عادي

الِاختِلافُ ليس سبباً للخِلاف

22:11 مساء
قراءة دقيقتين
1
مايا الهواري

د.مايا الهواري

تسأل إحداهنّ: شريكُ الحياةِ مختلفُ عني، ولا يوجد شيءٌ نتشارك به، وكلّ حواراتنا صُراخٌ أمام الأطفال، والسّؤالُ: هل أنفصل عنه أم لا؟

الإجابة عن هذا السؤال، أختي العزيزة، هي عدم الانفصال، وعليك أن تلجئي مع زوجك لمستشار يجلس معكما، بداية يجلس المستشار معك لوحدك، ومن ثمّ يجلس مع زوجك لوحده، وبعد فهم الموضوع واتّضاح ما يحصل بينكما تكون الجلسة الثّالثة ويتمّ فيها جمعكما معاً، ويتمّ الاتّفاق على نقاطٍ محدّدة، وأخيراً الجلسة الرّابعة والّتي يكون فيها إظهارُ نتائج ما تمّ الاتّفاق عليه في الجلسة الثّالثة.

إنّ القصّة بأكملها عمليّة تكتيك وفهم لما يحصل، ومعرفة أسباب كلّ حدثٍ، كمعرفة سبب الصّراخ الحاصل بين الطّرفين وإيجاد الحلّ المناسب له، والعمل على اتّخاذ الإجراءات اللّازمة لتطبيق الحلّ، لنصل في النّهاية للنّتيجة المرجوّة.

وهناك نقطة مهمّة وهي أنّ الاختلاف بين الأطراف يُعدّ نقطة جميلة، لأنّه يعرّفنا إلى أشياء جديدة، والمشكلة لدى البعض عند الدّخول بمشروع زواجٍ أن يكونَ همّ كلّ طرف هو تغيير طباع الطّرف الآخر، وفق ما يناسبه، دون أن يبادر الطّرف نفسه لتغيير بعض طباعه من أجل الآخر ولتدوم العلاقة والحبّ، فمجال الحبّ يكمن في تقبّل الآخر كما هو، لأنّ هناك طباعاً لا يمكن تغييرها، وإن لم يتمّ تقبّلها فهنا تقع المشكلة ويحصل الخلاف بين الطّرفين، فالاختلافُ لا يجبُ أن يسبّب خلافاً، ولا يغيّر صفاء العلاقات. وعلى كلّ طرف من الأطراف البحث عن أسباب عدم التّقبّل ومن أين أتت، وفي حال وجود أمور يصعب تقبّلها فهنا يجب إبلاغُ الشّريك بذلك، والحوار من أجل الوصول إلى حلٍّ مناسبٍ، علماً أنّ كثيراً من الاستشارات الّتي تأتيني أكتشف من خلالها أنّ الزوّجة لم تكشف حقيقة مشاعرها للزّوج أو العكس، ممّا شكّل حاجزاً بينهما، ومنعَ الصَّراحةَ من أن تأخذ مكانها في حياتهما، فالحوار والاحتواء في العلاقات عنصرٌ أساسيّ.

نستنتج ممّا سبق أنَّ الحوارَ واحتواء الزّوجة لزوجها هما أساس العلاقات، والعكس كذلك أمرٌ في غاية الأهمية، كما أنَّ الاختلاف بين الطّرفين ليس سبباً لخلق خلاف بين الزّوجين، بل قد يكون الاختلاف سبباً لبناء أسرة متوازنة قويّة وناجحة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/2p9tn9de

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"