عادي

«خليفة التربوية»: ضرورة تطوير المناهج والمحتوى المعرفي للتفاعل مع الذكاء الاصطناعي

12:57 مساء
قراءة 6 دقائق
«خليفة التربوية»: ضرورة تطوير المناهج والمحتوى المعرفي للتفاعل مع الذكاء الاصطناعي
«خليفة التربوية»: ضرورة تطوير المناهج والمحتوى المعرفي للتفاعل مع الذكاء الاصطناعي
أبوظبي «الخليج»
أكّدت الأمانة العامة لجائزة خليفة التربوية أهمية مواصلة تطوير العملية التعليمية في جميع عناصرها بما يواكب التطور العلمي الذي يشهده العالم في التكنولوجيا المتقدمة، وتوظيف الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية، وهو ما يستلزم تطوير المنهاج والمحتوى الدراسي والمعرفي المقدم للطالب، بحيث يؤهل الطلبة والنشء في مرحلة عمرية مبكرة للتفاعل مع مستجدات التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي وما يرتبط به من تغيرات شاملة في بيئة التعلم التي أصبحت اليوم معتمدة بصورة رئيسية على أدوات الذكاء الاصطناعي.
جاء ذلك خلال الجلسة الرمضانية السنوية التي نظمتها الجائزة في أبوظبي بعنوان «ثورة الذكاء الاصطناعي وتداعياتها على قطاع التعليم»، وحضرها محمد سالم الظاهري عضو مجلس أمناء جائزة خليفة التربوية وأمل العفيفي الأمين العام لجائزة خليفة التربوية والدكتورة سعاد السويدي نائب الأمين العام للجائزة وأعضاء اللجنة التنفيذية للجائزة وعدد من القيادات الأكاديمية والتربوية وأولياء الأمور، وتحدث فيها كل من الدكتور عارف الحمادي نائب الرئيس التنفيذي لجامعة خليفة، والدكتور محمد اللوغاني مستشار رئيس جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، والدكتورة ابتسام المزروعي خبيرة في الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدّمة ومؤسّس AIE3، والدكتورة مريم اليماحي أستاذ مساعد بكلية تقنية المعلومات في جامعة الإمارات، والدكتورة خديجة الحميد أستاذ ومدير إدارة شؤون الطلبة في أكاديمية ربدان، وأدارها الدكتور خالد العبري عضو اللجنة التنفيذية للجائزة.
وفي بداية الجلسة أكّدت أمل العفيفي حرص جائزة خليفة التربوية، من خلال رسالتها والمجالات المطروحة، على نشر ثقافة التميز في الميدان التعليمي بشقيه الجامعي وما قبل الجامعي، ومن هنا تأتي أهمية هذه الجلسة الرمضانية التي تسلط الضوء على العلاقة الوثيقة بين التعليم والذكاء الاصطناعي، وتسهم في تعزيز تبادل الخبرات والتجارب وفق أفضل الممارسات العلمية والتطبيقية التي تستهدف إبراز دور الذكاء الاصطناعي في الارتقاء ببيئة التعلم، وأهمية غرس المهارات التكنولوجية المتقدمة في نفوس النشء والطلبة وتدريبهم على تطبيقها في البيئة الصفية وفي مسيرة التعليم بصورة عامة.
وأشار الدكتور خالد العبري إلى أنّ جائزة خليفة التربوية تسلط الضوء من خلال هذه الكوكبة من الخبراء والمتخصصين على محور مهم في حياتنا اليومية، ألا وهو الذكاء الاصطناعي الذي أصبح سمة أساسية للحياة اليومية في مختلف أنحاء العالم.
ومن جانبه قدم الدكتور عارف الحمادي مداخلة خلال الجلسة استعرض فيها التطور العلمي والتاريخي لمفهوم الذكاء الاصطناعي منذ منتصف القرن الماضي، وجهود العلماء في ابتكار وتطوير أدوات الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات، خاصةً في القطاعات الصناعية والتكنولوجية وقطاع الاتصالات السلكية واللاسلكية وصولاً إلى مجال التعليم الذي يشهد اليوم ثورة تقنية في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى أنّ جامعة خليفة كانت سباقة في هذا المجال من خلال توظيف الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية، وما يرتبط بها من تطوير ببيئة التعلم والمختبرات والمهارات التي يتحلى بها عضو هيئة التدريس، وغيرها من مظاهر الذكاء الاصطناعي في البيئة الصفية والتعليمية والبحثية.
وأشار الحمادي إلى الجدل الدائر في الآونة الأخير بشأن المعايير الأخلاقية للذكاء الاصطناعي وتطبيقاته اللامحدودة، وضرورة ارتباط استخدام الذكاء الاصطناعي بمعايير المسؤولية، خاصةً في ضوء التطبيقات المبتكرة التي أصبحت تشكل ركيزةً أساسية في العملية التعليمية، مؤكداً أنّ القطاع العلمي يأخذ من الذكاء الاصطناعي ما يناسبه ويناسب البيئة التعليمية في إطار من الضوابط والقيم المسؤولة، والتي تمكن الطالب والمعلم من القيام بأدوارهما التعليمية بصورة شفافة وموضوعية.
ولفت الحمادي إلى أنّ البعض يرى في الذكاء الاصطناعي آثاراً سلبية على العملية التعليمية ويطالب بمنع توظيف أدواته في بيئة التعلم، وهنا نقول: إنّه لا ينبغي الحد من الإبداع والابتكار في التكنولوجيا وإنّما علينا أن نهيئ البيئة الداعمة ونشجع على التوسع في تطبيقات الذكاء الاصطناعي المسؤول، وهذا ما نقوم به في دولة الإمارات العربية المتحدة التي قطعت شوطاً كبيراً على صعيد الذكاء الاصطناعي في مختلف مجالات الحياة.
ومن جانبه أكد الدكتور محمد اللوغاني أنّ دولة الإمارات العربية المتحدة تعتبر من الرواد في اعتماد التكنولوجيا والابتكار، وتتضمن التكنولوجيا الذكية والذكاء الاصطناعي، ومن أبرز الابتكارات التي تشكل تحولاً جذرياً في مختلف المجالات، بما في ذلك التعليم وسوق العمل، ومع التطور المتسارع في هذه التقنيات، ينبغي علينا فهم كيف ستؤثر في مستقبل التعليم وماهي الفرص والتحديات، كما يركز هذا المحور على كيفية تأثير الذكاء الاصطناعي في مستقبل التعليم من خلال استعراض التحديات التي قد تواجه النظام التعليمي، ومدى تكيفه مع هذه التطورات التكنولوجية السريعة، وفيما يتعلق بسوق العمل، يتم التركيز على تأثير الذكاء الاصطناعي في طبيعة الوظائف والمهارات المطلوبة، وكيف يمكن أن تنشأ فرص جديدة نتيجة لاستخدام التكنولوجيا الذكية.
وأشار إلى أهمية التكاتف بين القطاعين الحكومي والخاص لاستيعاب التحديات والاستفادة من الفرص المتاحة في هذا العصر المتقدم من التكنولوجيا، لتحقيق تطور شامل ومستدام في مجال التعليم وسوق العمل في دولة الإمارات.
وقالت الدكتورة ابتسام المزروعي: في عصر يُعاد فيه تشكيل ملامح التعليم بفضل التقدم التكنولوجي، يبرز الذكاء الاصطناعي والميتافيرس كعنصرين فاعلين في صياغة مستقبل التعليم، ويُعتبر الذكاء الاصطناعي محوراً رئيسياً في تحقيق التعليم المُخصص، حيث يُمكنه تقديم تجربة تعليمية مُصممة خصيصاً لكل طالب، مُراعية لقدراته واحتياجاته الفردية.
كما يُسهم الذكاء الاصطناعي في تحليل بيانات الطلاب بعمق، ما يُمكّن من تقديم توصيات تعليمية دقيقة تُعزز من فهم الطلاب وتحفزهم على التعلم. ولا يقتصر دوره على الطلاب فحسب، بل يُعد أداة قيّمة للمعلمين أيضاً، إذ يُمكنهم من تطوير المناهج الدراسية وتقييم أداء الطلاب بكفاءة أعلى.
وأضافت المزروعي: يُعد الميتافيرس بيئة تعليمية غامرة، تُتيح للطلاب التفاعل مع المحتوى التعليمي بطرق مبتكرة، ما يُعزز التعلم التجريبي والتعاوني، ويُسهل الذكاء الاصطناعي الوصول إلى الموارد التعليمية، ما يُقلل الفجوة التعليمية ويُعزز فرص التعلم الذاتي، كما أنّ الاستثمار في الذكاء الاصطناعي والميتافيرس يُعد استثماراً في مستقبل التعليم، حيث يُمكن أن يُحدث تحولاً جذرياً في كيفية تعلمنا وتعليمنا، ما يعد بمستقبل مشرق للتعليم العالمي، وبالتأكيد فإنّ التكنولوجيا المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي والميتافيرس يجب أن تُستخدم لتعزيز وليس لتحل محل الأسس التعليمية الأساسية، ويجب أن تظل العناصر الأساسية للتعليم - مثل تنمية الفكر النقدي، والتفكير العلمي، والتقدير الأدبي - في صميم العملية التعليمية.
وأشارت الدكتورة مريم اليماحي إلى أنّ العالم يشهد موجة مقبلة هي الذكاء الاصطناعي، ونريد أن نكون الدولة الأكثر استعداداً لها، تأتي مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، تجسيداً لمستقبل دولة لطالما كانت السباقة في المنطقة بصياغة مستقبلها والتعامل مع أدوات المستقبل العالمية.
وأضافت: يُعد الذكاء الاصطناعي من أكثر التوجهات في المجتمعات عالمياً في العشرين سنة المقبلة، ورغم هذا التقدم في هذا المجال فإنّه ما زال في بداية البداية، وإنّ المقبل في التطور في هذا المجال سيشكل ثورة كتلك الثورة الصناعية للإنسان منذ قرون ليست بالبعيدة، والتوجه المستقبلي لدولة الإمارات في الذكاء الاصطناعي وتهيئتها في هذا المجال، إنّما ينم عن قدرتها على مواكبة التقدم التكنولوجي الحديث، والذي سيعكس ثورة جديدة وانعطافاً تاريخياً في المجتمع الإماراتي، واستراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي تستهدف قطاعاتها بمختلف أنواعها ومن أهم تلك القطاعات التعليم.
ولقد حقق تطبيق الذكاء الاصطناعي اليوم في قطاع التعليم نجاحات كبيرة على مستوى العالم، وما زال يتطور بشكل سريع وملحوظ، حيث يتم تطوير تطبيقات وأدوات جديدة كل يوم من التعلم الشخصي المدعوم بالذكاء الاصطناعي إلى التقييم والدرجات المستندة على خوارزميات الذكاء الاصطناعي.
وأوضحت، أنّ الفوائد المحتملة التي سيعود بها الذكاء الاصطناعي من خلال دمجه في قطاع التعليم تعتبر هائلة، وإمكاناته لتغيير الطريقة التي نتعلم بها ونعلمها لا حدود لها. مع استمرار تطور التكنولوجيا، من المتوقع أن يصبح استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم أكثر انتشاراً وتطوراً، ما يوفر فرصاً جديدة في مجال التعليم وبالتالي إنشاء تجربة تعليمية أكثر تخصيصاً وفعالية وجاذبية لجميع الطلبة.
وقالت اليماحي: إنّ ما تسعى إليه دولة الإمارات وحكومتها الرشيدة ضمن سباق الثورة الجديدة في وجود الذكاء الاصطناعي، يجعلها محط فخر واعتزاز، وكذلك يعد تأكيداً على قدرة دولة الإمارات حكومة وشعباً على مضاهاة التقدم والنجاح وإنتاج المعرفة.
ومن جانبها قالت الدكتورة خديجة الحميد: يظهر الواقع الحالي أنّ الذكاء الاصطناعي سيكون له تأثير هائل في سوق العمل بالمستقبل، إذ سيسفر عن تغييرات جذرية في طبيعة الوظائف والصناعات. وتشير توقعات منتدى الاقتصاد العالمي في عام 2023 إلى أنّ ما يقرب من ربع الوظائف الحالية، أي نحو 23% منها، ستشهد تحولات جوهرية خلال الـ 5 سنوات المقبلة، وفقاً لتقديرات أصحاب الأعمال.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/43cxjsup

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"