عادي
صيفنا ثقافة

جمال الشحي.. يصل لفصل النهاية في رواية جديدة

23:47 مساء
قراءة دقيقتين
جمال الشحي

الشارقة - أشرف إبراهيم

تستحيل كتابات المبدع جمال الشحي إلى أشكال مفعمة بالمفردات الثرية للأطفال، والتي تستثير، بأسلوبها الآسر، مخيال هذه الفئة التي نجح في مخاطبتها بما يبثه من عناصر مفعمة بالجمال، فهو يستخلص من تجارب الحياة موضوعات تلامس الذوق وتغوص في تفاصيل منهجية لها دلالات أسلوبية تحمل أفكاراً متجانسة، لها نهج بصري يكشف عن رؤية الكاتب في إثراء مخيلة الأطفال بأسلوب تعليمي يسهم في إعدادهم للمستقبل، ويتميز الشحي في هذا الإطار من الكتابة التي جعلته يواصل نشر مجموعاته القصصية للأطفال تحت عناوين لافتة وبتتابع يظهر مدى إخلاصه إلى هذا الدرب الذي اختاره بوعي منذ البدايات، فهو على الرغم من هذا الوهج الذي أطل به في الحياة الثقافية واهتمامه بأدب الطفل، فإنه له تجارب أخرى في كتابة الرواية، حيث ينسج بمخياله المتبحر في الزمان والمكان قصصاً تمتلك خواصها وصيغها بحكم خبرته في مجال النشر، كونه يمتلك داراً تفتح الآفاق للكتاب الواعدين بما يجعله على دراية بما يجذب القراء ويحثهم على التسابق من أجل اقتناء الكتب القيمة.

ويعرف الكاتب جمال الشحي، أنه اختار ميداناً صعباً في الكتابة، إذ وجّه دفة إبداعه نحو الاهتمام بأدب الطفل، إذ يحمل في قلبه رسالة، حيث يطمح في كل مجموعة قصصية يصدرها إلى أن يعزز قيمة الوطن في عقول الصغار، ومن ثم تغذيتهم بالقيم التراثية، وعناصر الموروث الشعبي الملهم، وهو حالياً يعمل على إصدار الجزء الثامن من «يوميات مشاغب»، فهو منذ عشر سنوات وهو يتلاحم مع هذا الفن ببصيرة، ويضاعف من خبراته في أن تصبح أشكاله القصصية ذات أسلوب معبر في الكتابة، يستوعبه الطفل دون مشقة، حيث أصدر على نحو آخر حتى الآن، سبعة أجزاء من «يوميات مشاغبة»، ليكون مجموع ما كتبه للطفل عبر عشر سنوات نحو 15 مجموعة قصصية تطير بفضائها في تناول موضوعات محببة، استخدم فيها لغة قريبة وسهلة ممتنعة غنية بالوصف وتجذب الصغار دون تكرار.

وفي ميدان الرواية يكتب الشحي حالياً، عملاً سردياً بإيقاعات مختلفة عن ما تناوله من كتابات سردية، لكنه في هذه الفترة يكشف عن رؤية أخرى من خلال بنية الرواية التي تتناول إشكاليات مختلفة، تكشف عن حالات إنسانية تقع فريسة للفقد والعزلة من خلال مسار الأحداث، فالشخوص الذين يوزعهم على فصول الرواية يتعرضون إلى مواقف متشابكة واختبارات وظّفها الرواي استجابة لظروف الحياة، حيث يستحضر صراع القيم في مشاهد متنوعة يستخدم فيها تقنياته التعبيرية اللافتة، وبلغة سردية متماسكة، إذ يصور مفارقات غريبة ويغوص في تفاصيل تبرز العواطف والمشاعر وتوغل في التقاط الخيوط التي تؤدي إلى رصد الظواهر وربطها ببؤرة الأحداث، فتبرز المِحن بحسب الرؤية التخييلية للنص السردي الذي حين سيصدر سيضع القارئ أمام تأملات للعلاقات المتناقضة، حتى يتعين الوصول إلى ذروة الأحداث في فصل النهاية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/58f8zkpz

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"