عادي

الحبّ

23:04 مساء
قراءة دقيقتين
1
مايا الهواري

د. مايا الهواري
جميل أن يجد الإنسان من يحبّه في حياته ويهتمّ به ويغدقه بالكلام الجميل، أخبرتني إحداهنّ بأنّ زوجها لا يعرف أن يقول لها كلاماً طيّباً، ولكنّه كريمٌ وتعامله لطيف، ممّا يثبت أنّ الحبّ يترجم بأكثر من طريقة، فهو يترجم بالأقوال والأفعال، وتكمن المشكلة عندما يكون الحبّ أقوالاً فقط دون أفعال، علماً أنّ البعض يتمنّى أن يتلفّظ بأقوال الحبّ، ولأنّه لا يملك العبارات أو لا يعرف أن يعبّر عن مشاعره مثل هؤلاء ينبغي أن يصبر الطّرف الآخر عليهم، مع الدّعاء بأن يرزقهم الله سبحانه وتعالى الأفكار المعبّرة عن الحبّ، خاصّة من يمتلك الرّوح الهانئة والنّفس الجميلة، ويعتبر هذا الرّجل شخصاً جيّداً؛ إذ لا يستطيع أحد شراء شخص بأخلاق حميدة، فالصّبر بأنواعه هو الوسيلة الوحيدة، لأنّ الصّبر في العلاقات هو الجسر الواصل بين قلوب الأزواج والخطيبين والنّاس جميعاً على اختلاف تصنيفاتهم، فالصّبر ليس في علاقات الحبّ فقط، إنّما في كلّ العلاقات؛ لأنّه عند الصّبر تتّضح خامات البشر، فالناس كالمعادن وعند الشّدائد والمحن تظهر ماهيّة هذه المعادن وتتلألأ، فالذّهب يبقى ذهباً حتّى وإن تغيّرت عليه الظّروف، في حين أنّ معادن أخرى تصدأ من بداية التّأثيرات الجوّيّة عليها، وكذلك البشر يظهر معدن المرء عند الأزمات والمحن، فالأصيل والمحبّ يبقى بجانب الآخر حتّى انتهاء محنته في حين يهرب البعض في المحن مخافة تحمّل المسؤوليّة، وكلّ من هؤلاء يبقى له الأثر الكبير في القلب والعقل، وبالتّالي ينعكس أثر الحب على الطّرفين.

نستنتج ممّا سبق أنّ الحبّ عنصر مهمّ في الحياة، وهو الخطّ الواصل بين القلوب، وبه تحلو الحياة وتزدهر.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bdtm947w

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"