عادي
جماليات إماراتية

فاطمة الظنحاني..الخط فن التأمل

23:38 مساء
قراءة 3 دقائق
من أعمال فاطمة الظنحاني

الشارقة: عثمان حسن
الخطاطة الإماراتية فاطمة الظنحاني، عشقت فنون الخط في سن مبكرة، وقد لازمها هذا العشق حتى بدأت في 2013، تشعر بأنها أصبحت متمكنة في إتقان بعض أنواع الخطوط خاصة حين تلقت إطراءً من أستاذها الخطاط خالد النفيسي، بكلمات لا تزال ترن في أذنيها إلى اليوم.

في تلك الفترة كانت فاطمة الظنحاني، طالبة تدرس الأدب العربي في جامعة الإمارات، وأرادت أن تصقل موهبتها على نحو احترافي فانتسبت لمركز الفنون في دبا الحصن، وبحلول 2014، قدمت لوحة بالخط الديواني للصلاة، وفي مرحلة لاحقة تخصصت في الثلث الجلي وفي المحقق.. وفي هذا الأخير سحرت الظنحاني بجمال حروف الخط المحقق، وضبط أشكاله، وكونه من أحسن الخطوط وأكثرها تحدياً للخطاط، خاصة وأن هذا الخط قريب الشبه بالثلث، مع فارق أن الحروف في المحقق أكثر دقة ووضوحاً من حيث الحركات والتراكيب.

عن شغفها بالخط تقول: «أحيانا نحتاج إلى أن نهرب إلى ذواتنا، بعيداً عن صخب الحياة، هنا، أجد نفسي بين أدواتي وأوراقي، ففي الخط أجد متنفسا لي»..، وتتابع حول اختيارها لنوع الخطوط، «اختيار نوع الخط يعتمد على النص، وهو من أهم مقومات التكوين أو التصميم الناجح، وأحياناً يعجبني نص معين وأختار له الثلث الجلي، لكن بعد محاولات عدة، يتبين أنه سيكون أجمل بخط الديواني الجلي، يمكنني القول: بأن اختيار كل تفاصيل العمل تأتي بعد دراسة وتخطيط ومحاولات إلى أن ينتهي بشكله النهائي».

وتؤكد الظنحاني، على مسألة مهمة وهي تمارس كتابة الخط، فهي أثناء الكتابة تشعر بنوع من السكينة والطمأنينة، وتكون في حالة أقرب إلى التأمل والتمعّن بعظمة القرآن الكريم.

مواظبة

استمرت الظنحاني في تقديم لوحات خطية ما بين الثلث الجلي، والديواني الجلي، والمحقق، وكان إتقانها لهذه الخطوط قد شجعها على المشاركة في ملتقيات الخط، وكان العام 2022، قد شكل مناسبة سعيدة لها حين شاركت في ملتقى الشارقة للخط، وفازت ب(جائزة الخطاط الإماراتي)، عن لوحة تحمل بيتاً شعرياً في مديح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، عن عمل بعنوان «سلطان الخير» ضمن معرض «امتنان»، وكانت هذه المناسبة قد شكلت فرصة سانحة لها، للتعرف إلى مشاركات متنوعة للعديد من الخطاطين العرب والأجانب.

هذا الفوز كما تؤكد فاطمة الظنحاني، شكل دافعاً كبيراً لها، لتحقيق التميز والتفوق، وهو ما بدأ يحملها مسؤولية أكبر لتجويد الخطوط في كل اللوحات التي تجذبها لهذا العالم الواسع، الذي يتيح فرصة التعرف على فن أصيل يتيح إمكانات واسعة لخط تصاميم وأشكال هندسية مختلفة خاصة، وأن فنون الخط متصلة بجماليات لها علاقة بالتزيين، والزخرفة العربية، ناهيك عن كون فن الخط العربي ما زال إلى اليوم حاضراً من خلال استخدامه في تزيين المساجد والقصور، وفي المخطوطات والكتب ونسخ القرآن الكريم.

جاذبية

تفسر فاطمة الظنحاني، انجذابها للخط المحقق بتأكيدها على، أنه من الأقلام الستة، التي تعرف بأنها تشكل أصولاً ثابتة لبقية الخطوط، وهي: المحقق والريحان والثلث والنسخ والرقاع والتوقيع، ومن يتقن هذه الخطوط فهو بالضرورة خطاط متمكن يقف على رسم أشكال الحرف بطريقة صحيحة، وهي خطوط يتطلب إتقانها تمارين عديدة وتكسب الخطاط مع مرور الأيام مهارة استثنائية تجعله قادراً على خط أنواع الخطوط كافة.

وفي الخط المحقق أنجزت الظنحاني، لوحة بعنوان «من سجد وجد»، مع تصميم بشكل معاكس، أو متناظر، وهي خاصية تتيح للمشاهد أن يقرأ الصفحة في أكثر من مستوى، (يميناً ويساراً)، وهي خاصية يستخدمها الخطاطون الذين لديهم معرفة بخصائص الأجسام الهندسية والمعادلات الرياضية وغيرها، كما أن التناظر في الخط، يجعل كل نقطة في الشكل لها نقطة مقابلة على الصورة المنعكسة، وهو يتيح إمكانية التساوي في جهتين من حيث المسافات والزوايا والمقاييس.

أنجزت فاطمة الظنحاني، في الفترة الأخيرة لوحة استخدمت فيها الآية القرآنية «وقل ربي اغفر وارحم وأنت خير الراحمين»، وذلك بالديواني الجلي، وقد كانت في هذه اللوحة حريصة على إبراز جماليات الديواني التي يستمدها من حروفه المستديرة والمتداخلة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3jw6cran

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"