عادي

فواز الشعار يستعرض ملامح الغربة في الشعر العربي

00:16 صباحا
قراءة دقيقتين
فواز الشعار ومحمد إدريس خلال المحاضرة

الشارقة: «الخليج»

استضاف النادي الثقافي العربي في الشارقة، مساء الخميس، الزميل فواز الشعار في محاضرة بعنوان «الغربة في الشعر العربي»، أدارها محمد إدريس عضو اللجنة الثقافية في النادي.

قال فواز الشعّار عن الغربة المكانية: «إن ما يسعد في الإمارات بالنسبة لمن يعيش فيها من غير أهلها أنه يمكن أن يعيش فيها عمراً طويلاً ولا يشعر بأنه غريب، لأن الاحتضان الذي يجده المرء في هذا البلد العربي الأصيل الذي يفتح ذراعيه لضيوفه وزواره يجعله يشعر كأنه في وطنه وبين أهله».

وعن مفهوم الغربة قال: «تردّد صدى الغربة في الشعر العربيّ، عبر عصوره الأدبيّة لالتحام الشعر بواقع أمته، وارتبط معنى الغربة في المعاجم العربيّة بالمكان والبُعد عنه؛ فيُقال الغَرْبُ: أي الذّهاب والتنحّي، ويقال أغَرَبْتَه إذا نحّيْتَه، والغَرْبُ هو الابتعاد عن الوطن أيضاً، ويشير الجوهريّ إلى هذا المعنى بقوله: التغريب النفي عن البلاد، وغَرَبَ، وأغْرَبَ عنّي أي تَباعد».

وتحدث الشعار عن وجود نوعين من الغربة: مادّيّة تتجلّى في البُعد عن الأهل والوطن، ومعنويّة تتجلّى في الخروج عن مبادئ الناس، وتقاليدهم، وأعرافهم، حيث تردّد التعبير عن الغربة عند كثيرٍ من الشُّعراء على مَدار التَّاريخ، كلَّما ارتحل الشاعر عن أرضه، أو كلّما حلَّت نكبةٌ، يَشْعر فيها بالوحشة، والغُربة، والحزن؛ فينظم شِعرِه مُصوِّراً حاله، أو حال أمَّتِه إبَّان هذه المناسبة، أو ذلك الموقف.

وعرض الباحث أمثلةً عن الغربة في الشعر العربي عبر عصوره الأدبية المختلفة، في العصر الجاهلي حيث كان الارتحال الدائم يولّد إحساسا بالغربة والحنين، ومن ذلك قول امرئ القيس:

أجارَتَنا إنَّ الخُطُوبَ تَنوبُ وإني مُقِيمٌ ما أقامَ عَسِيبُ

أجارَتَنا إنّا غَرِيبَانِ هَهُنَا وكُلُّ غَرِيبٍ للغَريبِ نَسيبُ

وقول الصّمّة بنُ عبدالله القشيريّ، حين رحل عن موطنه:

وأَذْكُرُ أيَّامَ الحِمَى ثُمّ أنثني

على كَبِدِي مِن خَشْيَةٍ أَنْ تَصَدَّعا

فلَيْسَتْ عَشِيّاتُ الحِمَى برَواجِعٍ

إليكَ، ولكنْ خَلِّ عَيْنَيْكَ تَدْمَعا

وتحدث الشعار في نماذج كثيرة عن أحوال الغربية عندالمتنبي

وكذلك ابن زُرَيق البغداديِّ واستشهد بأبيات من رائعته الشهيرة، التي مطلعها:

أَسْتَوْدِعُ اللهَ فِي بَغْدَادَ لِي قَمَراً

بِالكَرْخِ مِنْ فَلَكِ الأَزْرَارِ مَطْلَعُهُ

وتحدث الشعار عن غربة الشعراء في العصر الحديث؛ ممن عاشوا غرباء عندما ألجأتهم دواعي الحياة المختلفة إلى هجرة أوطانهم والتغرّب عنها، كمحمود سامي الباروديّ، الذي نفاه الإنجليز خارج وطنه مطلع القرن الماضي، وممّا قاله في ذلك قصيدته التي مطلعها:

كَفَى بِمَقَامِي فِي سَرَنْدِيبَ غُرْبَةً

نَزَعْتُ بِهَا عَنِّي ثِيَابَ العَلاَئِقِ

كما ذكر تجربة السيّاب، وغربته التي كان يحلم خلالها بحضن الأمّ ومطلعلها:

كأنّ طفلاً بات يهذي قبل أن ينام:

بأنَّ أمّه التي أفاق منذ عامْ

فلم يجدها، ثمَّ حين لجّ في السؤال

قالوا له: «بعد غدٍ تعودْ ...»

لا بُدَّ أن تعودْ

وواصل الشعار خلال أمثلة كثيرة عن غربة الشعراء كمحمود درويش، ذاكرا قصيدته الشهيرة التي مطلعلها.أحِنُّ إلى خُبْزِ أمّي / وقَهْوةِ أمّي ولَمْسةِ أمّي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/457bejfa

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"