عادي

سلوكيات المجالس.. ضوابط وقواعد

23:13 مساء
قراءة 3 دقائق
سلوكيات المجالس.. ضوابط وقواعد
سلوكيات المجالس.. ضوابط وقواعد

تحتاج المجالس إلى سلوك لبق، وأدب اجتماعي، يراعى فيه جميع الجالسين، وكسب مودتهم، ولما كان الإسلام دين نظام اجتماعي متكامل، فقد وضع ضوابط للمجالس وقواعد يجب الالتزام بها، والتعود عليها في حياتنا الاجتماعية.

تقول انتصار إبراهيم محجوب في كتابها الإتيكيت خلق وآداب إسلامية، إنه لابد للإنسان في حياته اليومية، وحسب ما تقتضيه ظروف الحياة من طلب العلم، أو طلب الرزق، من مجالسة أو مخالطة الآخرين في مجالس عامة أو خاصة، ولهذه المجالس آداب وتقاليد يتعارف عليها الناس، ويتقيدون ويلتزمون بها، وقد وضع الإسلام لهذه المجالس أعرافاً وآداباً تميزها عن غيرها من المجالس، ومن هذه الآداب:

السلام عند الدخول إلى المجلس وعند الخروج منه. كذلك الجلوس حيث ينتهي بك جلوس الآخرين. والمشاركة في مجالس الخير والمنفعة والعمل التطوعي، وتجنب مجالس السوء. والتيمن في الدخول إلى المجلس والخروج منه، وتوزيع الماء أو الطعام، حيث يبدأ بسيد المجلس ثم الأيمن فالأيمن. وتجنب الجلوس وسط الحلقة في مجلس فيه الناس على شكل دائري. والإفساح في المجلس، وتجنب إشغال المكان الذي قام منه صاحبه، إذا علم أنه سيعود إليه. وعدم التفريق بين جالسين، وألا تُقم أحداً من مجلسه لتجلس أنت. والمحافظة على نظافة المجلس وحضوره بثياب نظيفة ومظهر حسن. وتجنب نقل أحاديث وأسرار المجالس وتبليغها، فذلك من خيانة الأمانة، ويؤدى لنشر العداوة والبغضاء. والفسح للآخرين في المجالس، واحترام الكبير، وإعطاء كل ذي حق حقه. وألا تتهامس مع من بجانبك دون الآخرين وعدم التحدث إلا بإذن.

تذكر كفارة المجلس

يشير د. عبدالله ناصح علوان في كتابه تربية الأولاد في الإسلام، إلى أن للمجلس آداباً على المربي أن يُعلمها الولد، ويرشده إليها، ويلاحظه عند تطبيقها وهي:

- أن يصافح من يلتقي بهم في المجلس: روى ابن السني وأبوداود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إذا التقى المسلمان فتصافحا وحمدا الله تعالى واستغفرا، غفر الله عز وجل لهما» وفى الموطأ للإمام مالك عن عطاء الخرساني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تصافحوا يذهب الغل (الحقد)، وتهادوا تحابوا وتذهب الشحناء».

- أن يجلس في المكان الذي يخصصه له رب المنزل: لكون رب المنزل أعرف بالمكان الذي يجلس فيه ضيفه، وهو صاحب الحق فى ذلك، يقول الحق تبارك تعالى: {فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} [سورة النور – الآية 28].

فالضيف كما قررت الآية رهن إشارة مضيفه في كل شيء حتى الرجوع، ويتفق ذلك مع قول النبي صلى الله عليه وسلم: «ومن دخل دار قوم، فليجلس حيث أمروه، فإن القوم أعلم بعورة دارهم».

- أن يجلس في محاذاة الناس لا في وسطهم: وهذا أدب اجتماعي كريم، لأنه إذا جلس في الوسط، استدبر بعض الناس بظهره فيؤذيهم بذلك ويسبونه ويلعنونه.

روى أبوداود بإسناد حسن، عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لُعن من جلس في وسط الحلقة»؛ وروى الترمذي عن أبى مجلز: «أن رجلاً قعد وسط حلقة فقال حذيفة: «ملعون على لسان محمد صلى الله عليه وسلم من جلس وسط الحلقة».

وهذا محمول إن كان في المجلس سعة، وأما إن كان فى المجلس ضيق واضطر الناس أن يجلسوا في الوسط، فلا إثم ولا حرج لقوله تبارك وتعالى: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} [سورة الحج – الآية 78].

- ألا يجلس بين اثنين إلا بإذنهما: لما رواه الترمزي وأبوداود، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «لا يحل لرجل أن يفرق بين اثنين إلا بإذنهما»، وفى رواية لأبي داود: «لا يجلس بين رجلين إلا بإذنهما».

- أن يجلس القادم حيث ينتهي به المجلس: لما روى أبو داود والترمزي عن جابر بن سمرة رضي الله عنهما: «كنا إذا أتينا النبي صلى الله عليه وسلم جلس أحدنا حيث ينتهي».

وهذا محمول إن كان القادم رجلاً عادياً، أما إن كان ذا قدر من علم، أو من منزلة من جاه، فلا بأس من الحاضرين، أو ربّ المنزل، أن يضعوه فى المكان المناسب، لقوله صلى الله عليه وسلم: «أنزلوا الناس منازلهم»، وحينما قدم وفد من قبيلة عبدالقيس إلى النبي صلى الله عليه وسلم رحب بهم، وأوسع لهم، وقرّب زعيمهم المنذر بن عائذ إليه، وأقعده عليه الصلاة والسلام على يمينه، بعد أن رحّب به وألطفه.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/p3dn29jp

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"