عادي

«الاشتياق إلى الجارة»... سرد بطعم الحنين

22:54 مساء
قراءة دقيقتين
1403

الشارقة: علاء الدين محمود

تتناول رواية «الاشتياق إلى الجارة»، للتونسي الحبيب السالمي، الصادرة عن دار الآداب 2020، بصورة رئيسية قضية المهاجرين الذين تركوا أوطانهم، بسبب المشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فصاروا يعانون قساوة الغربة ويأخذهم الشوق بصورة يومية إلى حيث بلدانهم، ويجدون في كل شخص ينتمي إلى موطنهم الأصلي رائحة الحنين وطعمه.

والعمل الذي كتب بلغة وأسلوب هادئ، يحكي قصة مهاجر تونسي وهو أستاذ جامعي في الستين من عمره يعيش في فرنسا، تربطه صداقة بجارته التونسية، التي تعمل خادمة في البيوت، وهما متناقضان في كل شيء لا يجمع بينهما سوى الانتماء إلى وطن واحد، ويتابع السرد الصراع الذي يشتعل داخل الرجل بسبب تلك العلاقة الحافلة بالحب والإقبال على الحياة، وفي ذات الوقت، تحتشد بالتراجيديا والمواقف الغريبة والجوانب المظلمة.

الرواية وجدت صدىً مميزاً عند القراء، حيث أشاد كثيرون بها بموضوعها وأسلوبها السردي.«سرد ذكي»، هكذا وصفها أحد القراء، وقال: «على الرغم من أن موضوع الهجرة يكاد يكون متكرراً في الأعمال السردية، لكن نجح الكاتب في طرحه بطريقة مختلفة عبر قصة بسيطة حافلة بالرؤى والأفكار».ويتوقف قارئ آخر عند عنوان الرواية الذي ينتمي إلى الموضوع بصورة مباشرة ويقول: «اللافت في العمل هو العنوان الذي جاء جميلاً وعاطفياً ومعبراً وحافلاً بمشاعر الشوق والألفة».«أسئلة»، بتلك الكلمة وضع قارئ يده على أحد المضامين الفكرية المهمة في الرواية ويقول: «العمل يضع القارئ أمام سيل لا نهاية له من الاستفهامات، حيث نجح الكاتب في زج رؤيته الفلسفية داخل النص بكل يسر».

ووتتفق معه قارئة رأت نجاح المؤلف في رسم شخصية بطل القصة الذي يعيش تشويشاً والتباساً كبيرين.

«لعبة التناقضات»، هكذا وصف قارئ مضامين الرواية، وقال: «لعل أجمل ما في العمل، هو تلك العلاقة التي تعكس اختلافاً كبيراً بين البطل وصديقته التي تعمل خادمة ولم تنل حظاً من التعليم، ورغم ذلك فإن شخصيتها كانت ذات حضور كبير في العمل».فيما يتوقف قارئ عند الأساليب الجمالية والتقنيات الموظفة في العمل، ويقول: «أسلوب الكاتب ممتع لحد بعيد، فهو قد استخدم لغة بسيطة من غير تعقيدات، والرواية مقسمة إلى فصول قصيرة وسلسة يتراوح الطرح فيها بين السرد والحوارات بين بطلي الرواية وبعض الشخصيات الثانوية».

وعلى الرغم من الإشادة الكبيرة التي وجدتها الرواية، إلا أن بعض القراء رأوا أن النص قد قام على بنية سردية تقليدية، واستهالا في توظيف بعض التقنيات السردية حيث جاءت اللغة مبسطة بصورة فيها كثير من الاختلال.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"