د. مايا الهواري
يُقال إن النّجاح ليس حكراً على أحد، إنّما لمن يدفع الثّمن، لأنّ طريق النّجاح طريق شائك، ويحتاج إلى همّة ونشاط وإرادة قويّة، حتّى يتمكّن صاحبه من تخطّي العقبات والعثرات التي تعترض طريقه، وعدم الوصول لا يعني الفشل، إنّما السّير في طلب النّجاح هو نجاح بحدّ ذاته، وتحدّي النفس بالوصول إليه هو وصول سامٍ له، لأنّ مع كلّ محاولة جديدة يكتشف الإنسان شيئاً جديداً، ويكتسب خبرات أكثر، ويؤمن بما يملك مع المداومة والمحافظة عليه، وليعلم المرء أنّ النّجاح لا يكون بسلبه من الآخرين، بل هو ملك الجميع، وكلّ من يسعى إليه ويضع نصب عينيه الوصول سيصل حتماً، فالمحاولة والاستمرار بها هي السّبيل لذلك، مع القيام بالأعمال والأمور المطلوبة بشكل غير روتينيّ، أي بشكل مختلف عن ما اعتادته العامّة، حتى يتفرّد بعمله ويتميّز به، فالنّجاح هو التّميّز عن الآخرين، وبطريقة غير اعتيادية، ومن يريد النّجاح سواء في عمله أو حياته أو أي مجال يريده يجب أن يتحلّى بالصّدق والنّزاهة وقوّة الشّخصيّة، ولتكن ثقته بالنّفس الدّافع لذلك، أمّا من ينظر للآخرين على أنّ نجاحهم يعني فشله، فهذا الإنسان مريض نفسيّاً، لأنّه احتكر النّجاح لنفسه، فالنّجاح حليف كلّ مجتهد، أمّا من ينظر لنقاط ضعفه لن يرى نقاط قوّته، وسيكون مجمل تفكيره على الضعف والوهن ومنح التّركيز على الآخرين درجة كبيرة ناسياً بذور عمله وسعيه وجهده الذي يجب استثماره ليزهر نجاحاً متألّقاً، كما ينبغي امتلاك الإنسان ذكاء عاطفيّاً، يسخّره لخدمته في سبيل النجاح.
نستنتج ممّا سبق أنّ من يريد النّجاح يجب أن يركّز على نفسه ولا يكترث بالآخرين، فنجاحه لا يعني فشلهم ونجاحهم لا يعني فشله، وليستثمر مهاراته في الذّكاء العاطفيّ لينشر نجاحه فوق سماء الجميع.
