عادي
تطبق «القبول الشامل» وفقاً لأدوار الطالب القيادية والمجتمعية

المعدل الدراسي في «الثانوية» يقلص فرص الالتحاق بالجامعات المتميزة

01:38 صباحا
قراءة 6 دقائق
خلال الاطلاع على التخصصات الجامعية
طلاب خلال زيارة إحدى الجامعات للتسجيل
  • أولياء أمور: يجب إجراء اختبارات مهارية باستمرار
  • طلاب: تمنينا إعادة العام لبذل مزيد من الجهد
  • جامعات: لكل تخصص وبرنامج أكاديمي حد أدنى للقبول

تحقيق: عبد الرحمن سعيد
تمثل الثانوية العامة مرحلة مصيرية يترتب عليها مستقبل الطالب، وذلك كونها تحدد التخصص الجامعي الذي يلتحق به ويستكمل بعده مسيرته المهنية، لذا يسعى أغلب الطلاب للالتحاق بالجامعات المتميزة والتخصصات التي تؤهلهم لسوق العمل، لكن في حال إخفاق الطالب في الثانوية وحصوله على معدل أقل من الحد الأدنى للقبول في الجامعات، هل يكون لديه فرصة للنجاح فيما بعد والالتحاق بالجامعات المرموقة؟

«الخليج» طرحت هذا السؤال على مديري استقطاب الطلبة في عدد من الجامعات، حيث اختلفت آراؤهم حول الحد الأدنى للقبول، ومنهم من ألغاه واعتمد مفهوم القبول الشامل، معللاً أن هناك عوامل أخرى يمكن أن تلعب دوراً في قرار القبول، نكشف عنها في التحقيق التالي.

«الثانوية العامة».. سنة دراسية واحدة تحدد مصير الطالب، إما أن يحقق حلم الالتحاق بتخصص متميز في إحدى الجامعات المرموقة، وإما أن تحدد درجاته في هذه المرحلة مصيره المستقبلي، خصوصاً أن هناك جامعات تقرر وضع حد أدنى للقبول بها، وأخرى تعتمد على عوامل أخرى في القبول.

بسام مُرّة، المدير التنفيذي لإدارة استقطاب الطلبة في جامعة أبوظبي، قال إن الحد الأدنى للقبول في الجامعة هو 60% وذلك بناء على التخصص، حيث إن لكل تخصص وبرنامج أكاديمي نسبة معينة وحد أدني للقبول في البرنامج، وذلك للمحافظة على الجودة التعليمية وتخريج طلبة فاعلين في المجتمع، ولكل برنامج نسبة تؤهل الطالب للقبول المباشر، وإذا كانت أقل من المعدل المطلوب يتم النظر في كل حالة على حدة بناءً على درجات الطالب الأكاديمية ودرجاته الدراسية ونتائج «إمسات» واللغة الإنجليزية، ومراجعة ذلك مع الأكاديميين المختصين قبل قبوله قبولاً مشروطاً، حيث يقوم المرشد الأكاديمي بمتابعة تقدم الطالب.

وأوضح أن لكل برنامج دراسي وتخصص شروط قبول مختلفة عن الآخر، وتختلف حسب المنهج الدراسي الذي درسه الطالب (منهج حكومي أو خاص) وتعدد التخصصات والمنهاج، والاختباراتُ التي تجريها الجامعة للطالب للالتحاق بها حالياً هي اختبارات تحديد مستوى للطلبة في مادة الرياضيات حسب التخصص، أو اختبار كلية القانون للالتحاق ببرنامج البكالوريوس.

وأكد أن جامعة أبوظبي تهتم بتوجيه الطالب للتخصصات المطلوبة في سوق العمل وذلك قبل تخرج الطالب من الثانوية العامة، وذلك عن طريق عرض اللقاءات مع الطلبة، والمعسكرات الصيفية والشتوية التي تساعد الطالب على التعرف إلى البرامج والتخصصات ومعدلات القبول، إضافة إلى لقاءات لأولياء الأمور.

أفضل المرشحين:

أكدت كاتي كورونين، المدير المؤقت لقسم القبول والتسجيل في جامعة نيويورك أبوظبي أنه لا يوجد حد أدنى من الدرجات للتسجيل، حيث تقدم الجامعة منهجاً دراسياً صارماً، لذا تستقبل دائماً أفضل المرشحين وأكثرهم تميزاً ليتمكنوا من إكمال مسيرتهم الدراسية بنجاح وتطوير إمكاناتهم في الجامعة، وتعتمد الجامعة مفهوم القبول الشامل، حيث يمكن أن تلعب عوامل أخرى بجانب المستوى الأكاديمي دوراً في قرارات القبول.

وذكرت أن عملية القبول في جامعة نيويورك أبوظبي تخضع لعملية اختيار دقيقة ومحددة، حيث يتم قبول الطلبة بناءً على التفوق الأكاديمي، ومشاركاتهم وإنجازاتهم خارج المناهج الدراسية، واهتماماتهم المتعلقة بالمواطنة العالمية، وخدمة المجتمع، ومجالات القيادة، وتتبع الجامعة معايير دقيقة ومحددة لقبول الطلاب، وذلك لضمان توفير بيئة دراسية متكاملة ومثالية، مثل مستوى التفوّق الأكاديمي، ومشاركتهم في دورات تعليمية خارج المناهج الدراسية، ورسائل التزكية المدرسية، والخدمة الاجتماعية، ومجالات القيادة، إلى جانب تمتّعهم بقدرات التحدث والقراءة والكتابة باللغة الإنجليزية.

وأوضحت أنه بشكل عام، يكون الطلاب المقبولين من أفضل 10 إلى 20% من الطلاب في فصلهم الدراسي، واجتازوا بنجاح أصعب الدورات الدراسية المتاحة في مدارسهم الثانوية، وتضع إدارة الجامعة في الاعتبار البيئة التي أتى منها الطالب إلى جانب إمكانات الوصول التي يتمتع بها.

وبيّنت أن الجامعة توفر مجموعة متنوعة من التخصصات الأكاديمية، ما يعني أن عمليات القبول لا تتعلق بالاختيار الدراسي الرئيسي، وتقبل الجامعة الطلاب الذين يتميزون عادةً بأعلى تصنيفات في مدارسهم، وتمنحهم الحرية في اختيار التخصص الذي يفضلونه، سواء كان في مجال الفنون أو الهندسة أو غيرها، وبمجرد القبول، تقدم الجامعة خدمات الاستشارة الأكاديمية للطلاب لمساعدتهم على اختيار المسار الدراسي الذي يتوافق مع اهتماماتهم وطموحاتهم، بغض النظر عن درجاتهم، مما يجعل جميع التخصصات متاحة للطلاب بمجرد قبولهم.

وأوضحت أنه يجب على الطلاب تقديم نتيجة لأحد الامتحانات المعتمدة، ولا تقوم جامعة نيويورك أبوظبي بتخفيض معدل أو نسبة أي مادة من المواد، لذا ينبغي للطلاب العمل على الحصول على أعلى درجات ممكنة في الاختبارات، وتشمل الاختبارات المطلوب تسليمها لاستكمال طلب الالتحاق بالدراسة اختبارات مثل: اختبار الكفاءة الدراسية «سات» أو«إمسات»، أو اختبار الكليات الأمريكية «ACT»، أو اختبار «A Level» البريطاني، وغيرها من الامتحانات المعتمدة.

وأضافت كاتي كورونين أنه على الرغم من أن الجامعة تعتمد عدداً من مؤشرات إجادة اللغة الإنجليزية عند تقييم ومراجعة طلبات الالتحاق بالدراسة إلا أنه في بعض الأحيان قد يعتبر اجتياز اختبار «تويفل» بنتيجة تقديرية 100/120 أو اختبار (IELTS) بنتيجة تقديرية 7/9 ضرورياً حسب متطلبات الجامعة.

جامعات حكومية:

تطلب بعض الجامعات الحكومية أن يكون الطالب حاصلاً على معدل 80% بحد أدنى فما فوق في شهادة الثانوية العامة، كما يجب أن يكون الطالب حاصلاً على 1250 درجة في اللغة الإنجليزية «إمسات» أو 525 درجة في «التويفل» بشهادة سارية المفعول، ويتم قبول الطلبة الدوليين والحاصلين على شهادة الصف الثاني عشر (الثانوية العامة) الحديثة أو ما يعادلها وأصحاب الشهادات القديمة (بما لا يتجاوز ثلاث سنوات) قبولاً مباشراً في الكليات استناداً إلى تحصيلهم الدراسي في الصف الثاني عشر، ويتم تنسيب الطلبة في الكليات وفقاً للشروط والمعايير التي تضعها الجامعة.

شعور بالإحباط:

عبر بعض الطلاب عن شعورهم بالإحباط بسبب حصولهم على درجات متواضعة في مرحلة الثانوية العامة، وأوضح الطالب «س.غ»، أنه بالكاد حصل على معدل النجاح في الثانوية، ما جعل خيارات الجامعات المتاحة أمامه قليلة جداً، كذلك التخصصات المطروحة محددة وفقاً لمعدله الدراسي، الأمر الذي سبب له شعوراً بالإحباط، والتفكير السلبي بأن قطار النجاح والتفوق قد فاته ولن يجد له محطات أخرى. وبيّن أنه تمنى أن يعيد العام الدراسي كاملاً من البداية ليبذل المزيد من الجهد والتركيز، ويتمكن من الحصول على درجة أعلى تؤهله لدراسة التخصص الذي كان يطمح إلى دراسته، ولكنه قرر دراسة إدارة الأعمال ليتجه إلى عالم التجارة ويفتتح مشروعه الخاص عقب تخرّجه مباشرةً.

ووافقه الرأي الطالب «ي.أ»، الذي حصل تقريباً على نفس معدله، حيث قال إنه كان محط انتقاد من كافة الأشخاص المحيطين به وقت ظهور نتيجة الثانوية العامة، نظراً لمعدله القليل، كما أنه لم يتوفر له فرصة الاختيار بين العديد من التخصصات، ولكنه بذل جهده للحصول على درجة عالية في اختبار «إمسات»، الذي تتخذه بعض الجامعات مقياساً لقدرة الطالب العلمية بجانب المعدل الدراسي.

ونصح طلاب الثانوية العامة ببذل المزيد من الجهد والتركيز خلال العام الدراسي حتى يتم قبولهم في الجامعات وليتمكنوا من الالتحاق بالتخصصات التي يريدون دراستها، حيث إنها قد تكون مسؤولة عن وظائفهم المستقبلية ومكانتهم في المجتمع.

أولياء أمور:

من جانب آخر أكد أحمد صادق، ولي أمر، أن سنة الثانوية العامة شكلت ضغطاً نفسياً كبيراً على ابنه الذي أنهى المرحلة منذ عام، حيث إن أداءه المدرسي على مدار العام كان متميزاً، ولكنه كان دائم الخوف والتردد من الاختبارات، موضحاً أن هذا الشعور تسبب لابنه في خسارة عدة درجات. وطالب الجامعات بإجراء اختبارات مهارية لتقييم الطالب، بجانب الدرجات التي حصل عليها في الثانوية، أو يكون هناك قبول مشروط في الجامعة لإتاحة الفرصة للطلبة الذين حصلوا على معدلات متدنية للالتحاق بالجامعات. فيما قال محمد حسن، ولي أمر، إن ابنته تضع الثانوية العامة نُصب عينيها، وترى أنها عام تحديد المصير، ما يترتب عليه الدراسة لساعات طويلة دون التطرق إلى باقي تفاصيل الحياة، مشيراً إلى أن هذه السلوكيات تشكل حالة من الخوف والتوتر، الأمر الذي قد يدفعها إلى عدم الأداء الجيد في الاختبارات النهائية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ydtevus7

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"