عادي
صيفنا ثقافة

منى العلي.. تستدعي حياة الآباء والأجداد في رواية

23:26 مساء
قراءة دقيقتين
منى العلي

الشارقة: أشرف إبراهيم

منى العلي قاصة وروائية وفنانة تشكيلية مسكونة بالحس الجمالي في الكتابة وما تمارسه من فنون، فهي صوت آخر للمرأة المبدعة التي تحمل فكرتها وتمضي بها إلى حلم قريب، إذ تقبض على جمر الحكايات لكي تصعد بالقارئ إلى ذروة الدهشة، ففي رصيدها ثلاثة أعمال أدبية هي «المرآة، من النافذة، معزوفة صماء» هذه الكتب مهدت لها لكي تقف جنباً إلى جنب مع مجاييلها في الأدب النسوي الإماراتي، وهي مدفوعة بعطر بالتشكيل الأدبي الذي أضحى سمة مائزة في كتاباتها ولغتها وطريقة تعبيرها عن أدق تفاصيل الذات بشكل لافت، وهي تجيد الرسم وتمتلك في مسيرتها نحو 100 لوحة، وفي رصيدها عدد من الأفلام القصيرة التي شاركت بها في مهرجانات دولية وحازت جوائز عنها، لكنها دائماً تبحث عما تروي عنه بأسلوب تصويري مبهر يجسد قدرتها على جعل الكتابة صوت وصورة.

وفي مقام السرد الروائي الطويل تستدعي العلي سيرة أخرى فيها الكثير من الخيال على الرغم من أن بناء الرواية يسافر إلى زمن قديم في البيئة الخليجية بعناصرها الجاذبة التي تمثل حياة بسيطة مضمخة بعطر الجمال، تظهر من خلالها علامات بارزة في حياة الآباء والأجداد بلغة طازجة تمتاز بالسلاسة والعذوبة في تصوير الحياة التقليدية بما يبين هذا الجانب المبدع بصورة قريبة من واقع الحياة القديمة، إذ تستوحي تفاصيل الماضي بأسلوب تخييلي يعبر عن رغبة الروائية في تقصّي أشكال نابضة من الحياة الخليجية إذ أمكنها توزيع الشخوص الذين بلغ عددهم عشرين بشكل عادل في الصفحات، لكنها أعطت دور البطولة لرجل واجه الكثير من العقبات، وقد استطاعت الكاتبة أن تترك النهايات مفتوحة على التأويل بحيث يستشف القارئ ما يمكن أن يدور في اللحظات المناسبة بأسلوب فعال وشائق، فهي تجسد العلائق الإنسانية بشكل مغاير، تستنطق من خلاله الأشياء وتبعث فيها روحاً محلّقة مجبولة على الجمال، وقد وضعت العلي عنواناً مقترحاً للرواية وهو «لم يغرق إصبعي» فهي تأنس للمجاز وتمتلك مهارة في إضفاء نوع من الرمزية على أعمالها بما يتناسب مع مضمون الفكرة والإحالات التي تعزز حبكتها الدرامية في نسيج الرواية المفعم بتجليات الإبداع الحر.

وعلى الرغم من جسارتها في كتابة القصة القصيرة التي رسخت لها في فن الكتابة الأدبية، فإنها في الأساس فنانة تشكيلية تتماهى مع تقاطعات الفن المفاهيمي، ولديها أعمال سجلت حضورها في عالم التشكيل، إذ إنها تفكر في أن تقيم معرضاً شخصياً يتألف من 30 لوحة رسمتها خصيصاً عن الأشكال القديمة للأبواب التراثية وما تمثله من حكايات إنسانية على مسرح الموروث الشعبي الأصيل الذي يمثل لها المنبع الحي الذي يقربها أكثر من عناصر تنتصر لإنسانية البيئة القديمة بما فيها من أشكال طبيعية غنية لا تقاوم، فضلاً عن أنها سوف تشارك بلوحات أخرى ضمن هذا المعرض تستعرض فيها البيوت القديمة وما تزخر به من أشياء تملأ الصدور بالبهجة، وتعبر عن الرضا الذي كان يكتنف الإنسان في البيئة المحلية القديمة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2ckzdduy

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"