عادي

السلبيون والتعامل معهم

23:12 مساء
قراءة دقيقتين
1
مايا الهواري

د. مايا الهواري
لكلّ إنسان على هذه الأرض نمط حياة يختلف عن غيره، يعيش هذه الحياة وفقاً لذلك، وينقسم الأشخاص إلى إيجابيّين وسلبيّين، فالإيجابيّ تميّز حياته السّعادة ويقدم الدعم والتشجيع لنفسه ولغيره، تدعمه ثقته بنفسه، ويعمل جاهداً لتحقيق أهدافه مستفيداً من تجارب من سبقه، على عكس الشخص السلبي الذي يسود حياته الكسل والتشاؤم، دائماً ما يثبّط من همّته وهمم الآخرين، يرى تحقيق الأهداف أمراً بالغ الصعوبة، متصوراً العراقيل التي تعترض طريقه، فيحطّم معنوياته ومعنويات من حوله، زارعاً داخله وداخلهم الكسل، وينبغي التّعامل مع مثل هؤلاء الأشخاص بطريقة خاصّة، حتى لا يؤثروا في حياة الشّخص الإيجابيّ، وهنا على المرء أن يعمل على تجاهلهم وعدم مناقشتهم وإغلاق أيّ باب للحوار معهم والعمل على تغيير منحى الحديث بعبارات بسيطة، لإيصال رسالة مفادها عدم الرغبة في إكمال الحديث.

وتكمن الصّعوبة في التّعامل مع الأشخاص السّلبيين عندما يكون الإنسان شخصاً مقرّباً ولا يستطيع المرء تجاهل التّعامل معه، إذ إنّه من البرّ عدم تجاهله، بل الإحسان إليه، ذلك أنّ البرّ ليس حكراً على الآباء فقط، إنّما الأخوات والعمّات والخالات وغيرهم من الأقرباء، وفي هذه الحالة على الإنسان أن يبرمج عقله للتعامل مع هؤلاء الأشخاص، كأن يعتبرهم يتكلمون لغة معيّنة تختلف عن لغته، وهنا يضطرّ لاكتشاف طريقة معيّنة يستطيع من خلالها التّواصل معهم وإيصال أفكاره، لغة الإشارة مثلاً وسيلة مساعدة على ذلك.

إن التعامل مع السلبيين يحتاج إلى حذر وانتباه، حتى لا تنتقل السلبية لحياة الشخص، أو يصبح شخصاً بعيداً عن الإيجابية، وينبغي العمل على تغييرهم إلى أشخاص إيجابيّين قدر المستطاع.

إنّ الدقة والانتباه في التّعامل مع السلبيين أمر ضروريّ، إذ يجب عدم إخبارهم بالأهداف التي يسعى المرء لتحقيقها، لأنّهم حتماً سيضعون أمامه الصّعوبات والعراقيل التي ستواجهه سلفاً، وفي هذه الحالة على الإنسان أن يحيط نفسه بالإيجابيّين الدّاعمين السّاعين لبثّ الثقة في النّفوس، والاستفادة من نصائحهم وتجاربهم، مع الانتباه إلى أنّ تغيير الشّخص السلبي لإيجابي أمر يتّصف بالصّعوبة، لأنّ التّغيير ينبغي أن يكون نابعاً من داخل الإنسان نفسه، فإن لم يكن السلبي يرغب بالتغيير فلا يمكن لأحد مساعدته، لذلك تقول القاعدة: (لن تحدث تغييرات في طبيعة البشر ما داموا لا يرغبون هم بذلك.

ومما سبق نجد أنّ طبيعة البشر لا يمكن لأيّ إنسان تغييرها، سوى صاحبها نفسه، كما أنّ التّغيير يبدأ من الذّات، وليعلم المرء أنّ التّعامل مع السّلبيّين يجب أن يكون تعاملاً حذراً، حتى لا تتسلّل السّلبيّة داخله، والعمل جاهداً على جعل الإيجابيّة نمط حياته، وكذلك زرعها في نفسه ونفوس من حوله، خاصة المقربين منه، لأنّ الإنسان لا يمكنه العيش منفرداً عن أبناء جنسه أو مبتعداً عن المقرّبين، وهنا عليه اكتشاف طريقة ووسيلة مفيدة للتّعامل معهم بحيث لا يخسرهم ولا يخسروا أسلوبه الإيجابيّ.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2yhcb5pz

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"