دبي: خنساء الزبير
وفقاً لدراسة جديدة يلجأ 1 من كل 3 مسافرين تقريباً إلى وسائل التواصل الاجتماعي، ليحصل على فكرة وجهة جديدة للسفر، وتزداد النسبة وسط المسافرين الشباب؛ حيث يستخدم نحو 60% من الجيل «زد» و40% من جيل الألفية هذه المنصات للاستعانة بها في تحديد وجهة؛ وفقاً لتقرير صدر في إبريل/ نيسان 2022 عن شركة السفر «أريفيا»؛ فعلى تيك توك وحده يضم الهاشتاج «ترافيل» 74.4 مليار مشاهدة، بينما هناك نحو 624 مليون مشاركة على إنستغرام تتعلق بالسفر أيضاً.
هناك جانب آخر لتصور السفريات الخالية من العيوب على وسائل التواصل الاجتماعي، فربما لا تتطابق التوقعات مع الواقع وقد يتم تعديل العديد من الصور لتبدو أفضل مما هي عليه في الحقيقة. أما المسافرون الذين أصابهم الإحباط ولحقت بهم نتائج مريرة بسبب هذه التجربة فإنهم يردون عليها باستخدام فيديوهات مضادة على ذات هذه الوسائل المضللة، وينشرون مقاطع الفيديو الخاصة بهم والتي تُظهر حقيقة هذه الأماكن.
مدينة من فيلم ديزني
تحكي أوليفيا جارسيا البالغة من العمر 26 عاماً تجربتها، وهي مصممة جرافيك ويوتيوب من جنوب فلوريدا، وتقول إن فيديو على تيك توك جعلها تفكر في الرحلة، ويُظهر الفيديو الجبال المغطاة بالثلوج وبلدة يبدو أنها خرجت من أحد أفلام ديزني، فقد التقط الفيديو الجمال المفترض لغاستونيا، وهي مدينة صغيرة في ولاية كارولينا الشمالية، وقالت أوليفيا: إنها لم تعد بحاجة إلى مزيد من الإقناع للزيارة.
المشكلة أن الفيديو كان في الحقيقة قد تم تصويره في دولة أخرى، وقالت: «دخلنا المدينة، وكانت مجرد مدينة عادية. لم تكن هناك جبال ولم تكن مثل الفيديو». واكتشفت فيما بعد حقيقة هذا الفيديو والذي كان جزءاً من سلسلة على تيك توك؛ حيث قام المستخدم بتسمية بعض من أجمل الأماكن وأكثرها شهرة في أوروبا على أنها أماكن في ولاية كارولينا الشمالية. قامت بعد ذلك بعمل فيديو مضحك على تيك توك أيضاً يوثق زيارتها للمدينة ويظهر محطة وقود بائسة ومباني متهالكة، على الرغم من أنها أشارت إلى أنها ركزت بالفعل على المناطق «غير اللطيفة» في غاستونيا؛ وقالت: «يفكر الشخص دائماً بأن هذه الخدع يتعرض لها أشخاص آخرون ولا يمكن أن تحدث له أبداً».
مسبح مخفي جميل
وقعت مدوّنة السفر لينا تاك البالغة من العمر 30 عاماً ضحية مقطع فيديو ساحر على التيك توك، والتي قالت إنها اتخذت قراراً مرتجلاً أثناء القيادة من بريزبين إلى ملبورن لزيارة «مسبح حديقة مخفي جميل» شاهدته في تلك المنصة، ولكن أثناء القيادة هناك فقد هاتفها الاستقبال، مما يعني أنه ليس لديها اتجاهات لإرشادها للطريق الممهد وكان عليها أن تقود سيارتها على طريق وعرة لمدة 10 دقائق قبل أن تقطع مسافة نصف ميل تقريباً أسفل تل شديد الانحدار. وعندما وصلت إلى المسبح تفاجأت عندما وجدت أنه مملوء بالعائلات وأطفال يصرخون، ويشبه إلى حد كبير حمام السباحة العام. ووصفت التجربة في مقطع مضاد ونبهت المسافرين بضرورة إجراء المزيد من البحث قبل اتخاذ قرار السفر لوجهة ما.
مياه زرقاء جميلة
تُظهر صور مجموعة من الينابيع في منطقة توسكانا بإيطاليا مياهاً زرقاء جميلة مع بخار يتصاعد منها برفق، ولم تظن آنا ميخالجيفيتش البالغة من العمر 28 عاماً أن هذا لا يمكن أن يكون بعيداً عن الواقع، ولكن عندما زارتها وجدت أن المياه كانت خضراء وليست زرقاء، كما أن الكثير من التفاصيل كانت غير حقيقية؛ وأيدها في ذلك شخص آخر.
النصيحة هي: إذا كنت ترغب في السفر من دون بحث كافٍ فكن مستعداً لبعض الإحباط؛ إذ ليست جميع الأمكنة في الحقيقة كما رأيتها أو كما هي على الإنترنت، فبعض يكون أفضل على الطبيعة، وبعضها الآخر يكون مخيباً للآمال.
