عادي

جدلية الوعي الثقافي والتاريخي في «الشارقة الثقافية»

19:35 مساء
قراءة 3 دقائق
جدلية الوعي الثقافي والتاريخي في «الشارقة الثقافية»
جدلية الوعي الثقافي والتاريخي في «الشارقة الثقافية»

صدر أخيراً العدد الـ49 لشهر نوفمبر من مجلة «الشارقة الثقافية» الصادرة عن دائرة الثقافة بالشارقة، وجاءت الافتتاحية بعنوان «الوعي الثقافي والتاريخي»، معتبرة أن الأمة التي لا تقرأ هي أمة بلا وعي؛ بل هي أمة بلا حاضر ولا مستقبل، فالتشجيع على القراءة وتوفير الكتاب ورفع المستوى الثقافي والتركيز على التعليم، من أهم المصادر لتكوين الوعي وتنشيط عمله؛ لذلك لا تألو بعض المدن العربية جهداً في هذا المجال؛ إذ سخّرت كل الإمكانات لجعل القراءة عادة يومية، ومنحت الكتاب وصناعته دعماً غير محدود. وبموازاة ذلك استكملت هذه المدن جهودها في رفع الوعي ونشره، فأولت اهتماماً لا مثيل له بالمسرح شكلاً ومضموناً، وتعزيز دوره وتفعيل حضوره، لما له من قوة وقدرة على التغيير، ومن أهمية في بناء الإنسان وصقل وعيه ورؤاه. وأشارت إلى أن الوعي التاريخي لا ينفصل عن الوعي الثقافي؛ بل لا يتحقق إلا من خلال الثقافة الحقيقية والمعرفة الثرية، وإعادة قراءة التاريخ وتحليله وتنقيته من الشوائب واستخلاص العبر والدروس والاستفادة من الحوادث وسير الشخصيات؛ لما فيها من منفعة للدارسين والباحثين ومصلحة للمجتمع.
أما مدير التحرير نواف يونس فرأى في مقالته (أوراق من الذاكرة ـ رسائل.. بلا عنوان) أن التكنولوجيا ووسائل الاتصال الحديثة لم تقدر على تعويضنا عن تلك اللحظات المفعمة بالترقب والانتظار والفرح، التي كانت تحملها تلك الرسائل البريدية، وباتت من ذكريات الماضي الجميلة، ونحنّ إليها بشوق، حيث كانت بمثابة صندوق الأسرار لمشاعرنا وعواطفنا وأفكارنا، كما كانت تمنحنا الكثير من لحظات الدفء والبراءة والصدق.
ففي تفاصيل العدد الـ49، استكمل يقظان مصطفى كتاباته في إلقاء الضوء على إنجازات الحضارة العربية، متوقفاً هذه المرة عند علم الأصوات النطقي عند العرب، فيما استعرض مصطفى الحفناوي تجربة الشاعرة الأمريكية لويز جليك التي تعد المرأة السادسة التي تتوج بجائزة نوبل للآداب.
وفي باب «أمكنة وشواهد» اصطحبنا صابر خليل في جولة داخل أرجاء مدينة المنصورة التي تفوح بعبق التاريخ والفن والجمال، وعرّج بنا عامر الدبك على سماء بُصرى الشام التي تعد متحفاً تتعانق فيه الحضارات.
أما في باب «أدب وأدباء» فتناول د. هاني محمد الأديب، المفكر أحمد أمين الذي يعد واحداً من أعلام النهضة العربية الحديثة في الأدب والفكر، وجال حسن بن محمد في تجربة الأديب العالمي محمد ديب الذي تنبأ في روايته «الحريق» بالثورة الجزائرية، فيما حاور عبد العليم حريص الشاعرة والناقدة الكويتية الدكتورة سعاد الصباح، وتوقفت د. بهيجة إدلبي عند التجربة الروائية للأديب بن سالم حميش، وتناول عزت عمر إرنست همنجواي وروايته الرائعة «العجوز والبحر»، وأبحرت اعتدال عثمان في العالم الإبداعي ليوسف إدريس وتحولاته اللاحقة ومواقفه الشخصية في الحياة العامة، من خلال قراءة للمستعربة فاليريا كيربتشنكو.
واشتمل العدد على كثير من المواد الإبداعية والثقافية في أبوابه الثابتة، كما أفرد مساحة للقصص القصيرة والترجمات لكوكبة من الأدباء والمبدعين العرب.
وصدر عن ثقافية الشارقة العدد الـ15 نوفمبر 2020 من مجلة الحيرة من الشارقة، مشتملاً على مشاركات أكثر من خمسين شاعراً نبطياً من الإمارات والخليج والمنطقة العربية.
وفي باب «على المائدة»، اهتم العدد كذلك بقيمة الكتاب الورقي القرائية وفائدته المعرفية، إضافة إلى أبواب المجلة المتنوعة في الشعر والثقافة التراثية والدراسات النقدية التحليلية الجمالية.
واستذكر العدد في باب «زهاب السنين» حكمة الماضي وكنوز تراث الأجداد. وفي باب «مداد الرواد» اشتمل العدد على قراءة في مضامين قصائد الشاعر الرائد محمد بن زنيد وصوره الفنية، كأحد أبرز كبار الشعراء الإماراتيين.
ونتعرّف في باب «تواصيف» إلى فن الزجل الشعبي وانتقاله من بلاد الأندلس إلى المغرب وبلاد المشرق العربي. وفي باب «شاعر وقصيدة»، نتوقف في استراحة تذوقية لقصيدة «آه قلبي له بشاشاتي» للشاعر الإماراتي الرائد محمد بن راشد المطروشي.
أما في باب «عتبات الجمال» فنتأمل حوار الشعراء لـ«الشيب» في القصيدة النبطية العربية.
وفي باب «إصدارات وإضاءات»، نقرأ قصائد الشاعر السوداني الفاتح بشير من خلال ديوانه «باب المستحيل» الصادر عن دائرة الثقافة في الشارقة كأحد مطبوعات مهرجان الشارقة للشعر النبطي.
وفي باب «ضفاف نبطية» تضمن العدد قراءة جمالية لقصائد الشاعر الإماراتي سيف بن طميشان الكعبي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"