عادي
الشارقة تنهض بالثقافة الإماراتية من قلب «بولونيا لكتاب الطفل»

سلطان رسخ المعرفة ضمن أولويات المشروع الحضاري للإمارة

23:55 مساء
قراءة 6 دقائق
12
13

الشارقة: الخليج
تحل الشارقة ضيف شرف على الدورة ال 59 من «معرض بولونيا لكتاب الطفل»، الذي ينطلق يوم غد الإثنين ويستمر حتى 24 من الشهر الجاري، في تكريم يجسد حجم حضورها بين عواصم المعرفة العالمية، ويعبر عمّا تمتلكه من تجربة، وبنية تحتية، ورؤية جعلت من الثقافة طابعاً لها وعلامة تميزها.

على مدار أربعة أيام، تنقل الشارقة رؤيتها في النهوض بالثقافة الإماراتية والعربية إلى العالم من قلب مدينة بولونيا الإيطالية؛ حيث تنظم بإشراف «هيئة الشارقة للكتاب»، سلسلة فعاليات وورش وعروضاً فنية وتراثية تعكس تجربتها في اهتمامها بصناعة كتاب الطفل، والاستثمار بمستقبله المعرفي.

مدينة متفردة بين عواصم الإبداع والمعرفة

يأتي هذا بعد سلسلة احتفاءات عالمية كانت فيها الإمارة ضيف شرف على «معرض باريس الدولي للكتاب»، و«معرض نيودلهي الدولي للكتاب»، و«معرض ساو باولو الدولي للكتاب»، و«معرض تورينو الدولي للكتاب»، وغيرها من المعارض العالمية، ما يقدم الإمارة كتجربة تدعو إلى البحث في مقومات مشروعها الثقافي ويجعل منها مدينة متفردة تكرمها كبرى عواصم الإبداع والمعرفة العالمية.

للوقوف عند الركائز، التي قادت الشارقة لتكون محل احتفاء العالم، وواحدة من عواصم الثقافة العالمية، ينبغي العودة إلى الألقاب والجوائز التي حملتها ومثلت شهادة عالمية على ريادتها في خدمة الثقافة المحلية والعالمية، على مستوى صناعة الكتاب عامة، وينبغي تأمل تجربتها في الاهتمام بصناعة كتاب الطفل، واستعراض جهود المكتبات العامة المنتشرة في مدن الإمارة، وخطوات رفدها بأحدث الإصدارات في مختلف صنوف المعرفة، كما يتطلب ذلك قراءة رؤيتها في تنظيم كبرى معارض الكتب، والمهرجانات الفنية، والإبداعية، وما نجحت في استثماره للنهوض بمجتمع المعرفة ووعي الفرد في المجتمع، لتعزيز مساهمته في مشروع الإمارة الحضاري الشامل.

مشروع نهضوي كبير

تستند الشارقة إلى رؤى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي وضع الاهتمام بالثقافة والمعرفة في أولويات المشروع الحضاري للإمارة، ما قادها لتنظيم «معرض الشارقة الدولي للكتاب» الذي سجل في العام الماضي أكبر معرض للكتب في العالم على مستوى بيع وشراء الحقوق، وظل طوال السنوات العشر الماضية يعد واحداً من أكبر ثلاث معارض للكتاب في العالم، كما تشهد الإمارة «مهرجان الشارقة القرائي للطفل»، الذي يعد نموذجاً متفرداً على مستوى المنطقة، وتجمع دوراته السنوية بين عرض أحدث إصدارات دور النشر المتخصصة بكتب الأطفال والورش القرائية والتعليمية، واللقاءات بين الناشرين والرسامين والمؤلفين المتخصصين بأدب الطفل من مختلف دول العالم.

واستناداً إلى هذا التوجه الحكيم، حصدت الإمارة ألقابها الذهبية التي كشفت حجم حضورها العالمي؛ حيث تم اختيارها عاصمة للثقافة العربية عام 1998، وعاصمة للثقافة الإسلامية في عام 2014، وعاصمة السياحة العربية لعام 2015، وعاصمة الصحافة العربية لعام 2016، وعاصمة عالمية للكتاب لعام 2019.

استحقاق وجدارة

تتكشف ملامح صورة الشارقة الثقافية من عدة جوانب، فلا يقتصر مشروعها على دعم صناعة الكتاب، وحسب، وإنما يمتد ليشمل التراث المحلي والعربي والإنساني، وكل أشكال الفنون والآداب والمعارف؛ حيث تحتضن 16 متحفاً، وتمتاز بهويتها العمرانية العربية والإسلامية، كما تنظم معارض ومهرجانات متنوعة حول الفن الإسلامي والخط العربي والموسيقى والفنون التشكيلية المعاصرة والحديثة، إضافة إلى ما ترعاه وتقدمه من جوائز دولية للبحث العلمي، والدراسات، والبحوث الأدبية، والأعمال الفنية.

ويستعرض ممثلو المؤسسات المشاركة في تقديم تجربة الشارقة خلال فعاليات اختيارها ضيف شرف «معرض بولونيا لكتاب الطفل»، المرتكزات والمحاور التي استندت إليها الإمارة لتحقق هذا الحضور العالمي؛ إذ يقول الشيخ فاهم القاسمي، رئيس دائرة العلاقات الحكومية في الشارقة، رئيس وفد الشارقة المشارك في «معرض بولونيا لكتاب الطفل»: «إن للشارقة تجربة تنموية فريدة، تضعها في مقدمة التجارب التنموية العالمية، فهي تستند أولاً للثقافة والمعرفة والتراث والفنون وبناء مهارات الفرد وترسيخ الروابط الاجتماعية من خلال القيم المشتركة، التي ترسخها عبر برنامج مستمر من الفعاليات والبرامج والمبادرات الثقافية والمجتمعية، وما مر به العالم خلال العقود القليلة الماضية يبرهن حكمة رؤية الإمارة؛ حيث ثبت بالرهان أن أي منجز لا يُبنى على أساس معرفي جمعي مهدد بالزوال، بينما تبقى المنجزات التي تصنعها المعرفة والوعي، وتستديم لتتناقلها الأجيال بفخر وقناعة.

وأضاف: «حضور الشارقة المتتالي، ضيف شرف على أهم معارض الكتب العالمية، وأحدثها مشاركتها ضيف شرف في معرض بولونيا لكتاب الطفل، هو استحقاق للإمارة ولمنجزاتها ونجاحها في تحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية وثقافية مستدامة، وهو أيضاً تكريم لتجربتها في تمكين الأطفال من مصادر المعرفة والقيم، وفي دمجهم وإشراكهم في مشروعها الثقافي والحضاري الكبير، وذلك من خلال تعزيز الحاضنة الاجتماعية والثقافية للطفل، وتنفيذ البرامج والسياسات التي ترسخ القيم الإنسانية والوطنية لديهم».

وأكد الشيخ فاهم القاسمي، أن نجاح تجربة الإمارة في التنمية الثقافية يضعها أمام مسؤولية مشاركة هذه التجربة مع مجتمعات العالم وتعميمها بوصفها حلاً للكثير من التحديات التي تواجهها الشعوب في مسيرتها نحو التقدم والاستقرار والاستدامة.

وقال أحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب: «حققت الشارقة مكانتها العالمية التي استحقت بموجبها أن تمثل الثقافة العربية في كبرى المعارض الدولية كضيف شرف، ومنها معرض بولونيا لكتاب الطفل، بفضل رؤى وتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي منح الكتاب وصناعة النشر ودعم ثقافة القراءة أولوية على مدى أكثر من أربعين عاماً، فأصبحت الإمارة تحصد ثمار هذا التوجه باقتدار، وتنقل من خلال مشاركاتها الخارجية رسالة الشارقة الحضارية إلى العالم».

وبهذه المناسبة قال عبدالله العويس، رئيس دائرة الثقافة في الشارقة: «المشروع الثقافي لإمارة الشارقة يكتسب بعده الحضاري الإنساني من خلال الفكر، الذي يتجلى في رؤى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، والذي يرى في الثقافة رسالة حوار وبناء للوعي وجسراً للتواصل مع العالم وإنجازاً مستمراً يبني الوعي ويخدم الكلمة الهادفة التي تبني تشكل وعي الفرد وتجعله عنصراً ملهماً في أمته، وهذه الرسالة تنقلها الشارقة في كافة مشاركاتها التي تمثل من خلالها ثقافة الإمارات والعالم العربي والإسلامي في محافل الثقافة العالمية».

وبهذه المناسبة أيضاً، قال سلطان العميمي، رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات: «عودتنا الشارقة على المضي قدماً حاملة راية الثقافة من خلال احتضان الأدباء ورعايتهم وتكريمهم، ودعم اتحادهم وإصداراتهم، وما افتتاحها بيوت الشعر على مستوى الإمارات والعالم العربي ورعايتها، وإصدارها المجلات الأدبية النوعية وطباعة الكتاب ومنح الجوائز للمبدعين إلا دليل على ذلك، كما أنها بقيادتها هذه القافلة الثقافية الكبيرة تقوم بدور حضاري يجعل من مشروعها الثقافي قيمة مضافة واستثماراً في المستقبل.

وقال الدكتور عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث: «تراثنا رمز هويتنا وعنوان وجودنا ولا يمكن لنا الحديث عن ثقافة معاصرة بدون تراث وهوية متجذرة لها ملامحها في قصصنا وشعرنا وأدبنا وفنوننا، وهذا ما تتبناه إمارة الشارقة في كافة مهرجاناتها وفعالياتها ومشاركاتها العالمية، ومع كل مناسبة تستحضر مكانة الشارقة الثقافية في منابر الكتاب ومعارضه الدولية، يكون للتراث وعناصر الهوية نصيب كبير، حتى في كتاب الطفل الذي لا يستغني عن قصص الموروث وحكاياته وأساطيره المدهشة.

وقال راشد العوبد، مدير هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون: «ما حققته إمارة الشارقة في قطاع الثقافة والإعلام الهادف جعل منها منارة إشعاع حضاري وثقافي، ونحن في هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون بمختلف منابرنا ووسائطنا الإعلامية نجد في الحراك الثقافي بالإمارة، سواء على مستوى الأنشطة التي تقام في الشارقة أو مشاركاتها الخارجية، مادة خصبة نجتهد في تغطيتها وتوثيقها لنقل صورة عن تجليات الشارقة وحضورها في قلب المشهد الثقافي العالمي».

أما علي عبيد بن حاتم، رئيس جمعية الناشرين الإماراتيين فقال: «نحن محظوظون كجمعية للناشرين الإماراتيين بتوجه إمارة الشارقة الثقافي الذي يرتكز في الأساس على صناعة النشر ودعم الكتاب ومعارضه والمشاركات الخارجية، وبفضل دعم واهتمام صاحب السمو حاكم الشارقة، بالكتاب ودعم الناشرين، وصل الكتاب الإماراتي إلى كل معارض الكتاب العالمية من خلال منصة جمعية الناشرين الإماراتيين، وحظينا مؤخراً بمكرمة صاحب السمو حاكم الشارقة، بإنشاء شركة توزيع تتبع جمعية الناشرين، وتمثل فرصة للناشرين الإماراتيين لإيصال الكتاب المحلي إلى أسواق جديدة، ومن هنا فإن اختيار الشارقة ضيف شرف في معارض الكتاب العالمية استحقاق يتوازى مع ما تبذله الإمارة من جهود لدعم صناعة الكتاب وحركة النشر».

وقالت مروة العقروبي، رئيسة المجلس الإماراتي لكتب اليافعين: «اختيار الشارقة ضيف شرف معرض بولونيا لكتاب الطفل، يمثل تقديراً عالمياً لجهودها المستمرة في تطوير أدب الطفل العربي، وتكريم كل ما يرتقي بالإنسان، علماً وفناً وثقافة ومعرفة، وهو كذلك احتفاء بالثقافة العربية ومساهماتها الإنسانية، وستشكل مشاركة الإمارة في هذا المعرض العالمي فرصة لإبراز دور الكتاب في إثراء الحوار بين الثقافات وإبراز أهمية القصص في الجمع بين أطفال العالم».

وبدوره قال سالم عمر سالم، مدير المنطقة الحرة لمدينة الشارقة للنشر: «استثمرت الشارقة في الصناعات الإبداعية وفي إتاحة فرص عديدة أمام الناشرين للحصول على امتيازات استثنائية بهدف دعم صناعة النشر وكل ما يتصل بها من أعمال فنية وتصاميم وخدمات لوجستية، وعندما تشارك الشارقة في المعارض الدولية للكتاب فإنها تنقل رسالتها في خدمة الكتاب وحركة النشر من خلال منظومة متكاملة من التسهيلات، أبرزها ما تقدمة المنطقة الحرة لمدينة الشارقة للنشر بكل ما تمتلكه من إمكانيات غير مسبوقة، والتي تمثل واجهة مشرقة للإمارة ولجهود صناعة ونشر الكتاب في المنطقة».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"