عادي
مقيمون في القلب

نصر بدوان: أصدرت 6 دواوين بإلهام الإمارات

22:56 مساء
قراءة 3 دقائق
1
نصر بدوان في إحدى الأمسيات الأدبية
برفقة زملاء العمل في رحلة ميدانية
أمام قارب على شاطئ عجمان
رحلة ميدانية برفقة زملاء العمل
أمام قلعة في الذيد

دبي: يمامة بدوان
نحو 50 عاماً مضت على إقامة نصر محمود بدوان في الإمارات، التي وصلها في 11 ديسمبر/كانون الأول 1971، ليعيش آنذاك احتفالات الدولة بإعلان قيام الاتحاد، الذي جرى قبل أسبوع واحد، ما عدّه إنجازاً شخصياً، كونه عاصر هذا التحول، وما تبعه من نهضة فكرية واقتصادية وعمرانية لا نظير لها في تاريخ الدول المعاصر. نصر بدوان، شاعر فلسطيني، خط قصائده على رمال الصحراء، تحت ظل شجرة سدر، لا تزال شاهدة حتى اليوم على النقلة النوعية التي عايشها طوال نصف قرن، فأصبح العاشق للون الذهبي، حين يتلألأ في أشعة الشمس الساطعة على أرض تبسط راحتيها لكل من مر بها أو أقام عليها، من دون تفرقة بين جنسية أو ديانة أو عرق.

يروي بدوان بدايات عمله في الدولة قائلاً: كان يستغرق طريق الذهاب على سبيل المثال، من فلج المعلا بإمارة أم القيوين إلى دبي ما يزيد على 3 ساعات، وكنت أشعر بالملل لطول الطريق الذي تحيطه الرمال، إلا ما ندر من أشجار السدر، التي كانت تشبه القناديل الخضراء، المعلقة على الجانبين، تسر ناظريها لكسرها مشهد الرمال الذهبية؛ فأجدها ملاذاً آمناً أستظل تحتها من أشعة الشمس، حين أريد أخذ استراحة لدقائق من قيادة المركبة.

وبحكم عملي في إحدى الوزارات، كنت كثير التجوال في إمارات الدولة، لزيارة المحطات الزراعية في الذيد وفلج المعلا ومليحة وكلباء والدقداقة والفجيرة والعين وأبوظبي، ما جعلني أشعر بجمال تضاريس الدولة الطبيعية المتنوعة، من بحر وسهول وجبال، وهو هدية من السماء لأرض الخير، التي احتضنت الجميع على أرضها.

ويشير نصر بدوان إلى أن «الحال تبدلت بفطنة القيادة الرشيدة وعزمها على تحويل الصحراء إلى جنة يانعة، فالطريق الذي كانت تحدّه الرمال أصبح أشبه بالغابة، فأينما تنظر ترى امتداداً أخضر يسرّ العين وما تراه، ليس ذلك فحسب، بل إن الطرق أصبحت تختصر الوقت على مرتاديها لما شهدته من تطور خلال سنوات قليلة، فضلاً عن وجود التقاطعات والجسور التي وصلت شرايين المدينة بخارجها. والإمارات بحرص قيادتها الرشيدة وحكمتها، وصلت الليل بالنهار، لتوفير سبل العيش الكريم ليس لمواطنيها فقط، بل للمقيمين على أرضها ومن الجنسيات كافة، وهو ما جعل كل مقيم يرى الإمارات وطنه الثاني».

جسور التواصل

يرى نصر بدوان أن تعدد الأعراق والأجناس المقيمة في الإمارات أثرى ثقافته،ويقول:كوّنت صداقات مع شتى الجنسيات مكّنتني من معرفة عادات شعوبها وتقاليدها، فالقراءة عنها لم تكن كافية، كمعرفتها من قُرب، ما جعلني على يقين بأن الإمارات أرض تلاقي الشعوب والحضارات، باختلاف الألوان والمعتقدات، وهو ما يعكس ثقافة مجتمعها، القائم على التسامح والتعايش مع الآخر، الذي أرست دعائمه القيادة الرشيدة، التي تعزز مناخات التلاقي والانفتاح على الثقافات الإنسانية ببعديها المعاصر والتراثي، وتتخذ من التنوع الثقافي قوة محركة للتنمية على مختلف الصُّعُد.

ويضيف: إلى جانب عملي في القطاع الخاص، ما كان لموهبتي أن تتطور على مدى 50 عاماً، إلّا على أرض إمارات الخير، بتشجيع المقربين مني وبعض الجهات الثقافية بالدولة، حين خططت قصائدي على رمال الصحراء، التي كانت أرضاً خصبة لمشاعري الجياشة.

وأصدرت 6 دواوين، أفتخر بإطلاقها من الإمارات، وشاركت في مئات الأمسيات الثقافية والأدبية والشعرية، التي نظمتها مختلف الجهات الثقافية. وشهدت مرة أخرى، نجاح الإمارات في التعامل مع كل أشكال العولمة الثقافية بمنهجية علمية وبفكر واع، رسخت خلاله مبدأ التعايش والانفتاح على الآخر وفق استراتيجية محكمة، تهدف إلى مد جسور التواصل والتعاون مع مختلفة ثقافات الشعوب الأخرى.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"