عادي

الذكاء العاطفي لحياة أفضل

00:14 صباحا
قراءة دقيقتين
1
مايا الهواري

د. مايا الهواري
الذكاء العاطفي علم موجود معلوم، لكن المرء لا يعلم أصلاً أن هذا هو الذكاء العاطفي، ذلك أن أساس نجاح العلاقات الإنسانية، خاصة العلاقات الزوجية هي الثلاثية، حوار حب واحتواء، أن يحترم الإنسان مفاهيم الآخر ويحتويه ويسمع له ويعطف عليه، فمهارة التعاطف لا تعني الحزن على الآخر، إنما استيعابه بكل ما لديه من إيجابيات وسلبيات، وأن أهتمّ بذلك الشخص وأعينه على الحياة، فالذكاء العاطفي بين الأزواج لا يعني تحكّم أحدهما في الآخر إنما إقناع، أي يقنعه بطريقة معينة ويسمعه، فالحوار الدائم والاستيعاب مع الاستماع الجيد يقود الحديث لبر الأمان، ولاستخلاص النتائج المرضية، إضافة إلى الاحتواء والتغاضي عن الهفوات التي قد تصدر دون قصد مع المبادرة بالاعتذار إن أخطأ بحق شريكه، دون التعالي أوالتكبّر أو تجاهل الاعتذار بحجة أن الشخص لا يمكن أن يتنازل عن كرامته ومكانته، فالحياة الزوجية حياة هانئة وليست حلبة مبارزة للقتال حتى يمتنع الإنسان عن تقديم الاعتذار للشريك، وهنا يبدأ دور الذكاء العاطفي واستخدامه في تحسين العلاقة، وكذلك تحسين وتطوير القيم الإنسانية، وبالتالي تطوير وتحسين الحياة الزوجية بطريقة مميزة.

إن الحياة الزوجية مشروع كبير ويحتاج إلى دراسة عميقة وتفانٍ في العمل وتسامح حتى تدوم، أما إن اتخذ كل من الشريكين معتقداته وأفكاره واعتبرها الصحيحة فقط، فإنه بذلك يدمّر الرابط الوثيق ويدعوه ذلك إلى الوصول لآخر السّبل ألا وهو الطلاق، فمن أراد الانفصال وجد ألف عذر لذلك، لكن من أراد التمسّك بالشريك وجد مليون سبب لعدم التفريط فيه، فالحياة تقوم على مبدأ التضحية من أجل إسعاد الآخر، ومن استطاع الحصول على إنسان محبوب وصادق فليتمسّك به حتى نهاية العمر، لأن العبرة ليست بالبدايات إنما بالخواتيم والنهايات، ولا أجمل من نهاية سعيدة تكون مع إنسان صادق همّه إسعاد شريكه وتأمين الحياة الهانئة له.

نستنتج ممّا سبق أن دور الذكاء العاطفي مهم في تعليم الإنسان سبل وطرق جيدة تفيد في نجاح العلاقات، خاصة العلاقات الزوجيّة، وأن الحب والاحترام والاحتواء هي السّبل الأساسيّة لذلك، فلتكن بداية الزواج لأي شريكين بداية صادقة لتدوم النهاية أجمل وأفضل.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yc3y77rh

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"