عادي

بيت الموشحة

23:21 مساء
قراءة دقيقة واحدة
1

إيمان الهاشمي
هل تساءلت يوماً لماذا نطلق على «بيت القصيد» هذا المسمى؟ أي لماذا اختيرت كلمة «بيت» بالذات؟ وكيف جاء المعنى؟ وما المغزى؟

حسناً، «البيت» في اللغة العربية هو المكان الذي يعتاده الإنسان، ويحوي الفرد أو الجماعة على حد السواء، كأن يبيت فيه ليقضي ليله أو نهاره، فأهم ما فيه فكرة الاحتواء. وبما أن السطر في القصيد يضم الكلام كما يضم البيت أهله، أطلق عليه هذا الاسم بعد احتسابه في معادلة سهلة، وكذلك سمّوا مقاطِعَ الشعر أسباباً وأوتاداً تشبيهاً واضحاً وصريحاً بأسباب البيوت وأوتادها، دون الاكتراث لحقيقة مَن يسكن فيها أو يأوي إليها أو مَن يتسبب في احتشادها. والغريب أنه قديماً كان لا يُطلق على الأبيات «قصيدة» إلا إذا بلغت البيت السابع! ويبدو أن ذلك اتجاه ارتبط وقتها بموروث عند العرب فيما يتعلق بالرقم سبعة.

تظهر أنواع الموشحات من حيث القصيدة الشعرية وتفاصيلها في عدة أشكال، كاشتراك الأوزان في الأقفال والأبيات الموشحية، وعدم تشخيصها تشخيصاً دقيقاً على أي حال، كما يحدث أن يظهر الفرق الشاسع والاختلاف الشديد بين الأبيات والأقفال، ووضوحه للمستمع إليها في التو والحال، في حين قد نرى مطابقة الأوزان باسم (العروض) المتعارف عليها في الشعر العربي ببساطة ودون جدال، ولكن انعدام وجود الأوزان وتبعثر الكلمات أثناء التوشيح يسبّبان تضارب الآراء والأقوال، ما يُصعِّب تمييز أنواعها وأبياتها، وإن عوّضته صياغة الألحان لتتم موازنة بيت الموشحة بأعجوبة ودون اختلال.

Eman_Alhashimi13 @

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yc723x2j

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"