عادي
تغيّر موقعها وشكلها بمرور الزمن

الضيافة.. آداب متوارثة تساير التطور

21:40 مساء
قراءة 3 دقائق

تحقيق: عائشة خمبول الظهوري

الضيافة عنصر مهم في حياة الإماراتيين الاجتماعية، وموروث هام من العادات والتقاليد، وتعكس قيم الكرم والاحترام والترحيب، إذ تتم ضيافة الزوار على «سنع» التقاليد، أي «الآداب المتوارثة»، من فنجان قهوة وتمر، تليها ولائم تصوّر كرم وسخاء صاحب الدار، ومن المتعارف بالضيافة أنها تعدّ في المجالس الخاصة للمنزل.

مع مرور الوقت، تغيرت مواقع الضيافة رغم توفر المجالس وسط البيت، إذ اتخذ من اسمه نصيباً، وأصبح مجلساً للضيوف والزوار، بغضّ النظر عن مكان تواجده، إلا أن هدفه مجالسة الأهل والأصدقاء، ويعد مجلس اليوم في أماكن متفرقة ووجهات خارجية بعيدة كل البعد عن المنزل نفسه، ورغم التغييرات إلا أن ضيافة الزوار في أي مكان تحقق جواً مملوءاً بالتقدير والمحبة.

متعة خارجية

الضوضاء والصوت العالي عاملان يشكلان بعضاً من الإحراج في أغلب التجمعات المنزلية، وذلك يعتمد على طبيعة النشاطات، وأعداد الأشخاص المتواجدين، لذلك يفضل البعض قضاء العزائم في الهواء الخارجي، كما قال حمد القحطاني: «أجد شعور الأريحية عند التجمع في إحدى مزارع المنطقة، للاستمتاع بالهواء الطلق والتفاعل مع الحيوانات والطبيعة، إضافة إلى توطيد الروابط الاجتماعية بالفعاليات الخارجية التي يصعب تنفيذها في المنزل»، وأضاف: «بالرغم من الاستمتاع في تجمعات مجلس المنزل إلا أنها من الممكن أن تشكل التزاماً وتقييداً لصاحب العزيمة، لاختلاف الظروف، وربما احتياج أهل المنزل للمجلس للاحتفال بمناسبة أخرى، وللبعد عن تلك الاحتمالات اأفضّل أنا والأصدقاء حضور وإعداد العزائم الخارجية بعيداً عن التجمعات السكنية والضوضاء».

الخروج في الهواء الطلق لا يعني الانحصار في مكان واحد، إذ تتنوع الخيارات والأماكن الخارجية، وأحدها كما ذكر نهيان الحمودي: «العزائم والتجمعات في البر من أفضل الأوقات المقضية مع الأهل والأصدقاء، لاسيما في فصل الشتاء، وذلك للاستمتاع بالطقس البارد، عكس الانحصار في مجلس المنزل، وتفويت تغيرات المناخ وتعدد الفعاليات الخارجية، مثل ركوب الدراجات والشواء بصحبة الأصدقاء، إذ لا يفضل إعداد عزائم الشواء داخل المنزل لما في ذلك من مضرة من الدخان الصادر، والإزعاج المستمر وسط «حوش» المنزل».

منع الإزعاج

الجلوس برفقة العائلة، أو الأصدقاء، في مقهى أو مطعم معين، وتحمّل إحدى الحضور دفع فاتورة الحساب تعد «عزومة»، وأشار خالد علي: «كوني محباً لكرة القدم وأحرص على متابعتها مع الأصدقاء بتعصب شديد، يولد ذلك ضوضاء وسط المنزل، ما جعلني أفضّل متابعتها في المقاهي، وذلك يعطيني كمّاً من الراحة، من دون التسبب بإزعاج المحيطين بي، ومعها متعة التشجيع، إضافة إلى وجبات خفيفة، وكوب من الشاي».

للمطاعم وجبات متعددة من الإفطار حتى العشاء، ويوضع ذلك ضمن الاهتمامات المتنوعة للحضور، وقالت سمر أحمد: «من الممكن ألا يستوعب مجلس البيت عدد الأشخاص الحاضرين، عكس ما يحدث في الأماكن الخارجية، كما تتفاوت اهتمامات الناس، إذ يفضلون تجربة المطاعم الجديدة فور افتتاحها بين فترات متفرقة، ولتنوع قوائم الطعام أصبح الفرد في مواجهة خيارات كثيرة ما يشكل «عزومة» ترضي جميع الأطراف، وبعيداً عن التجمع الحضوري، ارتبط الناس بالتكنولوجيا ارتباطاً وثيقاً، إذ أصبحت اللقاءات عبر خاصية «الاتصال المرئي» في مختلف وسائل التواصل».

وقال سليمان العبدولي: «مع التطورات الراهنة ووسط انتشار المقاهي والمطاعم بكثرة، سواء بطوابع شعبية، أو حديثة تخدم الذوق العام، أصبح أغلبية الناس بمختلف الأعمار يفضلون التجمع بالمناسبات البسيطة، مثل التهنئة على التخرج، أو تمني يوم ميلاد سعيد، لتوفر معدات الاحتفال في المقاهي من طوابع احتفالية، وقوالب الكعك متنوعة النكهات، أما بالمناسبات والتجمعات الكبيرة، فيتم التجمع في مجلس المنطقة، أو إعداد خيمة قريبة من موقع الحدث لقدرتها على الاستيعابية لعدد الأشخاص».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/59xsjr3u

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"