عادي
حافلات النقل.. أعباء مالية تلاحق أولياء الأمور

مدارس خاصة ترفع الرسوم وترفض خصم الإخوة

01:28 صباحا
قراءة 5 دقائق

تحقيق: شيخة النقبي
باتت رسوم الحافلات المدرسية من القضايا المهمة التي تشغل بال أولياء الأمور لأسباب عدة؛ أهمها: زيادة رسوم هذه الحافلات التي وصلت إلى 5 آلاف درهم للطالب الواحد في بعض المدارس، إضافة إلى أن أغلب المدارس تلزم بتسديد الرسوم كاملة حتى لو استخدم الطالب الحافلة في رحلة واحدة ذهاباً أو إياباً، وهو ما دفع بعض أولياء الأمور إلى البحث عن وسيلة تنقل أخرى، واضطروا إلى الاتفاق مع الجيران والأصدقاء، للتعاون فيما بينهم لنقل أبنائهم من المدارس وإليها.

سيارة الأجرة توفر 40%.. وأصدقاء وجيران يتعاونون لنقل الأبناء

في التحقيق التالي، تسلط «الخليج» الضوء على هذه الأزمة؛ حيث التقت عدداً من أولياء الأمور، والمسؤولين والجهات المختصة لتشغيل الحافلات المدرسية.

أشار أحد أولياء الأمور الذي يسدد 15 ألف درهم رسوم حافلات دراسية عن أبنائه الثلاثة الذين يدرسون في مدرسة واحدة، إلى أنه إذا استخدم سيارة أجرة في نقل أبنائه من المدرسة وإليها سيوفر 40% على الأقل، مقارنة برسوم الحافلات المدرسية، إذا أخذ في الاعتبار عدد أيام الدراسة، ما دفع أولياء الأمور إلى التعاون مع جيرانهم وأصدقائهم في نقل أبنائهم من المدارس وإليها، لتوفير مبلغ الحافلات المدرسية.

رسوم مرتفعة

تقول حنان أحمد مرزوق ولية أمر ل3 طلاب: «أبنائي في إحدى المدارس الخاصة، وأقوم بتوصيلهم بالسيارة للمدرسة يومياً؛ حيث إنها قريبة من البيت، وأقوم بذلك من أجل توفير رسوم استخدام الحافلات المدرسية، والتي تصل إلى 5000 درهم سنوياً للطالب الواحد، إلى جانب الوقت الطويل الذي يقضيه الطالب في الحافلة، بمعدل ساعة في الصباح، ومثلها في المساء، ما يتطلب منهم الاستيقاظ في وقت مبكر جداً، بينما يستغرق توصيلهم بسيارتي 5 دقائق فقط من البيت إلى المدرسة».

مدارس مستغلة.

يقول علاء كمال ولي أمر ل 3 طلاب: «رسوم الحافلة المدرسية ارتفعت للغاية، وتصل إلى 5 آلاف درهم للطالب، وفي السنوات السابقة كنت أقوم بإيصال أولادي إلى المدارس صباحاً، وبعد انتهاء الدوام المدرسي يعودون بالحافلات المدرسية، وبالتالي أدفع نصف قيمة الرسوم المقررة، أما الآن أغلب المدارس تفرض على ولي الأمر تسديد رسوم الحافلات كاملة ذهاباً وإياباً حتى لو قام والد الطالب بإيصال ابنه بسيارته في الصباح».

الصورة

ويضيف أن خصم الإخوة في المدارس لا يطبق على الحافلات المدرسية، لأنه يتم احتساب رسوم الحافلة بالمقعد الواحد، ما يزيد العبء على ولي الأمر، قائلاً: لو أنه استخدم سيارات الأجرة في توصيل أبنائه، في ذهابهم إلى المدرسة وعودتهم منها، سيكون ذلك أقل في الكُلفة من رسوم الحافلة.

أما علي السعدي، ولي أمر لطالبتين، يوضح أن رسوم الحافلة المدرسية في المدرسة التي ترتادها ابنتاه، تبلغ 3800 درهم، سنوياً للطالب، ويوجد خصم للإخوة بنسبة 10% فقط، وهو مضطر لأن يدفع هذه المبالغ، لأن لديه عمل في الصباح الباكر، مشيراً إلى أن بعض أولياء الأمور يلجأون إلى الاتفاق مع أصدقائهم أو جيرانهم، لاصطحاب أبنائهم معهم إلى المدرسة، هروباً من رسوم الحافلات المرتفعة، الأمر الذي يؤثر في إجراءات السلامة للطفل.

وتقول هدى محمود ولية أمر لطالبين، إنها كانت تدفع مبلغ 10 آلاف درهم سنوياً فقط رسوم حافلات عن ابنيها، وفي العام الماضي قامت بنقلهما إلى مدرسة حكومية؛ نظراً لانخفاض كُلفتها؛ حيث تدفع 12 ألف درهم سنوياً شاملة جميع الرسوم.

حافلات مشتركة

على الجانب الآخر، يرى مسؤولو مدارس خاصة، أن المدارس تولي اهتماماً للحافلات المدرسية، وتوفير العدد الكافي من الحافلات، لتخفيض زمن الرحلة ذهاباً وإياباً، وقالت (ه. ص) مدير مدرسة خاصة: إنه تم رفع رسوم الحافلات المدرسية مقارنة بالسنوات الماضية؛ بسبب رفع رسوم الإيجارات علينا، وزيادة الكُلفة التشغيلية، بما فيها تغير أسعار البترول من شهر إلى آخر.

ويقول عمر عبد العزيز مدير مدرسة حكومية في أبوظبي: إن الحافلات مجانية في المدارس الحكومية، وتم عقد اجتماع مع مؤسسة مواصلات الإمارات؛ وذلك لمناقشة أمور عدة؛ منها، أعداد الطلاب الذين يستقلون الحافلات، وعدد الحافلات التي تحتاج إليها المدرسة، وخط السير، ولمعرفة مشرفي الحافلات وبياناتهم، ولتنبيههم إلى الإرشادات التي يجب على الطلاب اتباعها؛ كضرورة التزامهم بربط حزام الأمان، والجلوس في المقعد المخصص وغيرهما من الإرشادات، كما تم، خلال هذا الاجتماع، ويوضح: تم طلب حافلات جديدة؛ لأننا لاحظنا أن بعض الحافلات السابقة يكون حزام الأمان فيها تالفاً، كما أكدنا للمؤسسة بأنه يجب على المشرفين والسائقين أن يلتزموا بالزي الموحد.

ويضيف أن المدرسة فيها طلاب من الحلقة الثانية والثالثة، وتختلف الحافلات التي يستقلها طلاب كل حلقة؛ وذلك لاختلاف وقت الحضور والانصراف، وعدد الحافلات في المدرسة 8 حافلات للحلقة الثانية، و6 حافلات للحلقة الثالثة؛ وذلك لأن بعض طلاب الحلقة الثالثة يملكون رخصة قيادة، كما أن لدينا حافلة واحدة لأصحاب الهمم، تقل 6 طلاب، وبها مشرف واحد، وعدد الطلاب في المدرسة 700 طالب، ويستقل 600 طالب الحافلات المدرسية، أي أن أغلب الطلاب يستقلونها.

ويوضح: تم التنسيق والاتفاق مع المؤسسة على موعد انطلاق الحافلات صباحاً لاصطحاب الطلاب؛ وذلك لأننا كنا نعاني في السابق قدوم بعض الطلاب الذين يستقلون الحافلات في وقت مبكر، وقبل بدء الدوام المدرسي؛ بسبب أن الحافلات تكون مشتركة بين عدة مدارس، ويشكل حضور الطلاب في وقت مبكر للمدرسة مشكلة؛ حيث إن الوقت يكون ما زال مبكراً لحضور الإداريين والمعلمين، ما يترتب عليه بقاء الطلاب وحدهم في المدرسة من غير إشراف أحد الإداريين أو المعلمين، كما يؤدي حضور الطلاب في وقت مبكر إلى شعورهم بالتعب والإرهاق إلى حين انتهاء الدوام المدرسي.

زيادة الأعداد

تقول لمياء نجار مديرة إحدى المدارس الخاصة في أبوظبي: تم زيادة حافلتين هذا العام الدراسي، لزيادة عدد الطلاب؛ حيث كان الإجمالي 10 حافلات، أما الآن 12 حافلة؛ إذ بلغ عدد الطلاب الجدد 170 طالباً قبل عشرة أيام، ومن المتوقع زيادة هذا الرقم.

وتضيف أنه تم زيادة رسوم الحافلة هذا العام بنسبة بسيطة؛ حيث كانت 4600 درهم سنوياً، وأصبحت 5000 درهم سنوياً؛ بسبب رفع إيجار الحافلات علينا.

معايير الرسوم

تقول (ن. س) مديرة مدرسة خاصة في أبوظبي: إن رسوم الحافلات المدرسية التي نفرضها على الطلاب، تعتمد على عدة معايير؛ منها: إيجار الحافلة من قبل مؤسسة مواصلات الإمارات، ورواتب المشرفين.

وتضيف إلهام العبد مديرة مدرسة خاصة في أبوظبي: تم اختيار شركة خاصة للمواصلات لتوصيل الطلاب؛ وذلك لتوفير الحافلات والسائقين والمشرفات.

ويقول عامر الشحي مدير إدارة العمليات بمؤسسة مواصلات الإمارات بأبوظبي: إنه لم يتم رفع رسوم الحافلات المدرسية هذا العام، وأن الحافلات مجاناً، وتعتمد أسعار إيجارها على متطلبات المدرسة.

مسؤولو مدارس: رفع الرسوم بسبب زيادة الكُلفة التشغيلية

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yvje7732

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"