عادي

المظلوم يفوز بجائزتين دوليتين في مزج الخط والحرف بفن العمارة

00:00 صباحا
قراءة 3 دقائق
هشام المظلوم

نال مبنى «ديواني» للمصمم الاماراتي هشام المظلوم، جائزتين مرموقتين على مستوى العالم، الأولى هي لأفضل تصميم عمارة معاصرة وتعرف باسم جائزة «لوب للتصميم» والثانية والتي تصدر فيها المركز الأول لأفضل تصوير فوتوغرافي لمبنى معاصر وتعرف باسم جائزة «رؤية أرجايز» المختصة بالتصوير المعماري في الولايات المتحدة الأمريكية.

وأهدى هشام المظلوم فوزه بالجائزتين الذي جاء وفقاً لنتائج تصويت عالمي، إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، راعي وداعم الحركة التشكيلية والفنية تقديراً لدور سموه والشارقة بصفة عامة في الحفاظ على الثقافة والفنون العربية والإسلامية.

وقال المظلوم بعد أن طبق فكرة مزج فن الخط العربي بتصميم العمارة المعاصرة، إن مشروع المبنى «ديواني» يمثل عمارة الحرف، ويعد أول مبنى في العالم يتم بناؤه على هذا الشكل، موضحاً أن البناء كان مدروساً بعناية كبيرة لإبراز ناحية مهمة هي تلازم فني العمارة والخط، وتمت فيه مراعاة كل تفصيلة بحيث تبدو العلاقة بينه وبين الخط تبادلية ومتناغمة.

نماذج خطية

أضاف هشام المظلوم: «رافقني الفنان خالد الساعي بما يملكه من معرفة كبيرة وأفكار مختلفة ساهمت في تكوين هذا الصرح المتكامل من البوابة الخارجية إلى أدق تفاصيله وبحيث أصبح نموذجاً يختصر مسيرة وتاريخ فن الخط بكل حيثياته من حيث استعمال كل أنواع الخط كالثلث والنسخ والإجازة والديواني والجلي ديواني والكوفي بأنواعه والخط المغربي إلى الخطوط المعاصرة من الخط السنبلي والحر الجمالي، بجانب استخدام كافة التقنيات الممكنة من القديمة إلى المعاصرة.

وتعتبر الواجهة الرئيسية لمبنى «ديواني»، المحور الرئيسي للتعريف بهذا المشروع، وهي مخطوطة بالخط الكوفي المربع للآية القرآنية «وقل رب أنزلني منزلاً مباركاً وأنت خير المنزلين» خطّها الخطاط زهير عفانة من الأردن مع بدايات المشروع ونفذت في إحدى الدول العربية على 80 قطعة حجر مصمتة بسماكة 10 سم مربع وتم جلبها من الخارج منفردة لتشكل هذه الآية الكريمة، لتتم إعادة تركيبها في الشارقة وبارتفاع 3 أمتار وعرض 25 متراً طولياً، إلا أنها تمثل في الوقت ذاته «المشربية» في فن العمارة الإسلامية القديمة كاستخدام وكشكل.

85 خطاطاً

ويحتوي المبنى في داخله على مجموعة مميزة من الأعمال التاريخية تصل إلى 200 عمل إبداعي لأكثر من 85 خطاطاً وفناناً من رواد الخط العربي والفنانين على مر الزمان، وتمثل المدارس كافة بما في ذلك المدرسة العثمانية والعراقية والمصرية وغيرها.

موسيقى بصرية

أما على صعيد المدرسة الحروفية، فكشف المظلوم أنها أخذت حيزاً كبيراً واستثنائياً مؤكداً أنها تمثل إحدى العلامات الفارقة والمميزة لمبنى «ديواني» من خلال تنفيذ عد جداريات بتقنية الفسيفساء على جدرانه الداخلية وخارجه حيث جدارية «الحروفي الكبير» للخطاط نجا المهداوي، والتي تبدو كموسيقى بصرية تجريدية، وجدارية الفنان الإماراتي عبد القادر الريس، التي تحمل إشارات حرف الثلث وحرف الهاء، ثم جدارية ضياء العزاوي، وفيها الحرف والعلامة والرمز، وجدارية خالد الساعي، عن فكرة بستان هشام بن عبد الملك «بستان المعرفة والفن»، وجدارية محمد نباتي، وفيها يتناغم الشعر والرسم بشكل جميل، وجدارية الفنان الجرافيتي «السيد»، وهي تزين حوض «ديواني» خارجياً بألوان زاهية صادحة.

وضم «ديواني» من الأعمال القماشية الضخمة، عملاً لمحمد العجلان من السعودية يتغنى فيه بالشارقة عاصمة الثقافة والفن في العالم العربي، وآخر للخطاط الإماراتي حسين السري الهاشمي، كما تم تكليف العديد من الفنانين من العالم بأعمال فنية خاصة تتناسب مع حيز مدروس في المبنى.

وثمّن المظلوم دور الاستشاري المهندس الإماراتي عبدالله الشامسي، في تصميمه المعماري للمبنى وترجمته وإيجاده العلاقة المشتركة فيما بين العمارة المعاصرة والخط العربي والحرف، مشيراً إلى أن «ديواني» يمثل معجماً مكثفا وتاريخياً للخط العربي بكل استخداماته، كما أنه وثيقة حية موسوعية ليس لفن الخط العربي فقط، بل لشتى أنواع خطوط الأمم الأخرى، لأن الخط ممارسة فنية وثقافية واجتماعية تعكس حضارة بكاملها.

(وام)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/9dar398d

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"