عادي
مزرعة سالم القايدي تضم مئات آلاف الأشجار

23 عــــامــــاً خضـــــراء

00:13 صباحا
قراءة 3 دقائق
2
2
2
2

مليحة: محمد الماحي 

رغبة في زيادة الرقعة الخضراء ومكافحة التصحّر، وتأهيل مواقع الغطاء النباتي والحدّ من الممارسات السلبية، أطلق المواطن سالم سلطان القايدي، مبادرات مجتمعية تهدف إلى تشجيع المجتمع على المشاركة في مكافحة التصحّر، ونجح في إنشاء مزارع بمنطقة اخضيرا التابعة لمدينة مليحة، توظف التكنولوجيا الحديثة، وفق معايير الاستدامة والجودة والتنافسية، وتضم مئات الآلاف من الأشجار والنباتات والأشجار البرية النادرة في الدولة، التي يستخدمها الإنسان منذ القدم في العلاج أو إطعام الماشية، واستخدامها في كثير من الأغراض التي عمل على جمعها منذ عشرات السنين، من أماكن مختلفة في الدولة، لزيادة أعدادها والحفاظ على أنواعها والاهتمام بها وزراعتها بالطرق الصحيحة.

كما عمل على جذب كثير من النباتات والأشجار البرية من الدول المجاورة، لعدم توافرها في البيئة الإماراتية منها نبتة «البيشا» من السعودية واليمن، ونبتة اللبان من سلطنة عُمان، وكثير من النباتات البرية التي زرعت في البيئة المحلية ونجح نموها وتكاثرها.

مساندة وطموح 

القايدي قضى 21 عاماً في القوات النظامية، وتقاعد عام 2004، ثم اتجه إلى الزراعة منذ 23 عاماً، وظل متمسكاً بتلك الهواية التي اكتسبها منذ الصغر، وأصرّ على إنعاشها في الكبر، دافعه إلى ذلك مكافحة التصحر ومحاربة الري الجائر للأشجار في ظل شح المياه، ومساندة طموح المدارس والجامعات في هذا الجانب. 

كما أنه خلال العام الماضي تبرع بأشجار إلى هيئة الهلال الأحمر بقيمة 3 ملايين و300 ألف درهم.

ويستخدم في مزارعه تقنية مطوّرة للري، توفر 45% من المياه المستخدمة، مقارنة بالطريقة التقليدية في الري، دون تأثر الإنتاج، التزاماً منه بمسؤوليه نحو تحقيق الاستدامة المائية.

وأشار القايدي إلى أنه نجح في تغيير أساليب الري بنسبة كبيرة تعمل على تغيير أنظمة الري التقليدية واستخدام الأنظمة الحديثة في الزراعة، كما قدم عدداً من الدورات الإرشادية عن أهمية تطبيق الممارسات الزراعية الجيدة، وتشجيع أصحاب المزارع على تطبيقها، والتخطيط الناجح.

يقول سالم القايدي، إنه مهتم بزراعة كل النباتات والأشجار المحلية في مزارعه ويعمل على إكثارها، وأبرزها أشجار الغاف التي يملك مئات الآلاف منها، فضلاً عن مزارع الثمام التي تعد أعلافاً طبيعية للحيوانات تتغذى منها. لافتاً إلى أن أبرز أنواع الأشجار في الإمارات التي تجد عناية منه، أشجار القرط والنيم والسدر والسمر والغاف.

كما أنه دائم المشاركة في المعارض التي تهتم بالبيئة وتنظم داخل الدولة، وهو أول إماراتي يشارك في معرض النباتات البرية الذي يقام في دبي سنوياً، وفي مركز الحصن بأبوظبي، ومهرجان الذيد للرطب الذي عرض خلاله سنوياً أنواعاً عدّة من النباتات التي يزرعها ويشتلها وتستخدم في مختلف أنواع السلطات الصحية. 

البيئة المحلية

أنشأ القايدي متحفاً تعريفياً لنباتات وأشجار البيئة المحلية، أطلق عليه اسم «متحف الإمارات»، ليكون بيئة نباتية إماراتية مصغّرة، وذاكرة توثيقية تطل عبرها الأجيال المتعاقبة والسياح والباحثون على أرض الإمارات الغنية بأندر وأجود أنواع النباتات والأشجار.

وكانت بداية القايدي، كما قال ل«الخليج»، قبل 23 عاماً، عندما لاحظ أن ارتفاع درجات الحرارة وشحّ الأمطار تسببا في القضاء على الكثير من النباتات البيئية، على الرغم من فوائدها الجمّة التي لا تحصى للإنسان والحيوان والبيئة، فيما يعد حالياً أول مواطن ينجح في إنشاء مزارع للنباتات والأشجار البيئية النادرة.

ويضيف: نجحت بمشروعي في إكثار النباتات المحلية واستزراعها في مناطقها الطبيعية، والمحافظة على الأنواع النادرة منها من الانقراض، حيث يضم المشروع الكثير من النباتات العشبية المزهرة والحولية المعمّرة والنباتات الورقية، والأشجار والشجيرات والمتسلقات والعصاريات وغيرها الكثير. وأمتلك عبر مشروعي أشجاراً وشتلات مختلفة من السدر الإماراتي واليمني والهندي، وأنواعاً مختلفة من السدر، ونبات السمر، بجانب نبات الأرى الذي يستخرج منه القطن، والنباتات المستخدمة لأغراض الرعي، كالثمام والزهر والحلف والخضرم والغاف والرمث والضعى والسبط، وكثير من النباتات العلاجية المستخدمة في الطب الشعبي التقليدي.

100 ألف شجرة هدية

ضمن مبادراته التي تعزيز الاستدامة والحفاظ على البيئة وتحشد الجهود لمواجهة تغير المناخ، أنشأ سالم القايدي محمية طبيعية بجانب مزرعته فيها أكثر من 300 ألف شتلة، وأطلق عليها «محمية الشهداء»، وأطلق مبادرة لتوزيع 100 ألف شجرة على المواطنين والمقيمين في الدولة الراغبين في زراعة شجرتي الغاف والأراك، لتشجيعهم على زراعة الأشجار وزيادة الرقعة الخضراء في الدولة بغرس كميات كبيرة من الأشجار التي تحتاج إلى كميات قليلة من المياه وتتكيّف مع مناخ الدولة.

وأطلق مشروعاً سمّاه «خضار بدون بائع» بمنطقة مليحة تقوم فكرته على تأسيس محل يحتوي على خضراوات متنوعة من إنتاج مزارعه الخاصة، لكن من دون بائع؛ إذ يأخذ مرتادوه ما يرغبون فيه من الخضراوات، ويضعون قيمتها في الصندوق المخصص، وهدفه من ذلك، ترسيخ موروث النزاهة والثقة بالنفوس.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ms6chnk7

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"