عادي
أفكار مجنونة في العرض الختامي ل «مسرح الشباب»

«في فمي ماء».. شخصيات مركبة تعاني القهر

23:55 مساء
قراءة 3 دقائق
DSC_0553

دبي: عثمان حسن

قدّمت مساء أمس الأول على مسرح «مول الإمارات» في دبي ضمن «دبي لمسرح الشباب» آخر عروض المهرجان «في فمي ماء» لمسرح دبي الوطني «وهي من تأليف: سعود الزرعوني، وإخراج: عبدالله المهيري.. وأبطال العمل هم: عذاري السويدي، علي الحيالي، حميد محمد، ياسين الدليمي، محمد بن حارب، خالد حسين، وعبدالله عقيل (الصوت الغنائي) وعلي حسين.

شارك في تنفيذ هذا العرض مجموعة من الطواقم الفنية، حيث أشرفت بسمة مبارك على الماكياج، وعبدالله المهيري وعلي الحيالي على تصميم وتنفيذ الديكور، وقام يوسف القصاب بتصميم وتنفيذ الإضاءة، أما عبدالعزيز الخميس فصمم المؤثرات الصوتية والموسيقية، ونفذ الصوت سيد أحمد، وصممت الأزياء خلود المهيري، كما قامت الشاعرة الهنوف محمد بالإشراف الإداري العام على العرض.

من خلال المشهد الأول في العرض أدت الممثلة عذاري السويدي، دوراً معقداً فبدت في حالة هستيرية، أقرب إلى الجنون، وواضح من سياق الحالة النفسية التي جسدتها على الخشبة، أنها كانت ضحية رجل أفقدها صوابها، وأن علاجها يحتاج بالفعل إلى مصحة نفسية.

وبتوالي مشاهد العرض المسرحي، الذي حاز إعجاب لافت من الجمهور، من خلال لعبة الإخراج، وانعكست في التناغم الشديد بين عناصر السينوغرافيا، وأداء الشخصيات على الخشبة، وهو أداء وصف بالمبهر، بما فيه من انتقالات، وقفشات، وحركات ضاحكة، كانت منسجمة تماماً مع فكرة النص، وعبرت عنه من خلال لعبة الجسد، وتلك الرشاقة التي بدت واضحة عند الأبطال الرئيسيين وكذلك المجاميع.

يشتغل العمل على قصة (مريض وطبيبة) بوصفهما يجسدان بؤرة العمل المسرحي، ومن خلالهما يمرر العمل فكرته التي تدور حولها حدوتة العرض، فثمة مريض هو في الأصل مجرم مدان بجريمة قتل يدعي الجنون، لكي يتم اصطحابه إلى مصحة عقلية هرباً من عقوبة الإعدام، وتبدأ الطبيبة في التقرب من المريض، ومعرفة أبعاد ما يشكو منه، وهنا، تبدأ حكاية حوارية طويلة بين الاثنين تقلب التوقعات، فقد استطاع المريض بحنكته ودهائه من الاستحواذ على عقل الطبيبة، واستطاع أن يجرها للحديث عن نفسها، موهماً إياها بأنه مطلع على تاريخها الشخصي، وهنا، تبدأ لحظة صادمة ومريعة، حيث يكشف الحوار عن مريضة في زي طبيبة، هي ذاتها التي شاهدناها في مفتتح العرض المسرح، وتؤدي دوراً معقداً، وهي ذاتها التي تنقلب من طبيبة إلى امرأة مصابة بالشيزوفرينيا، وهي ضحية مجرم فاقم من أزمتها النفسية وفي نهاية العرض يتم اصطحابها إلى المصحة العقلية – رغم ما أبدته من مقاومة شديدة وانفعال هستيري، وما بدا ظاهراً عليها من أفكار سوداء ومجنونة، في نهاية مفتوحة على التأويل، وذلك بحسب فكرة النص، وكأن العرض يريد أن يقول إن شخصيات عرضه هي في الغالب الأعم، تعيش حيوات مركبة، فهي شخصيات سيكودرامية، وأنهم أمام معضلة كبرى، تنغص عليهم الحياة، المملوءة بكثير من الأسئلة المبهمة، وهي بكل تأكيد تدور في فلك الريبة والوساوس والشكوك وانعدام الثقة.

جهد وصبر

سبقت الندوة التطبيقية التي جمعت بين المؤلف سعود الزرعوني، والمخرج عبدالله المهيري وأدارها الفنان جاسم الخراز التفاتة من المهرجان، كرمت من خلالها الكاتب والممثل والمخرج محمد سعيد السلطي الذي اختارته إدارة المهرجان الشخصية المسرحية في دورتها الجديدة.

في بداية الندوة التي حضرها أعضاء من مجلس إدارة دبي الوطني، تحدث الفنان عمر غباش عن العرض، مثنياً على إدارة مسرح دبي الوطني التي احتضنت عملاً متكاملاً وقال:«هذا العرض فيه الكثير من الجهد والصبر، والتدريب، واليوم قدم شباب المسرح الوطني عملاً جميلاً، يرتقي باسم المهرجان، وهذا العرض يجعلنا أمام ولادة كاتب متمكن من أدواته، ولديه الكثير ليقدمه ويعي ما يكتب».

وقدم الكثير من المسرحيين والمتابعين، آراء تشيد بالعمل نصاً وإخراجاً وأداء، حيث تطرقوا إلى كثير من التفاصيل التي لها علاقة بالإضاءة والديكور وكيفية توظيف المخرج لعناصر الإنارة، وألوانها وتشكيلاتها على الخشبة، ما أضاف قيمة فنية ملحوظة لصميم اللعبة الإبداعية المسرحية.

ولادة نجم

الفنان طلال محمود، قدم مداخلة أشادت بكافة العاملين على إنجاح العرض وأثنى بشكل خاص على مؤلف العمل، ومخرجه عبدالله المهيري، الذي وصفه بالقول:»اليوم نشهد ولادة نجم جديد»، كما أشاد بالممثلة عذارى السويدي وأداء الفنان علي الحيالي، وكافة طواقم العرض المسرحي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"