عادي
صاحب أول عمل بوليسي محلي

رحيل الروائي الإماراتي عبدالله الناوري

22:32 مساء
قراءة 3 دقائق
عبدالله الناوري

الشارقة: «الخليج»

فقدت الساحة الثقافية الإماراتية، أمس الأول السبت، أحد كتّاب الرعيل الأول، الكاتب عبدالله الناوري، مؤلف رواية «عنق يبحث عن عقد» التي صدرت طبعتها الأولى في 1978، والتي صنفت بأنها أول رواية إماراتية بوليسية.

وعبدالله الناوري استفاد من تجربته الخاصة خلال عمله في سلك الشرطة، ليكون على تماس مع كثير من القضايا الاجتماعية والسلوكية، وقد وصف النقاد تجربة عبدالله الناوري بأنها ورغم شدة قربها من الواقع المعيش، إلا أنها تمتلك خيالاً خصباً أهّله ليكون رائداً في مجال الرواية البوليسية، التي عز نظيرها في الساحتين العربية والخليجية.

قليلة هي الكتابات النقدية التي التفتت لتجربة عبدالله الناوري بوصفه رائداً بزغ نجمه في سبعينات القرن الماضي، ومن هؤلاء الناقدة الدكتورة فاطمة خليفة، في كتابها «نشأة الرواية وتطورها في دولة الإمارات العربية المتحدة»، ومما قالته خاصة بعد صدور الطبعة الثانية من «عنق يبحث عن عقد» في 2009، «في الروايات الواقعية التقليدية للكتّاب الإماراتيين كان اتجاه الزمن ـ في الغالب ـ صاعداً، بحيث يتوازى زمن الكتابة وزمن الأحداث في رواياتهم والتي كانت بتتابع الجمل وعلى نحو سببي، فيكون الزمن ظرفاً يحتوي الأحداث الجارية فيه، ويتمتع بسيرورة منظمة، تبدأ الرواية بناء عليها من حدث معين يكون بمثابة القاطرة التي ستجر خلفها العربات الأخرى (الأحداث اللاحقة) وصولاً إلى العقدة التي تتمثل فيها الأزمة كمثل روايات: جروح على جدار الزمن، عنق يبحث عن عقد، شجن بنت القدر الحزين، عندما تستيقظ الأشجان، وغيرها».

ومن النقاد الذين كتبوا عن تجربة الراحل الناوري الناقد د. سمر روحي الفيصل أستاذ النقد والأدب في جامعة الإمارات في كتابه «قضايا السرد في الرواية الإماراتية» الصادر عن دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة عام 2003، وقال: ( إن «عنق يبحث عن عقد» بوصفها من الروايات الرائدة في التجربة الإماراتية وطبيعة السرد الحكائي فيها واتجاهها إلى النوع «البوليسي» وتوافر فرصة قبولها ضمن روايات الفتيان، تشفع لزلاّتها القليلة، وتجعل المرء يأسف لعدم تكرار تجربتها في الرواية الإماراتية. تلك الرواية التي لم تتجه بعد إلى هذا النوع المؤسّس لرواية الفتيان).

ويتابع الفيصل: «هذه بعض الإشارات البسيطة التي استطعنا التقاطها من بعض الكتابات النقدية التي تناولت رواية الناوري، وهي إشارات عامة في تقديري، ولا تفي الكاتب حقّه، إذ اتكأ بعض النقاد في تناولهم للرواية على منظور السطح الخارجي سواء في تتبعهم للخطاب اللغوي للجمل والمفردات المستخدمة في المتن السردي، أو على مستوى المضمون الذي أرجعه البعض إلى ما هو مستخدم في المصطلحات الشرطية والقانونية، ضمن قالبها البوليسي، متناسين أن اللغة المستخدمة في مثل هذا النوع من الروايات، هي من أصعب ما يمكن التعبير من خلاله عن حالة وعواطف وسلوك وردود أفعال الشخصيات، على نحو تلك الجماليات اللغوية التي شاهدناها في استخدامات الناوري في الثنائيات الحوارية التي جرت بين المحققين يوسف وعبد الله وبقية شخصيات الرواية، ثنائيات لم تخل من الإثارة والتشويق لمتابعة الغموض الذي يغلف أجواء الرواية».

عرف عن الراحل شغفه بقراءة الروايات البوليسية، وعلى رأسها روايات أجاثا كريستي، ما كان محفزاً له لأن يوجه موهبته نحو هذا النوع الأدبي، بالتحديد.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"