عادي

البندقية.. سحر في كل الأوقات

21:23 مساء
قراءة 4 دقائق

خنساء الزبير

لا تعرف فينيسيا العائمة، أو مدينة البندقية، موسماً تنخفض فيه السياحة انخفاضاً حقيقياً حيث يود الجميع زيارتها ورؤية هذا المكان الفريد من نوعه؛ وكل وقت من العام له سلبيات وأيضاً إيجابيات فيما يتعلق بالطقس إلى جانب الأنشطة والفعاليات المختلفة، وهذا ما يجعل السياح لا ينقطعون عن القدوم إليها ولكن بكثافة أقل أو أكبر بحسب الطقس والموسم.

في هذا الطقس البارد تكون مدينة البندقية، والمعروفة أيضاً باسم سيرينيسيما، خالية من الأنشطة الفعاليات باستثناء احتفالات أعياد الميلاد ورأس السنة الجديدة، وهذا الوقت من العام تكون فيه المدارس والجامعات والعمل في ذروتها وأعداد السياح أقل بكثير مقارنة بشهري يونيو ويوليو؛ وهو ما يجعل الأسعار معقولة والمساكن متوفرة.

الصورة

الجانب السلبي هو أن الخريف يزيد من ارتفاع المياه في الطرقات لهذا يُوصى بأخذ أحذية وملابس مضادة للمياه خاصة في الفترة من أواخر أكتوبر إلى ديسمبر، لا سيما عند المشي في ساحة سان ماركو (بيازا سان ماركو) حيث ترتفع المياه فيها إلى منتصف الساق تقريباً.

وبالرغم من أن شهر نوفمبر بارد إلا أنه جميل، ويعتقد البعض أنه ليس هنالك الكثير للقيام به في هذا الوقت الممطر والبارد ولكن هنالك بعض الفعاليات التي تسبق الاحتفالات الدينية.

أما ديسمبر فهو موسم مليء بالاحتفالات وتضاء المنطقة المحيطة بجسر «ريالتو» بالأضواء وتقيم المدينة احتفالات ليلة رأس السنة الجديدة.

ويناير شهر الهدوء؛ فبعد صخب احتفالات ليلة رأس السنة يعود سكان البندقية إلى حياتهم الروتينية لتصبح المدينة في حالة هدوء شتوي نسبياً حيث تقل في هذا الطقس البارد الاحتفالات والأنشطة ما عدا التي تفرضها مواسم الطقوس الدينية هنالك. ومن المعروف أن شهر فبراير فيه الكارنفال الشهير، ومع حلول فصل الربيع تبدأ أيضاً احتفالات موسمية حيث تمتلئ المدينة بالألوان وينتشر فيها من يضعون الأقنعة على وجوههم ويسيرون في الكرنفال الشهير الذي يسمع عنه كل العالم. يُشار هنا إلى أن هذه الأيام من أكثر الأوقات التي تكون فيها المدينة مزدحمة وربما يغير هذا من بعض برامج السياحة خاصة التي تعتمد على السير في الطرقات.

مارس إلى إبريل طقس لطيف

الصورة

تعتبر أشهر الربيع هي الخيار الأفضل لمن يرغب في القيام بالكثير من الاستكشاف سيراً على الأقدام دون التعرض لأشعة الشمس ولكن مع احتمالية سقوط بعض زخات المطر. وهذا الوقت يشهد العديد من الاحتفالات التي تكون من أفضل ما تقدمه المدينة، ولكنها تشهد وفود أعداد كبيرة من السياح القادمين في رحلة نهاية الأسبوع.

وفي مارس تستمر الحياة النشطة ولا تعتبر فعاليات الكارنفال هي آخر موسم وجود الناس في الطرقات بل هي البداية لأن اليوم يكون طويلاً والطقس أكثر دفئاً لذلك يعود الناس مرة أخرى للتجول والتنزه على الجسور والقنوات المائية.

وإبريل البداية الحقيقية لفصل الربيع والذي يجعل الاحتفالات التي يعود تاريخها إلى قرون سابقة ذات منظر رائع في هذا الطقس الجميل.

مايو إلى أكتوبر أفضل الفعاليات

البندقية دائماً رائعة لكنها بالتأكيد تتألق بشكل أفضل في الطقس اللطيف والشمس المشرقة التي تستمر إلى ما بعد الثامنة مساءً، وبالطبع كلما اقترب الصيف زاد عدد السياح، وبالتالي ارتفعت الأسعار لهذا التمتع بالأشياء المجانية يساعد في الحفاظ على ميزانية هذه الرحلة، كقضاء بعض الوقت في المتنزهات والحدائق للاسترخاء والاستمتاع بها والتمتع بالمناظر الخلابة في «باركو ديلا ريممبرانزا» المطل على المياه.

ولكن يجب الانتباه إلى أن هذا الوقت من العام فيه ذروة حرارة الصيف لذلك الحاجة لوسائل النقل تكون كبيرة ويصعب السير على الأقدام في معظم ساعات اليوم.

ويشهد مايو أقوى برامج الفعاليات حيث يكون فيه الطقس صيفياً تقريباً والمدينة بأكملها تنبض بالحياة وتبدأ العروض في الظهور وتتجمع الحشود، وأهم الفعاليات هو «البينالي» الذي يحتفل بالفنون البصرية منذ عام 1895.

الصورة

وفي يونيو بداية موسم ذروة السياحة وهو بداية موسم الصيف لذلك يفد السياح بأعداد كبيرة بمجرد إغلاق المدارس رسمياً في منتصف يونيو تقريباً، وإذا كانت المواقع السياحية الرئيسية مزدحمة أكثر من اللازم يمكن البحث عن أحد أحياء البندقية الأقل ازدحاماً مثل «سان ماركو» حيث يمكن التسوق في شارع التسوق الراقي «كالي لارجا الثاني والعشرون مارزو».

ويتسم يوليو بعروض الألعاب النارية وعلى الرغم من أن الطقس في هذا الشهر يصبح خانقاً إلا أن البندقية تستمر في الصخب كعروض الألعاب النارية على ضفاف القنوات المائية؛ و إذا كان عدد الحشود كبيراً للغاية يمكن القيام برحلة ليوم واحد خارج المدينة.

ويُنصح في أغسطس بالاستمتاع بالاستلقاء على رمال أحد الشواطئ وهذا من الطرق الجيدة للتعامل مع أشعة الشمس، وهنالك العديد من الشواطئ في البندقية أو حولها، كشاطئ «ليدو» هذا الشريط الرملي الذي يبلغ طوله 12 كم والذي أخذ شهرته من مهرجان البندقية السينمائي وزيارته من قبل نجوم السينما، بجانب شهرته التاريخية، وهو يبعد مسافة ساعة واحدة فقط عن وسط مدينة البندقية.

ويُعد سبتمبر أواخر الأيام الدافئة وهو أحد أفضل شهور العام هنالك حيث تتضاءل الحرارة فيما يكون الطقس لا يزال لطيفاً ما يجعله وقتاً جيداً للاستمتاع باللحظات الأخيرة من الموسم الدافئ خاصة وأن الكثير من الناس يبدأ بالعودة من العطلة لاستئناف الدراسة والعمل.

وأكتوبر لمن يحبون المطر، فبالرغم من احتمالية استمرار الطقس الرائع حتى شهر أكتوبر إلا أن هذا الطقس قد يكون مصحوباً بزخات من المطر.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/47tr5ba4

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"