عادي

لا للكيماويات

23:06 مساء
قراءة 4 دقائق
تصوير مزرعة ساره /تصوير محمد الطاهر/١٨/٣/٢٠٢٣
تصوير مزرعة ساره /تصوير محمد الطاهر/١٨/٣/٢٠٢٣
تصوير مزرعة ساره /تصوير محمد الطاهر/١٨/٣/٢٠٢٣
تصوير مزرعة ساره /تصوير محمد الطاهر/١٨/٣/٢٠٢٣
تصوير مزرعة ساره /تصوير محمد الطاهر/١٨/٣/٢٠٢٣
تصوير مزرعة ساره /تصوير محمد الطاهر/١٨/٣/٢٠٢٣
تصوير مزرعة ساره /تصوير محمد الطاهر/١٨/٣/٢٠٢٣
تصوير مزرعة

عجمان: أمير السني

يؤمن حميد الزعابي بأن الزراعة الطبيعية الخالية من الأسمدة الكيميائية ضرورة ملحة، في ظل انتشار الخضراوات والفواكه والمحاصيل المنتجة والمضاف لها مواد كيماوية في العالم، وقرر إنتاج أسمدة طبيعية منشأة من عملية إعادة تدوير، الخضراوات التالفة بدلاً من رميها في القمامة، التي ستساهم في تطوير الزراعة بدولة الإمارات، ويأتي ذلك في ظل التوجيهات السامية التي أصدرتها القيادة الرشيدة، بتحقيق كفاءة القطاع الزراعي وزيادة حجم الإنتاج وضمان سلامة الغذاء، وإطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، «عام الاستدامة».

وسط مساحات خضراء وحدائق جميلة وارفة الظلال يقع مشروع مزرعة «سارة» لإنتاج السماد العضوي، في منطقة الحليو بإمارة عجمان، والذي بدأه حميد الزعابي قبل 8 أعوام ويقوم المشروع على مكونات طبيعية خالية من المواد الكيميائية، وغنية بالمواد العضوية، والمكونة من مخلفات الخضراوات والحيوانات والديدان، ويوضح قائلاً «إن فكرة المشروع نابعة من أن العالم أصبح يعتمد على المواد الكيميائية في الإنتاج الزراعي، ولابد من أن يعود الإنتاج الزراعي إلى طبيعته، خالياً من تلك السموم وقائماً على بيئة نظيفة تعيش عليها الأجيال الجديدة».

ويمارس الزعابي الزارعة منذ 25 عاماً وتلك الفترة أكسبته خبرة في هذا المجال، وتعرف من خلالها إلى الكثير من أنواع النباتات، ويؤمن بأن الزراعة الطبيعية تحسن جودة المنتجات الزراعية، وتقلل التلوث البيئي، وتحسن صحة النظام البيئي والأرض، كما أنها تزيد من إنتاجية المزرعة على المدى الطويل وتحسن الاستدامة الزراعية.

ويشير إلى أن مشروع السماد الطبيعي الذي يقوم بإنتاجه، يعتمد في الأساس على الخضراوات التالفة في الأسواق التجارية، فبدلاً من رميها في صندوق القمامة، يتم جلبها إلى المزرعة، ويصل يومياً إلى المزرعة من 2 إلى 3 أطنان ليتم تدويرها، وتصبح سماداً طبيعياً، حيث تنتج المزرعة من 150 إلى 200 طن شهرياً من الأسمدة.

والمرحلة الثانية يتم فيها استخدام تقنية «الزراعة المائية» حيث يوجد في المزرعة حوض كبير للأسماك، يفيد في إنتاج السماد بطريقة طبيعية وصديقة للبيئة، حيث تتغذى الأسماك على الطعام وتطرح فضلاتها في الماء، وتحتوي هذه الفضلات على العناصر الغذائية الهامة مثل النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم، والتي تعتبر أساسية لنمو النباتات، وهذا يؤدي إلى زيادة الإنتاجية وتحسين جودة المحصول بطريقة طبيعية وصديقة للبيئة.

والمرحلة الثالثة، تتم إضافة مخلفات الحيوانات ضمن الإنتاج كسماد طبيعي لتحسين جودة التربة وزيادة نمو النباتات. فالحيوانات تحتوي على العديد من المغذيات المهمة مثل النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم والكالسيوم والمغنيسيوم، والتي تعتبر مكونات أساسية لنمو النباتات.

وخلال المرحلة الرابعة تتم إضافة قشر البيض، حيث يصل إلى المزرعة مليون و300 ألف من قشر البيض يتم تجفيفه وطحنه بواسطة ماكينات صنعت خصيصاً وهي موجودة بالمزرعة لعملية الطحن والغربلة، مشيراً إلى أهمية قشر البيض واستخدامه كسماد نباتي، فهو يحتوي على نسبة عالية من الكالسيوم والمغنيسيوم والبوتاسيوم والنيتروجين والفوسفور، وهي مكونات أساسية لنمو النباتات.

ويشير إلى أن بالمزرعة أحواضاً كبيرة لتربية حشرة الدودة، والتي تلعب دوراً مهماً في تحسين جودة السماد وزيادة إنتاجيته، وتحويل النفايات العضوية إلى سماد عضوي صالح للاستخدام، ما يساهم في الحد من التلوث البيئي، حيث تقوم بتحويل المواد العضوية الخام إلى مواد عضوية متعددة الفوائد، زيادة تهوية التربة تساعد الدودة على تحسين تهوية التربة عن طريق عملها على إدخال الهواء والماء وتساعد على تحسين نمو النباتات وتفتيت البقايا العضوية وتحولها إلى بودرة ناعمة تسهل امتصاصها من قبل النباتات.

قمح الإمارات

يقود حميد الزعابي مبادرة «قمح الإمارات» وهي إحدى المبادرات الرائدة في مجال الزراعة التي انطلقت في عام 2017، وتضم 170 مزرعة لتمثل أبرز الجهود الوطنية في مجال تعزيز الأمن الغذائي، حيث تنتج أكثر من 80 طناً من القمح على مستوى الدولة خلال موسم الحصاد، ويوضح الزعابي أن المبادرة تضم عدداً من المواطنين، الهدف منها التوسع في زراعة القمح في مختلف الأراضي الصالحة للزراعة في مناطق الدولة وخصوصاً في المزارع غير المستغلة، وإن مستقبل زراعة القمح في الدولة يدعو إلى التفاؤل، ونسعى من خلال هذه المبادرة إلى انضمام أكبر عدد ممكن من المزارعين.

ويضيف: «هنالك دور توعوي تقوم به المبادرة وهو غرس حب الزراعة لفئة الطلبة منذ الصغر، وقمنا بذلك عملياً من خلال قيام عدد من الطلبة بزراعة القمح في إحدى مدارس أبوظبي، حيث تابعوا التجربة عن قرب، كما يتم توزيع البذور مجاناً على المزارعين والأسر والأفراد، فقد لاحظنا خلال السنوات القليلة الماضية انتشار الزراعة المنزلية بشكل كبير، وبات الكثير يحرص على معرفة المزيد حول آليات الزراعة وطرقها غير التقليدية وكيفية الاعتناء بها».

أصناف متعددة

تراكم الخبرة التي اكتسبها الزعابي في مجال الزراعة لم تجعله يكتف بإنتاج المحاصيل والسماد العضوي، وإنما صار يعلم الناس الطرق الصحيحة للزراعة من خلال تقديم العديد من المحاضرات التوعوية، إلى جانب تحول مزرعته الخضراء الجميلة إلى مركز تعليمي إرشادي يفيد فيه الناس بأهمية وأسس الزراعة، وقد استضافت المزرعة العديد من الفعاليات المجتمعية، من صغار وكبار، وأقيمت بداخلها العديد من ورش العمل التعريفية، إضافة إلى وسائل تعليمية لأطفال المدارس حول كيفية الزراعة.

ويقدم الزعابي العديد من المبادرات المجتمعية للمساهمة في إحداث بيئة خضراء نظيفة في دولة الإمارات، وذلك بتوزيع الشتول مجاناً، وتوزيع شجرة الغاف، إلى جانب تبرعه بتوزيع مشاتل لكل مسجد جديد يتم بناؤه.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3p8bfmm4

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"