عادي

انطلاق الحوار السوداني ..والمعارضة تنتظر «الظروف المواتية»

00:07 صباحا
قراءة 3 دقائق

الخرطوم: عماد حسن

انطلقت، أمس الأربعاء، أعمال الحوار السياسي السوداني في الجولة الفنية برعاية الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي ومنظمة دول شرق ووسط إفريقيا للتنمية (إيغاد)، لحل الأزمة التي تشهدها البلاد منذ اجراءات قائد الجيش الفريق أول عبدالفتاح البرهان، في 25 أكتوبر الماضي في غياب تام لأطراف رئيسية معارضة، فيما تعهّد رئيس مجلس السيادة الانتقالي، بالتزام المنظومة العسكرية والأمنية بتنفيذ مخرجات الحوار. وقال رئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم الانتقال في السودان، فولكر بيرتس خلال مؤتمر صحفي في الخرطوم «من المهم ألا نضيع هذه اللحظة. نطلب من الجميع العمل مع بعضهم بعضاً بحسن نية».

الفرصة ما تزال مواتية

وأضاف بيرتس، أن عمل الثلاثية يقتصر على تسيير أعمال الحوار، وأكد أن الأجواء أصبحت مهيأة لبدء الحوار، وذلك برغم غياب أطراف رئيسية ومؤثرة في العملية السياسية في البلاد، بيد أنه عاد وقال: «الفرصة ما تزال مواتية للمقاطعين للانضمام إليه».

وحضر محادثات أمس مسؤولون عسكريون وممثلو أحزاب سياسية وقيادات من حركات تمرد سابقة.

ولكن منذ الاثنين، أعلن تحالف قوى الحرية والتغيير المعارض مقاطعته للحوار، كما رفض حزب الأمة أكبر الأحزاب السياسية في البلاد المشاركة أيضاً، لعدم اكتمال الظروف المواتية له.

وغاب أعضاء من لجان المقاومة التي ظهرت خلال احتجاجات 2019 ضد البشير وقادت التظاهرات الرافضة لقرارات قائد الجيش خلال الآونة الأخيرة.

وأمس الأول الثلاثاء، أشاد البرهان بالحوار السياسي ووصفه بأنه «فرصة تاريخية» ودعا «المكونات المختلفة المعنية بهذا الحوار أن تبادر بالاستجابة وألا تقف حجر عثرة في طريق استدامة الانتقال والتحول الديمقراطي».

وأكد البرهان في خطاب بثه التلفزيون الرسمي، التزامه بتنفيذ مخرجات الحوار، وأن الجيش سينسحب من المشهد السياسي في حال حدوث توافق وطني بين الفرقاء، أو بإجراء انتخابات حرة نزيهة بنهاية الفترة الانتقالية.

الباب مفتوح 

ودعا مبعوث منظمة إيغاد إسماعيل وايس الفصائل الغائبة إلى الانضمام للحوار، قائلاً «مرحباً بهم دائماً والباب مفتوح».

وقال ممثل الاتحاد الإفريقي محمد الحسن ولد لبات إن حل المشكلة السودانية لن يتم إلّا بمشاركة كل الأطراف الفاعلة في المشهد السياسي السوداني، ودعا السودانيين للتحلي بالمسؤولية والواقعية لإنجاح الحوار.

وقال «نحن كآلية لا يمكننا تصور حل سياسي بدون مشاركة» الفصائل الغائبة.

عدم تنفيذ الكثير من المطالب 

من جانبه، قال عضو المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير، شريف عثمان، لموقع «سكاي نيوز عربية»، إن رفضهم المشاركة جاء بسبب «عدم تنفيذ الكثير من مطالب الجلوس للحوار»، مشيراً إلى «استمرار العنف ضد المتظاهرين، وعمليات الاعتقال حتى الآن».

بدوره، أبدى الخبير الاقتصادي والسياسي، صدقي كبلو، استغرابه من الإعلان عن بدء الحوار، دون برنامج واضح أو تحديد للأطراف المشاركة، مما قد يفتح الباب أمام إجراء حوار بين العسكريين والمدنيين المؤيدين له.

وأضاف: أي حوار لا يحظى بمشاركة قوى الثورة الحقيقية، لن يغير في الواقع السياسي الحالي، إذ ستستمر الاحتجاجات ويتعقد المشهد أكثر.

وبالتزامن مع بدء جلسات الحوار؛ تواصلت في الخرطوم وعدد من مدن البلاد الأخرى، تظاهرات تنظمها لجان المقاومة وقوى الثورة الأخرى، ضد الإجراءات التي اتخذها البرهان.

مقتل طفلة دهساً 

وقتلت طفلة، أمس الأول الثلاثاء، دهساً أثناء مطاردة قوات الأمن محتجين في جنوب الخرطوم، ليرتفع عدد قتلى الاحتجاجات خلال الأشهر السبعة الماضية إلى 101 شخص.

وفي الأثناء، واصلت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الإفريقية، مولي فيي، لقاءاتها مع قوى الثورة وعدد من المسؤولين، في محاولة لإيجاد حل للأزمة المستفحلة.

ووفقاً لبيان نشرته السفارة الأمريكية في الخرطوم، فإن فيي ستسعى خلال لقاءاتها في الخرطوم، التي تستمر حتى اليوم الخميس، إلى «حث الأطراف السودانية على دعم جهود الآلية الثلاثية، الرامية لإجراء حوار مباشر يفضي لاتفاق للخروج من الأزمة».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"