عادي
تمد يد العون منذ عقد

جمعية الإمارات للسرطان..رفيق المرضى

00:35 صباحا
قراءة 4 دقائق
حملات للتبرع بالدم دعماً لمرضى السرطان
توزيع الأضاحي على المرضى

العين: منى البدوي

جمعية الإمارات للسرطان، أشبه ما تكون بالبيت الذي يجتمع فيه أفراد العائلة، للتمتع بالدفء المعنوي، ولم تنس كذلك أن تمد يد العون للأسر التي تضررت مادياً بفعل إصابة رب الأسرة أو أحد أفرادها. ولعل ما وصلت إليه الجمعية الآن هو نتاج جهد كبير ومتواصل؛ حيث إنها عندما تأسست بقرار وزاري رقم 440 سنة 2013، بدأت من مدينة العين، ومع مرور الوقت اتسع نطاقها الجغرافي، بافتتاح أفرع في أبوظبي وعجمان ورأس الخيمة، إضافة إلى فرع جديد يتم افتتاحه قريباً، وعلى مدار عقد من الزمان واصلت الجمعية إنجازاتها.

الصورة
1

تعد جمعية الإمارات للسرطان ذات نفع عام؛ إذ إنها تُعنى بخدمة مرضى السرطان وذويهم في جميع أنحاء الدولة من خلال تقديم الدعم المادي والمعنوي، وقال الشيخ الدكتور سالم بن ركاض العامري رئيس مجلس إدارة الجمعية: إن أبناء الإمارات وكل من يقيم على أرضها تربّوا على أرض الخير في مدرسة زايد الإنسانية، وبات العمل الخيري جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية؛ حيث نسعد بالعطاء ونشر الخير والمحبة والألفة والتسامح بين جميع أفراد المجتمع.

وذكر أن الجمعية والتي تعمل تحت مظلة وزارة تنمية المجتمع، تم إنشاؤها بهدف الوقاية من المرض، ودعم ومساندة المرضى وأسرهم ومشاركة المؤسسات البحثية الأكاديمية والمستشفيات في البحوث المتعلقة بمرض السرطان، مشيراً إلى قنوات التعاون المفتوحة مع الجمعيات المهتمة بالشأن نفسه في دول الخليج، بهدف تبادل المعلومات والممارسات التي تسهم في تحقيق أهداف هذه النوعية من الجمعيات.

وأشار إلى اتساع نطاق الجمعية الجغرافي والذي بدأ من مدينة العين ليتم بعدها افتتاح أفرع في أبوظبي وعجمان ورأس الخيمة وسيتم قريباً افتتاح فرع في إمارة دبي، لافتاً إلى أن ما حققته الجمعية من إنجازات، يؤكد أن العمل الخيري مثمر.

قال الدكتور سالم ناصر العامري عضو مجلس إدارة جمعية الإمارات للسرطان، رئيس اللجنة الاجتماعية وأمين الصندوق: بدأت الجمعية بمجموعة من الأعضاء الأطباء بعدد لا يزيد على 16 ليصبح الآن أكثر من 100 عضو وأيضاً 100 متطوع. ويعمل الجميع لتقديم الدعم المادي والمعنوي للمرضى وأسرهم وأيضاً توعية أفراد المجتمع بمختلف شرائحه بطرق الوقاية، من خلال الورش والمحاضرات والنشرات التوعوية وزيارة الجامعات والمدارس بمختلف أنحاء الدولة.

وأشار إلى أنه خلال عام 2022 تعاملت الجمعية مع 122 حالة، شملت الإعاشة والمسكن والدعم النفسي والعلاجي والطبي، موضحاً أن لجنة متخصصة بالجمعية تقوم بعمل دراسة شاملة للحالة بعد زيارة المريض والاطلاع على كل ما يتعلق به من مصدر دخل للتأكد من محدوديته ومن ثم يتم تحديد المبلغ المالي الذي سيستفيد منه المريض.

وقال المهندس محمد عوض سليمان، سكرتير الجمعية: إنها تعتمد في الدعم المادي على مساهمات المحسنين ورسوم العضويات وتجديدها والشراكات مع الجهات والمؤسسات الخدمية، موضحاً أن الجمعية تتلقى الطلبات من المرضى على مدار الساعة من خلال جميع قنواتها المشرعة. وأضاف أنه يتم التأكد من وجود إقامة سارية المفعول للأشخاص المقيمين بالدولة، ومن ثم يتم طلب تقرير طبي حديث لا تتجاوز مدة إصداره 4 أشهر ليتم بعدها عمل دراسة اجتماعية للفرد ومصادر دخله إن وجدت، ومن ثم تحويل الملف لمجلس الإدارة التنفيذية لاتخاذ قرار بشأن الحالة وتقديم الدعم المادي والذي يتمثل أحياناً بتأمين مستلزمات طبية علاجية أو دفع قيمة إيجار مسكن أو فواتير خدمات ورسوم دراسية وإعاشة موضحاً أن المبالغ يتم تسليمها من الجمعية للجهة المستفيدة مباشرة.

زيارات

وأشار إلى أنه خلال العام الماضي بلغ عدد المشاركين في الفعاليات التي تنظمها الجمعية لتقديم الدعم النفسي والمعنوي للمرضى 11765 فرداً من مختلف شرائح المجتمع، بينما بلغ عدد النشرات التوعوية التي تم إصدارها 143 نشرة، وتم تقديم 23 محاضرة وتنظيم 128 فعالية ميدانية و83 مبادرة، وبلغ عدد زيارات المرضى 1172 زيارة تم خلالها تقديم دعم مادي ومعنوي للمرضى.

وعن الدعم الاجتماعي والنفسي والمعنوي الذي يتم تقديمه من الأعضاء والمتطوعين للمرضى، ذكرت الدكتورة إيناس أبو لبدة، عضو في الجمعية وأستاذ مشارك بجامعة العين للعلوم والتكنولوجيا، أن الدور الذي تقوم به الجمعية في خدمة المرضى وأسرهم، هو في حقيقة الأمر ليس مجرد خدمة للمرضى؛ بل أيضاً يعد خدمة للأعضاء والمتطوعين من خلال ما يكتسبونه من مهارات وأخلاقيات وقدرة على مد الآخرين بطاقة إيجابية تنعكس في نفس الوقت على نفسية العضو أو المتطوع.

وأضافت أن الدعم النفسي والمعنوي لا يقتصر فقط على الزيارات في المستشفيات خلال تلقي العلاج أو للاطمئنان على المرضى بعد الخروج من المستشفى، وإنما إيجاد فرص حقيقية للتفاعل مع أفراد المجتمع إلى جانب تفعيل دور الجمعية في مختلف المناسبات والأعياد، ليتم خلالها تقديم الهدايا للمرضى ووجبات إفطار الصائم، والأضاحي بالتعاون مع الهلال الأحمر، وفوالة العيد.

وذكرت أن المتطوعين في الجمعية يتم اختيارهم بعد إجراء مقابلة للتعرف إلى السير الذاتية والمهارات ومدى حبهم للعمل التطوعي وقدرتهم على الالتزام والتعامل مع الآخرين، مشيرة إلى أن أي متطوع يتم تأهيله لعدة مهام؛ بحيث يقوم بالمهام المنوطة به على أكمل وجه.

بعد التعافي

قالت الدكتورة منى الشرع، أخصائية طب بيطري وعضو في الجمعية: إنها التحقت كعضوة بالجمعية بعد التعافي من مرض السرطان؛ حيث أدركت أهمية الدور الذي تقوم به خلال العلاج خاصة من الجانب النفسي والمعنوي وهو ما يعد من أهم ما يحتاج إليه المريض، واعتبرت أن ما قامت به الجمعية خلال فترة مرضها جعل للحياة طعماً خاصة أنها كانت تنظم فعاليات للأسرة كاملة وتقوم بزيارتهم والاطمئنان عليهم ومشاركتهم الحياة الاجتماعية بشكل عام ومنحهم الأمل في الحياة.

وأضافت، أنه بعد التعافي والانضمام كعضو في الجمعية، بدأت المشاركة في مختلف الفعاليات والزيارات، التي من خلالها تقوم بتقديم الدعم النفسي والمعنوي للمرضى وتستعرض تجربتها وكيفية تجاوز المرض والوصول إلى مرحلة التعافي، إلى جانب بث السعادة في نفوسهم ورسم البسمة على وجوههم لمساعدتهم في تجاوز المحنة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mryffaay

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"