقت الذي نقول فيه «سبحان مغير الأحوال» علينا أن نلتمس العذر ونهيئ أنفسنا لقبول كل وأي قرار يخص المسابقات والبطولات المعلقة، فاتحاد الكرة والرابطة وغيرهما من المؤسسات المعنية بالألعاب الأخرى، لاتملك عملياً من أمرها شيئاً، ولو دققنا في القرار الأخير بخصوص استئناف النشاط في أغسطس المقبل سنجده أخذ باليسار ما قدمه باليمين، بوجود كلمة «مبدئياً» في أوله، وبما قيل عطفاً في اليوم التالي، والكرة - كما يقال- لم تنتقل إلى ملعب إدارة الاتحاد بعد حتى تباشر مسؤوليتها، والموقف برمته يقتضي الإشفاق والمؤازرة لا التنمر والتربص.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"