عادي
قرأت لك

التراث الإماراتي..حكايات تحلق بالشغف

17:35 مساء
قراءة 4 دقائق
كتاب الخنجر والعصا والعمامة
كتاب الخنجر والعصا والعمامة

الناشر: معهد الشارقة للتراث
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشارقة: عثمان حسن
«الخنجر والعصا والعمامة» هو كتاب صدر عن معهد الشارقة للتراث للدكتور سالم زايد الطنيجي رئيس قسم اللغة العربية والدراسات الإماراتية في كليات التقنية العليا - الشارقة، والكتاب يغوص في تفاصيل ثلاث مفردات تعتبر من أبرز عناصر التراث الإماراتي، كما يبحث في أصول هذه المفردات ومكوناتها في الشعر والموروث الشعبي المحلي. يفصل د. سالم الطنيجي في تقديم نماذج ومعلومات ثرية حول استخدامات ودلالات هذه المفردات قديماً –أي ما قبل الإسلام- وصولاً إلى عصر النبوة وصدر الإسلام، ثم العصر الأندلسي في العصور الوسطى، حتى إسبانيا الإسلامية وشمال إفريقيا.
يشتمل الكتاب على مقدمة ومحاور عديدة لكل مفردة من هذه المفردات من بينها: (الخنجر في الشعر الشعبي، العصا في الموروث الشعبي، العصا في المعجم العربي، العصا في الموروث الديني، العصا في الموروث الشعري، استخدامات العصا قديماً، العصا في الموروث العسكري، العصا في الأهازيج الشعبية، العمامة، أسماء العمامة، العمامة ورمزيتها في الموروث العربي، ثياب العرب قبل الإسلام، العمامة العربية (تاج الرأس العربي)، العمامة في الإمارات، العمامة في سلطنة عمان، العمائم في الشام، العمامة في المغرب، وغيرها من العناوين).
جاء على غلاف الكتاب: «عند الحديث عن الأزياء في الإمارات، لا بد من التطرق إلى العناصر البشرية التي شكلت سكان الإمارات والجهات التي قدموا منها منذ آلاف السنين، وقد ساعد قرب المسافة بين الإمارات والدول المجاورة لها على اختلاط السكان في ما بينهم، ويذكر التاريخ القديم أن الكثير من السكان في الخليج العربي هاجروا إلى المناطق القريبة واستقروا فيها، نظراً إلى أنه لا توجد قيود على الحركة بين منطقة وأخرى».
يشير المؤلف في مقدمة الكتاب إلى أن الألبسة والأزياء لدى الشعوب، تشكل مرآة تعكس أحد جوانب الثقافة لأي مجتمع ما، وهي في حد ذاتها تعبر عن ثقافة المجتمع الذي ظهرت فيه، سواء بشكل مادي أو رمزي، وبالتالي فإن الرفاهية في الملابس، وأنماط وطرق استخدامها وألوانها، لا تعكس المستوى الجمالي لهذه الأزياء فقط، وإنما القيم الجمالية والاجتماعية ومنظومة العادات والتقاليد والثقافة لذلك المجتمع.

الصورة
د. سالم زايد الطنيجي
  • الأصالة والقوة

يسترشد مؤلف الكتاب بكثير من الباحثين الإماراتيين في تأكيد الكثير من التفاصيل التي ارتبطت بهذه الملابس، بوصفها عناصر ومفردات تراثية مهمة، وفي حديثه عن الخناجر، يؤكد أنها كانت تصنع في الخليج العربي وتزين بزخارف هندسية ونقوش نباتية وزهرية، ما حولها إلى تحف فنية وحلي رجالية مهمة لها دور دفاعي، وآخر لإكمال الزي الوطني التراثي، في المناسبات الوطنية والخاصة والاحتفالات الشعبية المختلفة.
وفي معرض حديثه عن الخنجر الإماراتي يقول: «إن الخنجر الإماراتي عنوان الأصالة ورمز القوة، كما يعكس الخنجر المزخرف جماليات الموروث الأصيل للرجل الإماراتي، وقد ظهرت أقدم صورة للخنجر الإماراتي في عام 1904، وتعود للشيخ زايد الأول، وجاءت بدايات ظهور هذا الخنجر بهدف الدفاع عن النفس، حتى أصبح جزءاً من زي الرجل الإماراتي».

  • العصا

يستعرض الكتاب مسميات العصا في الموروث الشعبي والديني والاجتماعي، فهي تعد من الأدوات الشخصية التي كان لا يستغني عنها الإنسان قديماً، وهي ترمز إلى الوجاهة الاجتماعية للفرد، وينظر إلى من لا يحمل العصا بيده على أنه طليق اليدين، أي غير مبال بالأعراف والتقاليد المتعارف عليها منذ القدم، وقد وقف الكاتب عند استخدامات العصا في موضوعاتها المختلفة، فيقول: لا شك أنها قديماً كانت بمثابة حاجة أساسية للراكب والراعي والماشي والمتحدث والخطيب، وقد تناولها بعض الشعراء في أشعارهم مثل سالم الجمري رحمه الله، والشاعر السعودي محسن الهزاني وغيرهما، كما يتحدث عن العصا في الموروث السياسي، حيث كانت ترمز إلى عصا الطاعة لولي الأمر.
ويذكر د. سالم الجنيبي في كتابه أنواع العصا وألوانها، فمنها الأصفر، والأسود، واللون الفاتح، ومن الناس من يسقي العصا بالدهن والزيوت، لكي يضفي عليها لمعاناً ونضارة وليونة ومتانة خلال استعمالها اليومي، وقد حرص على استخدامها كثير من الناس، فأصبحت عادة متوارثة، وأصبحنا نشاهدها في أيدي كثيرين في وقتنا الحاضر، وقد تغنى بها كثير من الشعراء ونظموا قصائد لمجاراتها، ومنهم: علي بن شمسة السويدي، الذي كتب فيها قصيدة تصور امتعاضه الشديد لفقدانه عصاه لأنها كانت عزيزة عليه، ولا يتخيل يوماً السير من دونها، ودعا على من أخذها بأن تصاب يده اليمنى بمرض عضال.
ويتحدث المؤلف عن استخدامات العصا في الموروث الشعبي، والموروث العسكري، ويعدد لأنواعها المفضلة، واستخداماتها عند أهل البادية.

  • مكانة رفيعة

وفي معرض حديثه عن مفردة العمامة، يؤكد د. سالم الجنيبي على أهمية اللباس عند العرب القدامى، وتعد العمامة جزءاً من هذا اللباس، حيث ارتداها العرب قبل الإسلام، وذكروها في أشعارهم، وكان لبسها من عناوين الشرف والوجاهة لدى الحاضرة والبادية، وأورد المؤلف الكثير مما قيل في العمامة عندهم من حيث دلالاتها، ووظيفتها الاجتماعية، كما عرف بأسمائها ومنها (السب، العصابة، المكور، الخمار، المعجر، المقعطة، المشوذ، العمار والعميرة) وهناك فصل حول كيفية لبس العمامة في العصور الجاهلية، وعند العرب قبل الإسلام.. وجاء في الكتاب: لبس سادة العرب قديماً العمامة الصفراء والسوداء والبيضاء والحمراء، كما ارتدى الأمويون والعباسيون ألواناً مختلفة، وتمثل العمامة عند العرب التاج عند غيرهم من الأمم، وكانوا يرفعون من قدرها، ويعلون من شأنها، لأنها رمز السؤدد والعز، والشرف والرفعة، فإذا أهينت لحق الذل بصاحبها، ولهذه المكانة الرفيعة التي تحتلها العمامة في نفوسهم اتخذوها لواء في الحرب، لما في ذلك من معاني التبجيل والاحترام.
ويتحدث الكتاب حول العمامة عند سكان الإمارات: لبس بعض سكان الإمارات العقال ولبس بعضهم الآخر «العصابة» وهي العمامة، والغترة، وهي نوع من أغطية الرأس، حيث توضع على الرأس منفردة، أو يوضع فوقها العقال، وهي مربعة الشكل، بيضاء اللون من القماش الخفيف، وتلبس بعد إعادة تطبيقها على شكل مثلث.

«الخنجر والعصا والعمامة» هو كتاب صدر عن معهد الشارقة للتراث للدكتور سالم زايد الطنيجي رئيس قسم اللغة العربية والدراسات الإماراتية في كليات التقنية العليا - الشارقة، والكتاب يغوص في تفاصيل ثلاث مفردات تعتبر من أبرز عناصر التراث الإماراتي، كما يبحث في أصول هذه المفردات ومكوناتها في الشعر والموروث الشعبي المحلي. يفصل د. سالم الطنيجي في تقديم نماذج ومعلومات ثرية حول استخدامات ودلالات هذه المفردات قديماً –أي ما قبل الإسلام- وصولاً إلى عصر النبوة وصدر الإسلام، ثم العصر الأندلسي في العصور الوسطى، حتى إسبانيا الإسلامية وشمال إفريقيا.

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/4jfpbkra

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"