عادي
صيفنا ثقافة

هزاع أبوالريش.. نصوص مغايرة في الطرح والمضمون

23:57 مساء
قراءة دقيقتين
هزاع أبوالريش

الشارقة: أشرف إبراهيم

يمتلك القاص والروائي هزاع أبوالريش، موهبة إبداعية حقيقية، فقد ساهم المناخ الأدبي الذي عاش في ظلاله في بيت والده الأديب الكبير، علي أبوالريش، في إنضاجه أدبياً، إذ عرف طريق الكتب مبكراً، لكنه التمس عوالمه السردية بمجهوده الخاص، فاكتشف لذة الحكاية وأصبح مسكوناً بها، حيث يصوغها بلغة شعرية رصينة، وأفق مفتوح على التأويل، وفي مسيرته الأدبية نحو 10 إصدارات تنوعت ما بين الشعر النبطي والقصة القصيرة والرواية، منها: «مشغوب، تل زاخر، حقيبة السامسونايت، المغامرة، العنبر، الخوف في أعناقهم، الغرفة رقم 102»، وهو يعنى بعناوين كتبه ويحاول أن يفلسف الحياة من منظوره الخاص، فيجتهد في اختيار الفكرة ويطوع ثقافته في بناء أسلوب سردي محكم، فهو من جيل الشباب الذين يمتلكون رؤية مستقبلية لطريقة الكتابة التي تتماهى مع العصر، فاكتسبت موضوعاته حيوية وشكلاً فنياً يتنامى بصورة تلقائية مع مرور الوقت، إذ يحرص على تكثيف العبارة في كتاباته القصصية، ويتخير موضوعات تاريخية أحياناً في أعماله الروائية، ويميل إلى تصوير عاطفته ومشاعره الذاتية وقضايا الإنسانية في شعره النبطي، ما يبرهن أنه يحرص على حضوره في المشهد الأدبي باستمرار.

ويعكف هزاع حالياً على إكمال مجموعته القصصية الجديدة التي لم يختر لها اسماً بعد، حيث تضم 12 قصة قصيرة تتضمن أبعاداً اجتماعية وإنسانية، ولقطات من محطات الحياة، ورؤى فلسفية للإنسان وما يكتنفه من معضلات وهموم معيشية، ويعالج بعض القضايا الوجدانية التي ترتبط بأبناء جيله أيضاً، ويعد هذه المجموعة القصصية مختلفة عما قبلها، فهو يعمد فيها إلى تشكيل نصوص قصصية مغايرة في الطرح والمضمون، تغري بالقراءة عبر الجنوح إلى الرمزية من دون أن يخل بطبيعة الشكل القصصي، ومحتواه وأهدافه ومضمونه، حيث يشتبك مع الحياة، ويمثل أوجاعها ويخوض في سير ممتعة تحمل شجنها الخاص، وتبوح بأسرار عجيبة ضمن سياقاته الإبداعية، لكن في النهاية يرضخ إلى ما تنوء به نفسه من أفكار غريبة في بعض الأحيان، ليجنب نفسه الكتابة بشكل اعتيادي، رغم التقاطاته العابرة لأعباء الإنسان في هذا العصر.

ومن ضمن ما يسعى إلى توثيقه في إبداعه الشعري هو تجميع كل ما كتبه من قصائد نبطية في مختلف المجالات من أجل ضمها في كتاب، حيث تتوفر لديه نصوص كثيرة بعضها مغنّى، والبعض الآخر منشور في الصحف، فضلاً عن قصائد جديدة كتبها ولم تر النور بعد، إذ تأتي فكرة إصدار هذا الكتاب في سياق التعبير عن تجاربه الذاتية وموضوعاته الوطنية، وما جاش به وجدانه من مشاعر عاطفية، خصوصاً أنه ينظر إلى الشعر النبطي على أنه جزء مهم من إبداعه، وأن لغته الشعبية تصل بشكل أسرع للمتلقي، وهو حريص على نشر قصائد البدايات أيضاً حتى يكون هذا الديوان تعبيراً صادقاً عما كتب في مراحل عمرية قريبة، إذ يعتز بتجربته مع القصيدة النبطية التي تعبّر عن بيئته والموروث الشعبي الأصيل.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3sc9bsvz

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"