عادي
موسكو تبحث مع باكو مستقبل مهمة حفظ السلام في الإقليم

تفريغ كاراباخ.. والأمم المتحدة تستعد لاستقبال اللاجئين في أرمينيا

23:55 مساء
قراءة 4 دقائق
1
1

فرّ أكثر من ثلاثة أرباع الأرمن من إقليم ناغورنو كراباخ الانفصالي، والبالغ عددهم 120 ألفاً، بحلول عصر أمس الجمعة، إثر سيطرة أذربيجان على الإقليم، في نزوح جماعي أسرع من المتوقع، والذي يبدو أنه سيكون شاملاً. في حين أكدت حكومة أرمينيا أن أكثر من 93 ألف شخص عبروا إلى أراضيها في الوقت الراهن. فيما أعلنت الأمم المتحدة أنها تستعد لاستقبال 120 ألف لاجئ في أرمينيا.   بينما أفاد الكرملين، بأنّ روسيا ستقرّر مع أذربيجان مستقبل مهمّة حفظ السلام في الإقليم. كما قال مكتب مستشار رئاسي في أذربيجان، إن البلاد تعتزم السماح لمجموعة من خبراء الأمم المتحدة بزيارة منطقة كاراباخ خلال أيام.

 واستمرّ نزوح الأرمن الجماعي من جيب ناغورنو كاراباخ، أمس الجمعة، غداة الإعلان عن حلّ الجمهورية الانفصالية المعلنة من جانب واحد، على الرغم من دعوات أذربيجان لهم للبقاء. وخلال فرارهم على الطريق الجبلي الوحيد الذي يربط الإقليم بأرمينيا، قُتل ما لا يقل عن 170 شخصاً في انفجار مستودع للوقود، يوم الاثنين الماضي، وفقاً لحصيلة جديدة نشرتها الشرطة التابعة للقوات الانفصالية، أمس الجمعة. وقالت إنه «تمّ العثور حتى الآن على رفات 170 شخصاً... وتمّ تسليمها إلى الطب الشرعي». وسيتم إرسالها إلى أرمينيا لتحديد هويات أصحابها. وتحدثت حصيلة سابقة عن مقتل 68 شخصاً على الأقل، وفقدان نحو مئة آخرين. وفي سياراتهم المملوءة بالمؤن القليلة، المتبقية بعد أشهر من حصار باكو، توقف العديد من السائقين في هذه المحطة الواقعة على مشارف «العاصمة» ستيباناكيرت، وهي واحدة من المحطات القليلة التي ما زالت في الخدمة. وأدى الحادث أيضاً إلى إصابة 349 شخصاً، معظمهم يعانون حروقاً خطرة. وفي المجموع، أُفيد بمقتل نحو 600 شخص في أعقاب الهجوم العسكري الخاطف الذي شنّته باكو، وأدى إلى استسلام الانفصاليين في 20 سبتمبر/ أيلول. وأدى القتال نفسه إلى مقتل نحو 200 جندي من كلّ جانب.

أرمينا تستقبل آلاف اللاجئين 

 أعلنت مسؤولة في مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أمس الجمعة، أن أكثر من 90 ألف شخص عبروا الحدود إلى أرمينيا من منطقة كاراباخ، وقد يرتفع العدد الإجمالي إلى 120 ألفاً، داعية إلى تقديم الدعم، في الوقت الذي تكافح فيه السلطات للتعامل مع تدفق اللاجئين. وقالت ممثلة المفوضية في أرمينيا، كافيتا بيلاني، في مؤتمر صحفي للأمم المتحدة عبر رابط فيديو، إن حشوداً ضخمة من الأشخاص المتعبين والخائفين يتجمعون في مراكز التسجيل.

وأضافت «هذا هو الوضع الذي عاشوا فيه خلال 9 أشهر من الحصار، وعندما وصلوا كان يعتصرهم الشعور بالقلق والخوف، ويريدون إجابات». وقالت رداً على سؤال بشأن أعداد اللاجئين «نحن جاهزون للتعامل مع ما يصل إلى 120 ألفاً». وقال مسؤول آخر في المفوضية في المؤتمر الصحفي، إن الأطفال يمثلون ما يقرب من ثلث اللاجئين. وقالت ريغينا دي دومينيسيس، المديرة الإقليمية «لليونيسيف»: «إن مصدر القلق الرئيسي بالنسبة إلينا هو أن العديد منهم قد انفصلوا عن أسرهم». وقال ممثل الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، هشام دياب، إن هناك حاجة كبيرة لدعم الصحة النفسية للاجئين. 

خبراء للأمم المتحدة في كاراباخ قريباً

 قال مكتب مستشار رئاسي في أذربيجان، أمس الجمعة، إن البلاد تعتزم السماح لمجموعة من خبراء الأمم المتحدة بزيارة منطقة كاراباخ «في غضون أيام». وأضاف أن وسائل الإعلام لديها فرصة لزيارة كاراباخ أيضاً، في الوقت الذي وصل فيه عدد الأرمن الفارين من المنطقة نحو 90 ألفاً من أصل 120 ألف نسمة، بعد هجوم أذربيجان العسكري الخاطف. ودعت الولايات المتحدة وغيرها، باكو للسماح بدخول مراقبين دوليين إلى كاراباخ «وسط مخاوف من انتهاكات لحقوق الإنسان». وتتهم أرمينيا أذربيجان بالتطهير العرقي في كاراباخ، وهو ما تنفيه باكو بشدة.

وكان الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، قال إن حقوق أرمن كاراباخ ستحترم بالكامل، ولكن «قبضته الحديدية» بددت فكرة إنشاء دولة أرمنية مستقلة في كاراباخ.

وذكر بيان من مكتب الرئاسة في أذربيجان، أن علييف قال لوزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، في مكالمة هاتفية، يوم الثلاثاء الماضي، إن قوات بلاده لم تستهدف سوى «منشآت عسكرية... خلال تنفيذ إجراءات مكافحة الإرهاب التي استمرت أقل من 24 ساعة، ولم يصب أي مدني بأذى».

باكو تعتقل قائداً انفصالياً 

قبض الجيش الأذري، أمس الجمعة، على قائد القوات الانفصالية السابق في ناغورنو كاراباخ، ونائبه، بعد حملة واسعة بدأتها السلطات الأذرية، لملاحقة أكثر من 200 مطلوب أرمني تتهمهم بجرائم مختلفة. 

(وكالات)

مطالبة بـ 20 مليون يورو لتلبية الحاجات المتنامية بأرمينيا

طلب الصليب الأحمر، أمس الجمعة، ما يزيد على عشرين مليون يورو لتلبية الحاجات الإنسانية المتنامية مع نزوح الأرمن من إقليم ناغورنو كاراباخ إثر العملية العسكرية لأذربيجان.

وقام الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، بالتعاون خصوصاً مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بتفعيل خططه للحالات الطارئة، واستنفر مئات من الموظفين والمتطوعين. وقالت المديرة الإقليمية للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في أوروبا بريجيت بيشوف ايبيسن في بيان إن «الوضع على الأرض كارثي. نرى عائلات يعاني أطفالها ضعفاً شديداً إلى درجة يغشى عليهم بين أذرع ذويهم. هذه الظروف تتطلب دعماً نفسياً فورياً وكبيراً».  ويهدف المبلغ الذي طلبه الصليب الأحمر (20 مليون فرنك سويسري تساوي 20,7 مليون يورو) إلى تقديم مساعدة إنسانية لعشرات آلاف الأشخاص الذين غادروا الإقليم، فضلاً عن دعمهم ودعم المجموعات المحلية التي تساعدهم على مدى أبعد. وأضافت بيشوف ايبيسن «في وقت نواجه حاجات إنسانية متزايدة، علينا أيضا أن نلتفت إلى المستقبل. إن المراحل المقبلة محبطة بالنسبة إلى عدد كبير من الأفراد باتوا اليوم نازحين». وتابعت «سيحتاجون إلى دعم إضافي» مستقبلاً. ويؤكد الاتحاد الدولي أن ما تقدمه المجموعات المحلية من مساعدة غير كاف، فالحاجات الإنسانية تزداد أكثر وأكثر، والخدمات الأساسية مثل المستشفيات تكاد تلفظ أنفاسها، ومع قرب حلول الشتاء تصبح الملاجئ أمراً حيوياً. (أ ف ب)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5ycbtbzx

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"