عادي

الطّلاق والذكاء الاجتماعي

22:38 مساء
قراءة دقيقتين
1
مايا الهواري

د. مايا الهواري

الطّلاق مفترق طرق بين شخصين ونهاية طريقهما، وقد لوحظ في الآونة الأخيرة ارتفاع نسب الطّلاق في العالم وفق ما أظهرته الإحصائيات، وبدأت ترتفع هذه النسب وفق النّظرة العالميّة الشّاملة لهيئة الأمم المتّحدة للإحصائيّات لعام ٢٠٢٠، إذ تمّ وضع قائمتين، القائمة الأولى أعلى نسبة طلاق في دول العالم وكانت حوالي ١٧ دولة، أمّا القائمة الثّانية فتتضمّن أقلّ نسبة طلاق في العالم، وهنا كانت البشرى السارة أنّ الإمارات من النّسب الأقل، وذلك الفضل من الله، وهناك دول عربيّة تحمل أرقاماً صادمة لنسب الطّلاق، إذ يتمّ حساب هذه النّسب بالسّاعة، وتصل إلى ثلاثين حالة طلاق في السّاعة الواحدة.

إذا بحثنا في العوامل الّتي تؤدّي للطّلاق نجدها كثيرة، منها النّفسية التي تلعب دوراً كبيراً في ارتفاع هذه النّسب، كما نجد أنّ التربية عامل أساسيّ في ذلك، وخاصّة التّربية المنزليّة، ويقال إنّ الذّكاء العاطفيّ ينمو أوّل خمس سنوات من عمر الطّفل، أي في مرحلة مبكّرة كثيراً، فلو تربّى الطّفل بمنزل محاط بإطار عنف أسريّ بين الوالدين وعاش الطّفل على هذا النّحو من العنف فإنّه سيكبر وسيكون عنيفاً بشكل لا إراديّ على أولاده، لأنّ اللّاوعي يتكوّن ضمن أوّل ثماني سنوات من عمر الطّفل، فهذه المشاعر ستكبر معه وكلّ ما تتمّ زراعته في حياة الطّفل هذه الفترة الّتي ستكون أساس حياته فيما بعد، فمن يزرع حبّاً سيحصد الحبّ، ومن يزرع غضباً سيحصد الغضب، ومن يزرع توتّراً يحصد كذلك توتّراً، وهكذا، وللعلم كلّما تقاربت عقول الآباء مع الأطفال كلّما سلم الجيل ونجا، ولكي يصل المرء لهذه المرحلة لا بدّ من امتلاكه ذكاءً عاطفيّاً عالياً، والذي يمكن تحسينه عن طريق الممارسة، أي أن نسب الذّكاء تتزايد وتتصاعد بناء على أساس التّربية، ولكن يقول البعض إنّه لا يمكن تعميم ذلك لأنّ التربية في المنزل تؤثّر في الأولاد بنسبة ١٠% فقط، وما تبقّى تلعب القنوات الأخرى دوراً في ذلك كوسائل التّواصل الاجتماعيّ والأصدقاء وغيرها من العوامل الّتي تؤثّر في نسب الطّلاق والزّواج وليس الطّلاق فقط.

نستنتج ممّا سبق أنّ التّربية لها دور أساسي في الحياة، كما أنّها تؤثر في نسب الطّلاق، سواء ارتفاعاً أو انخفاضاً، والذّكاء العاطفيّ يعتبر عاملاً أساسيّاً في التّحكّم بهذه النّسبة، ومن المهمّ لكلّ من الزّوجين فهم الآخر، بما يساهم في تحقيق حياة خالية من المشاكل، ويكون الاستقرار الأسريّ ثمرة علاقتهما.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2pf986vm

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"