عادي

«أبو الفنون» يفكر

00:00 صباحا
قراءة 3 دقائق
خلال إحدى جلسات الملتقى

الشارقة: عثمان حسن

هو المسرح؛ عنوان الجمال والابتكار والتجديد، فضاء المعرفة، ونافذة الأمل على المستقبل، ملتقى الأفكار والمبدعين، يظل علامة فارقة في الفنون، ومحطة تضيء على الفعل الثقافي والحضاري لمشروع الشارقة من خلال مهرجانها الكبير «مهرجان أيام الشارقة المسرحية»، الذي تنطلق فعاليات دورته ال31 بعد غد الخميس.

ونحن في رحاب «مهرجان أيام الشارقة المسرحية»، يبرز بقوة برنامج الملتقى الفكري المصاحب للمهرجان، الذي يعد من أبرز جوانب التنشيط الثقافي والفني، الذي استطاع في السنوات القليلة الماضية أن يؤطر لمفاهيم ومدارس المسرح المعروفة عالمياً، كما بدأ من خلال مجموعة النقاد والخبراء والفنانين العرب المشاركين في دوراته المتعاقبة أن يرسم مسارات عدة لتجديد الوعي بالفن المسرحي.

بمرور السنوات، بات الملتقى وعاء للأفكار التي ترتقي بواقع «أبو الفنون»؛ بل صار ملهماً للفنانين والنقاد، لكي يرتقوا بهذا الفن الجميل، ومن جهة اللجنة المنظمة لمهرجان الشارقة المسرحي، التي حرصت على تنظيمه منذ سنوات، صار الملتقى أحد أركان نجاح مهرجان الشارقة المسرحي.

ولنا على سبيل المثال، ومن خلال قراءة سريعة في أبرز فعاليات الملتقى، أن نحيط ببعض مقررات وتوصيات الملتقى، وأبرز العناوين التي طرحها لتجديد روح الفن المسرحي.

دعم الشباب

في الدورة الخامسة والعشرين من المهرجان – على سبيل المثال- استطاع الملتقى الفكري أن يحقق مجموعة من المبادرات المسرحية التي تدعم الشباب العربي، وأن يفتح المجال أمامهم للمشاركة بقوة في تصور شكل الممارسات المسرحية التي تحقق شروط اكتمال الفعل المسرحي، من خلال اتباع خطط دعم واضحة منها على سبيل المثال التفكير بآليات استقطاب الجمهور إلى قاعات العرض المسرح، والعمل على دعوة المؤسسات الإعلامية من أجل التعريف بالمنتج المسرحي والتسويق له، وإشراك مؤسسات رسمية كوزارات التعليم العربية من أجل إدماج مادة المسرح والدراما التعليمية في برامجها بمختلف مستوياتها التعليمية. في ذات الإطار، صار الملتقى عتبة مهمة ورئيسية لاجتماع نخبة من نقاد المسرح في الوطن العربي، ممن يدرسون المسرح من الناحية التنظيرية والتحليلية من أجل ترسيخ ثقافة مسرحية فاعلة. وتستمر عجلة الملتقى بالدوران، ليصبح التأطير المسرحي، واحداً من حلقات الملتقى المهمة، صارت العناوين والمحاور المطروحة فيه ركيزة مهمة من ركائز الملتقى، فصرنا أمام جلسات فكرية تقرأ محاور مختارة بعناية مثل: «المسرح والقيم»، «والأنا والآخر وجدلية الثابت والمتحول» و«المسرح والهوية» و«المسرح والعلوم» وغيرها من المحاور اللافتة، كما بتنا أمام لقاءات، تدرس تأثير المسرح العربي وتحديات مهنة المسرح.

الترجمة

وفي واحدة من حلقات الملتقى الفكري للمهرجان، صارت أسئلة المسرح، بوصفه نافذة على الجمال، كهاجس يطغى على الأوراق الفكرية المشاركة في الملتقى، فطرحت محاور جديدة تدرس المسرح من خلال فضاء الترجمة، وما الذي أضافته على الحركة المسرحية، انطلاقاً من فكرة ضآلة المترجم عربياً من تاريخ المسرح العالمي.

وصحيح أن الترجمة لعبت دوراً مركزياً في تطوير آليات الخطاب النقدي المسرحي العربي، غير أنها كانت شحيحة في مجال الإحاطة بفنون التثقيف المسرحي في بعده العالمي.

واستمراراً لنهج الملتقى في دراسة تحولات المسرح في البيئة العربية، ومعاينة أبعاد الثقافة المسرحية في البيئة والمجتمع، طرحت أوراق مهمة ذات صلة بالمسرح المدرسي، وخصائص النصوص المكتوبة في هذا المجال؛ من حيث موضوعاتها، حبكتها، شخصياتها، لغتها، إرشاداتها، طولها وقصرها، إلخ.

التكنولوجيا

وفي ضوء مستجدات التكنولوجيا الحديثة وأثرها في تطور تقنيات العرض المسرحي، قرأ الملتقى في إحدى دوراته أثر التطور التكنولوجي في حركة البحث المسرحي الأكاديمي، هذا الأثر الذي تمحورت من خلاله قضايا وإشكالات متعددة في قراءة منهجية مشكلة البحث المسرحي عربياً وعالمياً، وقد تداول الخبراء والنقاد في هذه الدورة أسئلة جديدة تبحث في الحلول التي يجب أن يبذلها القطاع العلمي لدعم المسرح، وتوسعة مجال التقنيات، والجمع بين النظرية والتطبيق بمرونة، وتعزيز مجالات المسرح سواء الورقية أو الإلكترونية المتخصصة، وتبادل الحوار والمناقشات مع الآخر من خلال المؤتمرات واللقاءات المشتركة.

الإخراج

كان عنصر الإخراج بوصفه أحد أركان اللعبة المسرحية حاضراً بقوة في واحدة من دورات الملتقى وتحت عنوان لافت هو: «الإخراج والسينوغرافيا.. حدود العلاقة»، وتحت هذا العنوان فقد تمت دراسة أوراق ومداخلات كثيرة أضاء عليها الملتقى، كالعلاقة بين المخرج والسينوغرافي في المسرح المعاصر: من الصراع الوجودي إلى التواطؤ الإبداعي، كما درست بعض الأوراق الإشكاليات التقنية التي تنهض في العلاقة بين صنّاع العرض المسرحي، مثل: إشكالية التباين بين طبيعة عمل الفنان التشكيلي، ومصمم السينوغرافيا، في ضوء العلاقة مع المخرج، وإشكالية العلاقة بين صياغة المنظر المسرحي «الاستاتيكي» والعرض المسرحي الدينامي الذي يقوده المخرج.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"