عادي

الناس ليسوا شيئاً احتياطياً

22:42 مساء
قراءة دقيقتين
1
مايا الهواري

د. مايا الهواري
تُبنى المجتمعات على العلاقات منذ الأزل، ولا يجب أن تُبنى لوقت الحاجة فقط، بل تكون الدّيمومة هي الصّفة الغالبة، ومن الأشخاص من يتّصف بالانتهازيّة أو كما يقال بأنه شخص وصوليّ، يحبّ مصلحته الخاصّة بشكل علنيّ، فإن كانت له مصلحة أو هدف مع شخص ما تعامل معه وتقرّب منه، وأصبح صديقه الودود، وعندما تنتهي مهمّته معه ابتعد ونسي الوقت الذي أمضاه برفقته، فيتصف عندئذ بالشّخص الانتهازيّ الوصوليّ كما يصفه الآخرون، ما يضطرّهم إلى الابتعاد عنه، وعدم التّعامل معه في المرّات القادمة، ونراهم يحذّرون الآخرين من التّعامل معه ومع أمثاله، فالبعد عن هؤلاء أفضل وأسلم، لأنه سيفضّل مصلحته الذّاتيّة حتّى لو تعارضت مع المصلحة العامّة، وحتّى لو كانت سبباً في الإضرار بهم، إذ يجعل «الأنا» لديه في الدرجة الأولى، وتحقيق رغباته أولى أولويّاته، دون النّظر للعواقب التي من الممكن أن تحدث، لأنّ هذا الشّخص مستعدّ أن يتسلّق على أكتاف الآخرين ليصل إلى هدفه.

أحياناً يسبّب الشّخص الانتهازيّ ضرراً للآخرين، فيستغلّهم استغلالاً مؤذياً لهم في سبيل مصلحته الخاصّة، وعندما تنتهي هذه المصلحة يبتعد عنهم ولا يتعامل معهم أبداً في ما بعد، ويلاحظ الآخرون ذلك بأنّ أسلوبه قد كان غير لائق وغير راقٍ، ورغم قيامه بهذا التّصرّف، فإنّه من المفروض إن انتهت مصلحته ألّا يقطع علاقته معهم فوراً، بل رويداً رويداً، رغم بشاعة هذا التّصرّف، ولأنّه أيضاً لا يمتلك ذكاءً عاطفيّاً، فمن يمتلك مهارات الذّكاء العاطفيّ يعد شخصاً ذكيّاً ناجحاً، يعرف كيف يتعامل مع الآخرين، ويرتب أموره وفق مصلحته بحيث لا يظهر شخصاً انتهازيّاً ووصوليّاً.

نستنتج ممّا سبق أنّ التّعامل مع النّاس لا يجب أن يكون وقت الحاجة فقط وعند المصلحة، بل تُبنى العلاقات على الدّيمومة والاستمراريّة، وعلم الذّكاء العاطفيّ علم مهمٌّ ومساعد في ذلك، لأنّه يساعد على بناء العلاقات بالشّكل الصّحيح، فلذلك على الإنسان أن يكون اجتماعيّاً مع الآخرين، يبني العلاقة معهم وفق المبادئ الصّحيحة، وليس المصالح المؤقّتة، ليبني مكانة مرموقة داخل الآخرين تجاهه.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/b63sbkz2

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"