عادي

لا تقل ما لا تفعل

00:34 صباحا
قراءة دقيقتين
1
مايا الهواري

د. مايا الهواري

البعض يقول للنّاس افعلوا ولا تفعلوا، وينظّر عليهم نظريّات هو نفسه لا يطبّقها لصعوبة تطبيقها، لأنّها لا تتناسب مع الواقع، وكذلك في العالم الأكاديميّ يطلب المحاضر من الطّلاب أن يقوموا بفعل أمور وتطبيق نظريّات على أرض الواقع من المستحيل تطبيقها، والسّؤال الذي يتعجّب منه المرء، كيف لهذا المحاضر أن يطلب من الآخرين فعل أمور هو نفسه لا يمكنه فعلها، أو يصعب عليه تحقيقها؛ إذ يجب أن يكون المرء قادراً على تطبيق ما يدعو إليه، حتّى يحقّق المنفعة؛ فلا فائدة من علم لا ينتفع به المجتمع، فما الفائدة من العطاء إن لم يصل إلى صاحبه، وما الفائدة من الدّعوة إلى التّسامح إن كان سلوك وأسلوب الشّخص مع الآخرين يظهر أنّه غير متسامح، فالكلام لكونه مجرّد كلام لا ينفع؛ بل يجب أن يكون قابلاً للتّطبيق؛ ذلك لأنّ الحياة العمليّة تختلف عن النّظريّة، خاصّة في العلاقات الاجتماعية؛ إذ لا ينفع أن يتجاهل المرء غيره؛ بل يجب أن يجد حلّاً لمشكلاته معهم، وهنا تكمن براعة الذّكاء العاطفيّ وأهمّيّته، من خلال أن يجد الإنسان حلّاً لأيّ مشكلة من ذاته، ونراه يتعامل مع الأشخاص من خلال مفاتيحهم الخاصّة، وقد يكون الإنسان نفسه متوازناً ويمتلك من الذّكاء العاطفيّ ما يكفيه ويساعده لفهم الآخرين، ولكن قد يُبتلى بزوج أو زوجة يصعب التّعامل معه، فلا يُعقل أن يكون الطّلاق الحلّ الوحيد لذلك؛ بل يستخدم ما يمتلك من طرق وأساليب مع الذّكاء العاطفيّ لحل هذه المشكلة فعليّاً وليس نظرياً.

نستنتج ممّا سبق أنّه يجب أن يكون المرء واقعيّاً يفعل ما يقول، وأن يكون كلامه قابلاً للتّطبيق، حتى يُمكِنَ للآخرين الاستفادة والاستعانة برأيه، وبذلك يكون فعّالاً في المجتمع.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/45zn6ka7

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"