يضم كتاب «سلطة الكلمة.. مسالك لدراسة أدب طه حسين وفكره» بحوثاً مكتوبة بالفرنسية من تأليف كُتّاب لديهم دراية كبيرة بشأن طه حسين، سيرة وفكراً ونضالاً ثقافياً ومعارك أدبية، فلسفة حضارية ومنهجاً تاريخياً، وفوق ذلك كله دعوة إلى مستقبل تربوي حداثي يدعمه «عدل اجتماعي».
يصف الكتاب، وهو من إعداد الأكاديميين التونسيين: منجي الشاملي وعمر مقداد الجنمي ورشيد القرقوري، طه حسين بأنه رجل عاش على باب الخطر في كل حين، فحياته رحلة عاصفة، إلا أن معظم كتبه خرجت من قلب المعركة، والمعركة التي يعني هي خصومة سياسية تارة، وطوراً خصومة فكرية، أو هي هذه وتلك معاً، فلم يسلم من أي نوع من أنواع الأذى، حتى وجد نفسه هو وأهله عرضة لركلات المهانة أو لشظف العيش.
كان طه حسين ذا مشروع ثقافي تربوي اجتماعي، أراد أن يحققه شيئاً فشيئاً، رغبة منه في ترقية العقلية العربية والنهوض بالثقافة العربية والمجتمع العربي، إنه كان متحدياً لمن تشبثوا بالترهات، فجعلوا منها سلطة، إن كل ما كتبه طه حسين نابع من هذه النفس التي تبحث في عوامل ارتقاء الحضارة العربية، وهي عوامل تحدث عنها نص طه حسين، سواء جاء في الإبداع الأدبي أو في الترجمة الذاتية أو في البحث التاريخي أو في الفكر السياسي أو في المقال الصحفي أو في أدب الخواطر أو في الأدب الرمزي أو في أدب الرحلة أو في النصوص المترجمة إلى العربية.
