عادي

زكية عبد الله:شاركت بمسيرة طلابية تأييداًً للاتحاد

22:15 مساء
قراءة 4 دقائق

الشارقة: جيهان شعيب

منذ 55 عاماً تعيش زكية محمود عبد الله، محاضر بفرع التوعية في إدارة الشرطة المجتمعية بالشارقة، مع أسرتها، في أجواء تتنفس فيها محبة الإمارة الباسمة، التي عاشت فيها طفولتها، وصباها، ودرست في مدارسها، ثم التحقت بجامعة الإمارات. وبعد تخرجها عملت فترة في القطاع الخاص، ثم التحقت بالقيادة العامة لشرطة الشارقة عام 1995، وتدرجت في الوظائف إلى أن انتقلت للعمل بإدارة الشرطة المجتمعية، وخلال فترة عملها بالشرطة، حصلت على العديد من الأنواط، وميداليات التميز الوظيفي، وشهادات الأداء الممتاز لسنوات عدة على التوالي.

عن ذكريات الماضي الذي عاشته، والأحداث التي خاضتها، تقول: جاء والدي عام 1963، وعمره 21 سنة، قادماً من فلسطين إلى الدولة، عندما كانت تسمى الإمارات المتصالحة، بعد رحلة شاقة قضاها متنقلاً بين العراق، والبحرين، والكويت، والسعودية، بحثاً عن مصدر رزق كريم، حتى استقر به الأمر في الشارقة، حيث عمل في بداياته محصلاً لرسوم الكهرباء التي كان مصدرها مولداً خاصاً بالمرحوم يوسف الدوخي، لبعض سكان منطقة المريجة القريبة من حوله، حيث يقوم بتوصيلها في الفترة المسائية لمدة 4 ساعات، وتستخدم لإنارة المصابيح، والمراوح فقط، وكان سعر إضاءة المصباح خمس روبيات هندية، والمروحة بسبع، وكان والدي يتولى تحصيلها من المواطنين المستفيدين من الخدمة. ثم عمل في وظائف متعددة إلى أن أنشأت حكومة الشارقة دائرة للمياه فعمل كاتباً بها، ثم في شركة تكسير الأحجار الخاصة بالمرحوم محمد عبيد القطامي، وفي عام 1965 حصل على جواز سفر من إمارة الشارقة.

أسرة واحدة

تواصل زكية عبد الله سرد بقية محطات علاقتها بالإمارات قائلة: بعد حرب 1967 قرر والدي الذهاب إلى فلسطين بجواز سفر إمارة الشارقة، لإحضارنا أنا وأخوي نضال، وبسام، ووالدتي، لنستقر بإمارة الشارقة التي أصبحنا نتنفس هواها حباً، وعشقاً، واستأجر لنا بيتاً صغيراً في منطقة المريجة القديمة التي تختزل كل ذكريات طفولتنا، إذ سكنا في فريج (المزاريع ) بالقرب من شركة (BB) في منزل المرحوم سلطان سيف السويدي، وكان يفصل بيننا، وبيت عائلة العم سلطان وزوجته الوالدة اليازية علي المزروع، جدار مشترك به باب خشبي صغير، لم يغلق أبداً من جانبهم، أو جانبنا، فقد تعايشنا معهم كإخوة، ولم نشعر يوماً بأننا عائلتان بل أسرة واحدة، حيث كنا نقضي معظم الوقت معاً. وأذكر جيداً عندما كنا نذهب إلى سيف البحر للعب على الشاطئ، واصطياد الأسماك في زجاجات صغيرة.

وتضيف: أذكر أيضاً بعض قوارب الصيد الصغيرة كانت تأتي إلى الشاطئ لتنزل غلتها اليومية من الأسماك مثل قاربي ناصر بن دعفوس وأحمد بوشليبي، أيضاً كان منزلنا قريباً من (العبرة ) التي تعتبر بمثابة محطة لبعض القوارب الصغيرة، لنقل الركاب من منطقة اللية إلى الشارقة، وكانت تسعيرة الراكب حينها ربع ريال، وكان الركوب فيها بالنسبة لنا مصدر سعادة خاصة يوم العيد، حيث يجتمع معظم أطفال الفريج للذهاب بالقارب إلى اللية التي أصبحت الآن تتجمل بالمباني الحكومية ذات الطابع المعماري الإسلامي. أيضاً كنا نذهب إلى سينما الشارقة يوم الأحد، لأنه كان مخصصاً للنساء والأطفال.

وأول جار لنا على اليسار كان العم عبدالعزيز بن سالم المزروع، رحمه الله، الذي كان يعتبر بمنزلة الأب الروحي للفريج، يقصده الناس لحل مشاكلهم، وكان حريصاً على مصالحهم، ينصحهم، ويوجههم، من دون تفرقة.

أولى الخطوات

في عام 1971 بدأت زكية عبد الله خطواتها الدراسية عندما التحقت بمدرسة رابعة العدوية، وكانت في منطقة الشويهين. وتقول: نظراً لقربها من المنزل، كنت أذهب إليها بصحبة والدتي سيراً على الأقدام، مروراً بالسوق القديم، الذي يزدحم بالدكاكين، وكانت مناهجنا وكتبنا تأتي من وزارة التربية والتعليم بالكويت، وكان يصرف لنا وجبة مجانية يومياً، وكان الطلاب يتلقون علاجهم في ذلك الوقت في الصحة المدرسية الموجودة في منطقة المجرة، وأذكر أنني شاركت بمرحلة الابتدائية في مسيرة طلابية حاشدة جابت مختلف شوارع الإمارة تأييداً، ودعماً لقيام اتحاد الإمارات.

وفي 1975 أخطرنا بإخلاء المنزل، لتنفيذ أمر الهدم، وإنشاء شارع إسفلتي مكانه، حيث بدأت حكومة الشارقة تهتم بتنظيم وتطوير البنية التحية، والعمرانية بشق الطرق، وتشييد الجسور، وإنشاء السوق المركزي، وغيره، وعاصرنا مجالات النهضة، والتنمية كافة، التي شهدتها الشارقة، وصولاً إلى ماهي عليه من ازدهار في عهد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.

وتضيف: لأن العلاقات الطيبة تستجلب محبة الآخرين، قبلنا بعرض استئجار جزء من منزل المرحوم يوسف حسن المزروع، بعد أن أصرت زوجته رحمة الله عليها، على بقائنا في المنطقة، وتقسيم منزلهم بيننا وبينهم، مع جدار، وباب مشترك أيضاً، لم يسد أبداً طوال مدة إقامتنا فيه حتى 1980، عندما انتقلنا للسكن بمنطقة حلوان بجوارهم. وواصلت دراستي بمدرسة الشارقة الإعدادية، وأكملت المرحلة الثانوية بمدرسة الزهراء، ثم التحقت بجامعة الإمارات بالعين لدراسة الإعلام والسياسة، والتحقت بالسكن الجامعي الخاص بالطالبات في منطقة توام، وكانت سنوات الدراسة الجامعية مفعمة بالذكريات الجميلة.

عطاء وتكريم

بعد التخرج في الجامعة عملت زكية عبد الله في القطاع الخاص، ثم التحقت بالقيادة العامة لشرطة الشارقة عام 1995، فعينت بقسم العلاقات العامة بوظيفة محرر صحفي بمجلة الشرطي، وخلال سبعة عشر عاماً تنقلت من محرر إلى سكرتير تحرير، إلى مدير تحرير. تقول: يعتبر عملي في المجلة مرحلة مفصلية في حياتي قدمت فيها جل عطائي، وجهدي، ثم انتقلت إلى الشرطة المجتمعية، وخلال فترة عملي حصلت على العديد من الأنواط، وميداليات التميز الوظيفي، وشهادات الأداء الممتاز لسنوات عدة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"