عادي

«التايمز»: الشارقة عاصمة الثقافة والحداثة

01:39 صباحا
قراءة 4 دقائق

الشارقة: أحمد البشير

إمارة الشارقة تقف رمزاً من الرموز المشرقة للقوة الثقافية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فمن خلال مهرجاناتها وفعالياتها الثقافية المتعددة، بما فيها مهرجان الأضواء، ومجموعة متميزة من المشاهد التي تقود قطاع السياحي المتنامي لديها، فإن الإمارة في طريقها لتصبح جوهرة العالم العربي.

هذا ما أكدته صحيفة «التايمز» البريطانية في ملف خاص أعدته عن إنجازات الإمارة، وقالت الصحيفة: إن الشارقة تزخر بمساجدها الرائعة، وواجهاتها المائية، وبالمدن التابعة لها، مثل خورفكان وكلباء، إضافة إلى عروضها الليلية الساحرة التي تربط الماضي بالحاضر وبالمستقبل، عبر مزيج من الإضاءات الخلابة والألوان الزاهية والموسيقى.

وبعد قرون من كون الشارقة ميناء مزدهراً لنقل البضائع والتجارة بين البحر المتوسط والهند، أصبحت المهرجانات والفعاليات الثقافية المتنوعة والشعبية تلعب دوراً كبيراً في تعزيز السمعة الدولية للإمارة.

نصف قرن من التطور

ومنذ نحو نصف قرن من التطور بعد اكتشاف النفط وتأسيس الشارقة الحديثة، حدث تحوّل ملحوظ في ثالث أكبر الإمارات السبع في دولة الإمارات العربية المتحدة، وعلى الرغم من العالم المتغير، فإنها لا تزال ملتزمة بمهمة أساسية لتجذير التقدم في التراث والتقاليد، إذ ينجذب المزيد من المسافرين الذين يتمتعون بحس المغامرة والفضول إلى الشارقة للاستفادة من هذا الهدف.

كما يكتشف الزوار الثروات المتنوعة للشارقة، والتي تعرّف مصطلح السياحة المثالية بأنها «تجربة رائعة وأصيلة وذات مغزى ومستدامة»، لتكمل بذلك الصخب المألوف الذي تتمتع فيه شقيقتها دبي المجاورة، بدلاً من السعي إلى المنافسة.

إن روعة العمارة الإسلامية ليست سوى سمة واحدة من سمات تجربة زيارة الشارقة، كما أن ثمار الاحترام الشديد للطبيعة هي ميزة أخرى تتمتع بها الإمارة، والتي تظهر من خلال مشاريع الحفاظ على غابات المنغروف القديمة في جيوبها الشرقية، أو إنشاء ملاذات ومحميات للحيوانات النادرة، لا سيما النمر العربي المهدد بالانقراض في مركز الحفية لصون البيئة الجبلية.

أضواء الشارقة

وقد أسدل الستار مؤخراً على مهرجان أضواء الشارقة السنوي بإصداره الثاني عشر، وهو أكبر حدث من نوعه في الخليج، حيث أقيم له حفل افتتاح فخم في قاعة المدينة الجامعية في 8 فبراير/ شباط، واستمر حتى ال 19 من فبراير الجاري.

وفي مهرجان أضواء هذا العام، طُرحت تقنية حديثة سمحت للمشاهدين بالتفاعل مع الإسقاطات الضوئية، وتمت إضافة نصبين جديدين للمعالم المُضاءة، وهما حصن الشارقة، وهو متحف أثري كان في السابق موطناً للعائلة الحاكمة في الشارقة، وبرج الساعة في كلباء على الساحل الشرقي للإمارة.

وتزامن هذا الحدث مع «بينالي الشارقة 15»، الذي يستمر حتى يونيو/ حزيران المقبل في أماكن في جميع أنحاء الإمارة ويعرض 300 عمل لأكثر من 150 فناناً معاصراً من أكثر من 70 دولة.

كما نظمت الشارقة معرض «أكسبوجر» الرائد للتصوير في منطقة الشرق الأوسط، والذي استضاف أعمال أسماء بارزة في هذا المجال. ومن خلال تنظيم واستضافة المزيد من المعارض هذا العام، فإن الشارقة بذلك تعزز مكانتها البارزة مركزاً ثقافياً في المنطقة.

وفي مقابلة مع صحيفة «التايمز»، أوضح سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة، أن هنالك خططاً لتطوير الإمارة، وجعلها مركزاً تجارياً وصناعياً، بما يتناسب مع وضعها كمركز ثقافي. وقال إن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ركز على الاستثمار في رأس المال البشري، وأشرف على تطورات مهمة في الثقافة والعلوم والرعاية الصحية، إلى جانب تشجيع الفن والأدب والتصوير والعمارة، ومنتديات الاتصال، مشيراً إلى أن الشارقة حققت تقدماً من دون التضحية بهوية عربية وإسلامية متميزة.

وأضاف: «نحن في الشارقة لا نحافظ على الثقافة والتراث فقط، بل نحتفي بها وندمجها بالحداثة ونطورها».

وأوضح سمو نائب حاكم الشارقة أن ترميم المعالم التاريخية، من بينها مركز مليحة الأثري، ودمج العمارة التقليدية في المباني الجديدة والتطويرات العمرانية، مثل مشروع تجديد قلب الشارقة، ما هي إلا أمثلة على استخدام التراث الثقافي لخلق شعور بالهوية والفخر والاعتزاز والاستمرارية.

وقال سموه، إن الشارقة وبقية الإمارات، ستكون قوى رئيسية في تحقيق النمو وجني ثمار عقود من التنويع الاقتصادي لتقليل الاعتماد على الصادرات النفطية، مضيفاً: «إن جهودنا لجذب الاستثمار الأجنبي وتعزيز قطاعات مثل السياحة والتكنولوجيا والطاقة المتجددة قد ساعدت أيضاً في خلق اقتصاد مرن».

وعلى عكس العديد من الدول، لم تعان الإمارات من نقص في الضروريات الأساسية خلال جائحة «كوفيد-19»، حيث يتم التخطيط للتحديات قبل وقوعها، إذ قال سمو نائب حاكم الشارقة: «في عام 2023، سنواصل التركيز على تطوير قطاع السياحة وتعزيز التنمية المستدامة والاستثمار في التقنيات المتطورة التي تجعلنا في طليعة الابتكار».

وحصلت إمارة الشارقة على عدد من التكريمات العالمية، إذ منحت لقب عاصمة الثقافة العربية لليونيسكو، في عام 1998، وفي عام 2019 تم الاعتراف بها عاصمة عالمية للكتاب.

وعندما تستضيف دولة الإمارات مؤتمر المناخ «كوب 28» في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، سيكون المشاركون على دراية بمساهمات الشارقة في الحفاظ على البيئة واستدامتها، سواء من خلال مناطق المحميات الواسعة على الساحل الشرقي، أو الابتكارات المستدامة لمجموعة «بيئة» لإدارة النفايات والطاقة المتجددة والمركبات التي تعمل بالهيدروجين. ونظراً لأن إمارة الشارقة بدأت تتألق أكثر، فلا عجب أن أنظار العالم أصبحت تتجه إليها.

مركز إقليمي للشركات الناشئة

قالت «التايمز» إنه على الرغم من أن إمارة الشارقة معروفة دولياً؛ كونها مركزاً ثقافياً وفكرياً للشرق الأوسط، فإنها طوّرت سمعتها على مدار العقد الماضي لتصبح مركزاً إقليمياً للشركات الناشئة.
والشارقة هي بالفعل موطن لعدد متزايد من الشركات الناشئة التي تعمل في مجالات التكنولوجيا والتعليم والاقتصاد الأخضر، كما تم تصنيفها في تقرير النظام البيئي العالمي للشركات الناشئة لعام 2022، الذي يحلل ويصنّف ألف مدينة في أكثر من 100 دولة، كواحدة من أفضل المدن التقنية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وفي حديثه مع الصحيفة، قال سمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، نائب حاكم إمارة الشارقة، إن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، ركز على الاستثمار في رأس المال البشري مع خلق بيئة آمنة ومناسبة للعائلة، كما يتضح ذلك من حصول الشارقة على تصنيف «اليونيسيف» الرسمي كأول مدينة صديقة للأطفال في العالم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5kupese4

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"