عادي
رقائق

الكبير جلَّ جلاله

00:30 صباحا
قراءة دقيقتين
رغيد
رغيد جطل

رغيد جطل
بعد أن تعرفنا إلى اسم الله العلي، هناك اسم ترادف معه ولازمه في خمسة مواضع من كتاب الله، وهو اسم الله الكبير، «الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا». النساء: 34.

الكبير، جلَّ وعلا، شرع لعباده أحكاماً تصلح حالهم، فلم يتركهم يتيهون في الأرض؛ بل إنه، سبحانه، نظم أمور المسلم حتى في أصغر تفاصيل حياته «ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ»، الحج: 62. وهو من سيقف العباد أمامه يوم القيامة، والأمر والحكم له وحده، وهناك يعترف المقصرون والمذنبون وأصحاب المعاصي بأن كلام الله وأحكامه كانت هي الحق، بعد أن يروا العذاب الأليم «وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ»، سبأ: 23. وهنا يأتي الزجر من الملائكة «ذَلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ»، غافر: 12.

الكبير صيغة مبالغة، واسم الله الكبير، يبث في نفس العبد المسلم مشاعر الراحة والطمأنينة؛ إذ مهما كانت العقبات كبيرة، فهناك الكبير، جلَّ شأنه؛ لذا هناك مقولة رائعة: «لا تقل عندي هم كبير؛ بل قل عندي رب كبير»، فمهما عظم الهم، ومهما اتسعت العقبات، فالله أكبر منها وقادر، سبحانه، على إيجاد مخرج لعبده منها متى ما لجأ إليه، واستعان به. والمسلم في اليوم والليلة يكرر عشرات المرات «الله أكبر»، ولو تفكرنا في معناها لزال عنا كل هم وغم؛ فقدرة الله أكبر من كل ما يراودنا من هموم وتعب ونصب، وعلم الله أكبر من كل ما يواجهنا من مصاعب ومسائل معقدة، وكذا الحال في كل أمر يعرض لنا، الله أكبر، وهو، جلَّ شأنه، الكبير المتعال.

يرشدنا اسم الله الكبير، إلى أن ربنا، جلَّ جلاله، يريد لعبده المؤمن أن يكون كبيراً؛ لذا دله على أبواب الصلاح والفلاح، التي ترفع قدره، وتعلي مقامه، وتجعله كبيراً في أعين الناس، فالطاعة تجعل العبد المؤمن كبيراً أمام نفسه، كبيراً في أعين الناس، ذا مكانة كبيرة عند الله، تعالى، والمعصية تجعل صاحبها صغيراً في الدنيا والآخرة.

ومما نتعلمه من اسم الله الكبير، أن ندرك أننا وإن كنا ذوي مكانة علمية أو اجتماعية أو علمية أو من ذوي الأموال، فإننا لا يجب أن نكبر ولا نتكبر على من هم دوننا، لأننا كنا مثلهم سابقاً فمنَّ الله علينا «كَذلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا»، النساء 94، وإن عاملنا الناس باحترام وتقدير فهذا لا يغير من حقيقة أننا عبيد لله، جلَّ وعلا.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p8be5y7

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"