عادي
ضمن فعاليات «منتدى الشارقة الدولي للسياحة والسفر»

مسؤولون وخبراء: السياح يهتمون ببصمتهم البيئية

20:11 مساء
قراءة 5 دقائق
مسؤولون وخبراء: السياح يهتمون ببصمتهم البيئية
مسؤولون وخبراء: السياح يهتمون ببصمتهم البيئية
مسؤولون وخبراء: السياح يهتمون ببصمتهم البيئية

الشارقة: «الخليج»

أكد عدد من المسؤولين الحكوميين والخبراء في قطاع السياحة، أن توجهات السياح في العالم فرضت على قطاع الضيافة والسياحة تبني خيارات مستدامة واستحداث وجهات تلبي تطلعات الزوار والسياحة، موضحين أن الناس باتوا يهتمون أكثر بكيفية وضع بصمتهم وتأثيرهم الإيجابي في البيئة، وأشاروا إلى أنّ دولة الإمارات ببنيتها التحتيّة المتطوّرة والحديثة، وبيئتها الحيوية والديناميكيّة توفّر نموذجاً مثالياً بين وجهات السياحة المستدامة والمسؤولة.

جاء ذلك خلال سلسلة عروض تقديمية وجلسات حوارية في فعاليات «منتدى الشارقة الدولي للسياحة والسفر» الذي تنظمه «هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة» في «مركز إكسبو الشارقة»، استضافت كلاً من أحمد عبيد القصير، المدير التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق»، والدكتورة نوال الحوسني، وكيل الوزارة المساعد بالإنابة لقطاع التنمية الخضراء والتغيّر المناخي في وزارة التغير المناخي والبيئة في دولة الإمارات والمندوب الدائم لدولة الإمارات لدى الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا»، وافتخار حمداني، المدير العام الإقليمي لمجموعة فنادق «إتش إم إتش»، وكوكو تانغ، عضو مجلس إدارة المجلس العالمي للسياحة المستدامة، وبول بريدجر، المدير التنفيذي للعمليات في فندق «روف».

رؤية الغد

وخلال عرض تقديمي بعنوان «رؤية الغد»؛ استعرض أحمد عبيد القصير أبرز المشاريع السياحيّة والضيافة المستدامة والصديقة للبيئة التي تتولى هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق» تطويرها.

وقال: «نسعى من خلال مشاريعنا إلى تقديم تجارب فريدة وأصيلة وليس خدمات ضيافة وحسب. فهدفنا هو جذب السياح لاستكشاف التراث الإماراتي الغني». وتطرّق القصير لمشاريع سيتم افتتاحها قريباً في الشارقة مثل قرية نجد المقصار والرحال، إضافة إلى مشاريع في منطقة خورفكان والمناطق ذات الأهمية الأثرية مثل مليحة وغيرها، مشيراً إلى أنّ الشارقة لديها الكثير لتقدّمه في مجال السياحة البيئية والمستدامة، وتسعى باستمرار إلى تقديم تجارب استثنائيّة للتفاعل بشكل فريد وغير مسبوق مع الزوّار.

تعاون من أجل التغيير

وفي أعقاب العرض التقديمي؛ شارك القصير في الجلسة الحواريّة الأولى بجانب الدكتورة نوال الحوسني، حملت عنوان «ممارسات الاستدامة – نبتكر من أجل التأثير الإيجابي، نتعاون من أجل التغيير».

وأكّد القصير في مستهلّ الجلسة أنّ الاستدامة في المجال السياحي تحمل الكثير من الفرص وتتيح الكثير من الإمكانيات، مشيراً إلى أن الاستدامة كتوجه وحدها لا تكفي، وإنما من المهم وضع هدف واضح لهذا التوجه حتى تصبح كل الممارسات الصديقة للبيئة تخدم غاية وتؤدي نتائج مثمرة يمكن قياسها.

وقال: «قطاع السياحة يساهم بشكل كبير في الناتج المحلي الإجمالي، ومع ذلك ففي بعض الدول حينما تكون حركة تدفّق السياح كبيرة إليها فقد تجد تحدياً في إدارة هذا الإقبال على وجهاتها السياحية بممارسات صديقة للبيئة تعود بالنفع على المجتمعات والأفراد»، داعياً إلى أهمية التعلم من التجارب السابقة وزيادة الوعي بطريقة التعامل مع أي تحديّات من ذلك النوع.

تنامي الوعي

بدورها؛ أشارت الدكتورة نوال الحوسني إلى تنامي الوعي العالمي حول الاستدامة والممارسات البيئية وفي الوقت نفسه ازدياد الطلب على تبني هذه الممارسات، مشيرة إلى أنه عند الحديث عن الاستدامة فلا بد من الأخذ بعين الاعتبار أربعة معايير؛ المساهمة في التنمية الاقتصادية، والتأثير في البيئة، وتحقيق أثر إيجابي ثقافي، وأثر إيجابي اجتماعي.

وقالت «يبحث السائح اليوم عن تجربة سياحية ثرية وغنية بالتفاصيل والممارسات وليس فقط مجرد زيارة. فالناس باتوا يهتمون أكثر بكيفية وضع بصمتهم وتأثيرهم الإيجابي في البيئة وهو ما نطلق عليه السياحة المسؤولة وهو ما ساهم في تغيير المفهوم التقليدي للسياحة».

وأضافت: «لطالما كانت دولة الإمارات سباقة في تبني الطاقة المتجددة، وتمتلك اليوم محطات حازت العديد من الأرقام القياسية بما في ذلك 4 من أكبر محطات الطاقة الشمسية وأقلها تكلفة على مستوى العالم، وتواصل الدولة جهودها الراسخة في هذا الإطار».

استراتيجيات السفر

وجاءت الجلسة الثانية من المنتدى بعنوان «استراتيجيات السفر والسياحة المستدامة»، والتي أدارها دوغ لانسكي، الخبير العالمي للسياحة ومستشار الوجهات السياحية، وتحدثت خلالها كوكو تانغ عضو مجلس إدارة المجلس العالمي للسياحة المستدامة حول الدور الحاسم والمركزي للمجتمعات في تسريع وتيرة الخيارات المستدامة، مشيرة إلى ضرورة المتابعة وجمع البيانات والإشراف والمراقبة لقياس وعي الأفراد وتفعيل مشاركتهم في تحقيق أهداف الحكومات وترسيخ ثقافة الاستدامة في مختلف القطاعات.

وقالت: «لا بدّ من ربط الاستدامة بالسوق، ويجب وضع توجيهات ومبادئ في كل القطاعات، فعلى سبيل المثال يمكن استخدام برامج النقاط الخضراء والبطاقات الإلكترونية في الفنادق والتي تُسهم في تشجيع النزلاء على اختيار النهج المستدام».

النجاح في الاستدامة

وقال افتخار حمداني المدير العام الإقليمي لمجموعة فنادق «إتش إم إتش»: «النجاح في الاستدامة ممكن فقط من خلال مواصلة التفكير في الأمر وبذل الجهود بشكل متفان وعدم الاكتفاء بالقليل، كما لا بدّ من تكرار المبادرات الناجحة ووضع الناس في صورة نتائجها والتفاعل معهم لزيادة الوعي البيئي». واستعرض حمداني عدداً من المبادرات التي قاموا بها في فنادقهم وفي مقدمتها مبادرة لمعالجة النفايات وتحويلها إلى سماد لتغذية المزروعات والتي حققت نجاحاً كبيراً ولافتاً.

فيما تناول بول بريدجر المدير التنفيذي للعمليات في فندق «روف» أهميّة التفكير في فرق العمل والشركاء عند الحديث عن أي مبادرات تتعلّق بالاستدامة في قطاع الفنادق، وقال: «يسهم تثقيف فرق العمل في تسهيل تنفيذ هذه المبادرات وتحقيق النجاح المطلوب، وهو ما لمسناه في العديد من المبادرات التي قمنا بها». وأضاف: «إنّ البنية التحتية لدولة الإمارات حديثة ومتطورة وبيئتها الديناميكية تساهم في تعزيز نجاح أي جهود في مجال الاستدامة، فلذلك لا بد من استثمار هذا الأمر على الوجه الأمثل».

ورش عمل متخصصة

وشهد المنتدى عروضاً تقديمية، تحدث فيها كل من كوكو تانغ، ودوغ لانسكي، وتناولت أهمية الابتكار والإبداع في تطوير وتحسين قطاع السياحة، من خلال المتابعة والإشراف والرقابة المستمرة على الممارسات المستدامة، واكتساب بيانات وأرقام دقيقة ترشدهم إلى الحلول والتحديات والفرص.

كما قدّم كريم المرمري، مدير التسويق في هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة استراتيجية هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة للسياحة المستدامة، موضحاً أنها تقوم على ست ركائز أساسية لتحقيق الاستدامة في السياحة، وهي: المناخ، والمخلفات، والمياه، والطبيعة، والتعليم، والثقافة، مع الأخذ بعين الاعتبار ابتكار تجارب جديدة ومميزة تلبي حاجات وتوقعات السيّاح.

وتضمن المنتدى ورشتي عمل قدّمهما دانيش دهال، مدير مجموعة الموارد البشرية والتدريب في «الشارقة الوطنية للفنادق» حيث جاءت ورشة العمل الأولى بعنوان «مبادرة تعزيز الالتزام بالاستدامة»، وناقش فيها مزايا تبنّي الحلول الصديقة للبيئة، ومنها المركبات الكهربائية التي تسهم في الاستدامة الشاملة لقطاع السياحة والاقتصاد المحلي.

وفي ورشة «رحلة تفوق التوقعات» التي استهدفت الشركات العاملة في قطاع السياحة، شدد دانيش دهال على أهمية تبني الشركات لذهنية المستكشف في المرحلة الراهنة بهدف تعزيز التوسع والازدهار، مشيراً إلى أهمية تقديم برامج سفر مميزة من خلال فهم احتياجات العملاء، واقتراح أنشطة جديدة، وتصميم تجارب فريدة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4xnr8sbz

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"