عادي
الجوائز عامل محفز للتألق

القراءة بذرة الإبداع

23:38 مساء
قراءة 4 دقائق
جميلة الزعابي ووالدتها

الشارقة: عائشة خمبول الظهوري
جوائز الشباب ودعم العائلة أدوات حيوية لتعزيز الابتكار والتطور في الإمارات، إذ تعتبر هذه الجوائز منصة تكريم تحفيزية، تعزز وتلهم الجيل الشاب، لتحقيق التميز في المجال الرياضي والثقافي والفني وكذلك للعلوم والابتكارات، وتلعب العائلة دوراً محورياً في بناء الشخصية وتعزيز الثقة لدى الشباب، وذلك من خلال الدعم المتواصل والإرشاد، كما تعكس تلك الجوائز رؤية الإمارات الرائدة في بناء مجتمع حافل بالمواهب والإبداع، إذ تعتبر الشباب محوراً أساسياً للتنمية المستدامة.
تبرز جميلة الزعابي من مدينة كلباء كرمز للإبداع والتميز في الإمارات، وهي الآن طالبة في جامعة الإمارات، إذ وبكل إعزاز تحمل عدة جوائز محلية تكريماً لتميزها ومشاركتها في عدة مجالات، وإحداها كانت حصولها على الميدالية الفضية في جائزة الشيخ سلطان لطاقات الشباب، وتعد الأولى من نوعها في العالم العربي، إلى صقل المواهب والمهارات اليومية وتعزيز الإرادة والشغف لدى اليافعين والشباب في الإمارات، كما تشجع الجائزة على خوض تحديات جديدة في المجالات غير الأكاديمية وبمستويات مختلفة وتشمل المغامرة والتطوع والمهارات والأنشطة البدنيvة، بالإضافة لحصولها على المراكز الأولى في مسابقة تحدي القراءة العربي بدعم الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.
وتعتمد جائزة الشيخ سلطان لطاقات الشباب على معايير معينة، وإحداها الحصول على ساعات تطوعية محددة وحضور كفاءات معينة في الشباب المشاركين والتي بدورها تجعله مهيّأً للخوض في تجربة المسابقة، وكانت ساعات جميلة آنذاك بلغت 250 ساعة، كما ساهمت في تسلق جبل كليمنجارو، في تنزانيا.
خلف ستار تلك الجوائز تقف عائلتها الداعمة بكل فخر مانحة كل الدعم المستمر، وهي مرآة عاكسة للعائلة الملهمة التي تؤمن بقدرة أفرادها المبدعين، وتقول والدة جميلة: «فور معرفتي عن الجائزة ورغبة ابنتي للانضمام، قدمت لها كل سبل المساعدة والدعم، في حين يعد حب المطالعة الداعم الذاتي لدى جميلة والذي ولَّد حب الاستكشاف وبالتالي أشعل شغف المغامرة».
دور العائلة في عملية تطوير المهارات لدى الأبناء تشبه بناء جسر من الأفكار والإمكانيات، لاجتياز المخاطر وخوض عدة مغامرات، وتؤكد والدة جميلة ذلك قائلة: «كولية أمر أنصح بالسعي دائماً نحو تنمية المهارات الكامنة عند الأبناء، كما يجب أن تكون هناك يد خفية تساعد في صقل موهبة الابن والعمل على تنميتها لتحقيق النجاح في المجتمع».

جميلة الزعابي


وصايا النجاح
خاضت جميلة رحلة من التميز والإنجاز، وشاركتها والدتها في خط سير تلك الرحلة، كما أبدت عن العناصر الواجب الاهتمام بها، وتذكرها قائلة: «النصيحة التي أكررها دائماً، هي أن الصحة تأتي أولاً، وعلى رأس جميع الاهتمامات الأخرى، وذلك لا ينطبق على الصحة البدنية فقط، بل كذلك الصحة النفسية والروحية، كونها سلسلة مقترنة ببعضها بعضاً، إذ إن العقل السليم يولد أفكاراً سليمة تقود صاحبها للطريق الصحيح، وبالنسبة للجسم السليم، فهو يعكس العطاء والإنتاجية النابعة من القلب والتي بدورها ترضي النفس والمجتمع». وأضافت: «حسن استغلال الوقت يأتي كثاني نصيحة، إذ إنه من المهم عدم هدر الوقت أبداً، فهو وسيلة لتشغيل طاقة الفرد لبرزها في أفضل صورة».
بداية الإنجاز
تحدي القراءة العربي يمثل رحلة مثيرة في عالم الكتب والمعرفة، إذ يتيح للمشاركين فرصة استكشاف عوالم متنوعة وشائقة من خلال عدة أعمال ثقافية وهي وسيلة للتعلم والانفتاح نحو آفاق جديدة، كما كانت بداية جميلة الزعابي نحو الإنجازات الأدبية، في حين كان الاسم السابق للجائزة «قطار المعرفة»، وفي عام 2015 شاركت جميلة الزعابي بمراحل المسابقة المعرفية، وانتهت الدورة بحصولها على المركزين الثاني على مستوى الدولة، والأول على مستوى الشارقة.
وتقول جميلة الزعابي: «نشأت في أرجاء منزل تملؤه الكتب والثقافة، ووسط أم متطلعة وقارئة، والتي ساهمت في تشكيل شخصيتي الأدبية».
تضيف جميلة: «عند تغير اسم الجائزة إلى«تحدي القراءة العربي»، استمررت في المشاركة على مدار 3 سنوات متتالية، وفي عام 2018 اختلف الأمر، إذ إنني توفقت عن الانضمام للمسابقة ويرجع ذلك لعدم محالفتي للفوز أثناء السنوات السابقة، وكنت أرى حافزاً لرفع المعنويات ووجود الدعم المستمر من والدتي بالرغم من ذلك، إذ كانت تخبرني أنه من خلال القراءة المستمرة سوف يزيدني ذلك معرفةً وتوسع في الأفكار».
وعلى مدار الأعوام، وتحديداً في عام 2021 كانت المشاركة الأخيرة في تحدي القراءة العربي لجميلة الزعابي والذي أتى بعد إصرار من والدتها ومعلمتها في المدرسة الثانوية، وتقول: «بالرغم من يأس المحاولات المتكررة في الأعوام الماضية، إلا أن والدتي كانت متمسكة بقرار انضمامي هذا العام، ومع العزيمة والإصرار اقتنعت أخيراً للانضمام»، وأضافت: «بدأت مسيرة الاستعداد مع والدتي والتردد الدائم على المكاتب، بالإضافة إلى تلخيص المستفاد بنهاية فصول الكتاب تحت اهتمام والدتي المستمر، وكان ذلك بمثابة دَفعة من الحماس والتحفيز».

تكريم المشاركين في المراكز الأولى من تحدي القراءة العربي على منصات التواصل


تاج النصر
تقول جميلة الزعابي: «مع اجتياز المقابلة الأولى وتوتر التصفيات القطرية المستمر، برز الاتصال المبشر باجتيازي لمرحلة التصفيات، جدد ذلك شعور الثقة والاستطاعة على إنجاز الصعاب وتجاوزه حتى في الأعوام السابقة، ولكن نصيبي من الفوز كان في هذا العام»، إذ حصلت جميلة على المركز الرابع على مستوى الدولة والمركز الأول على مستوى الشارقة، وتقول جميلة: «يكفيني اعتزازاً الفوز بالمركز الأول على مستوى دار الثقافة ومنبع المعرفة».
صادف موعد التكريم جائحة كورونا، مما تطلب تجهيز منصات التكريم في وسائل التواصل الاجتماعي، وعن وصف لحظة النجاح، تقول جميلة الزعابي: «ابتسامة الفرح وعيون الفخر على وجه أمي صورة محفورة من النجاح إذ إن لا شيء يضاهي فرحة الفوز والنصر».
عن حضور والدة جميلة الزعابي في جميع نجاحاتها ومشاركتها لذة الانتصار، تصف دعم والدتها قائلة: «مع تحفيز والدتي اللامحدود لحضور المؤتمرات والخوض في تجارب جديدة للإنجاز بشكل كبير ومستمر، إذ بالرغم من وجود المؤتمرات البعيدة عن مدينة سكني في كلباء، إلا أن المسافات لا تعد شيئاً مع والدتي، ولم تكن رادعاً لاستكمال سلسلة النجاحات المستمرة، بالإضافة لكونها امرأة مثقفة وواعية جعلت طموحي بأن أصبح نفسها في يوم ما، فأنا دائماً ما أربط تحقيق النجاح بوجود دعمها المستمر وحضورها الدائم».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/hxc6k57z

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"