عادي

الأنوثة في الإسلام 1-3

22:52 مساء
قراءة دقيقتين
1
عارف الشيخ

د. عارف الشيخ

كرم الله تعالى الأنوثة عندما جعلها مساوية للذكورة فقال: «يَا أيُّهَا الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى»، الآية 13 من سورة الحجرات.

إذن، فإن أصل الإنسان مشترك بين الاثنين لا فضل لأحدهما على الآخر، فلولا آدم لما حملت حواء، ولولا حواء لما ظهر هذا الكائن إلى الوجود، فهو مخلوق بين الصلب والترائب.

وبما أن الأمم قبل الإسلام انحازت إلى الذكر أكثر، فإن الإسلام لما جاء فنّد نظرية العرب الجاهليين قبل الإسلام الذين كانوا يتبرؤون من البنت ويرونها عاراً ومدعاة للفقر، قال تعالى: «وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم، يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون»، الآية 59 من سورة النحل.

والإسلام، بما أنه دين الإنسانية المثلى، رفع من قدر المرأة في مواطن كثيرة، لأنها تتميز على الرجل بأشياء كثيرة أيضاً، فهي ليست أقل درجة في الإنسانية كما نظرت إليها الحضارات القديمة؛ لذلك فإن الأنثى تشترك مع الذكر في العقيقة وفي الرعاية وفي الميراث وفي التعليم، وفي التكاليف الشرعية، وفي إدارة أموالها، ولها حق العمل.

لذلك، فإن الرسول، صلى الله عليم وسلم، كان ينهى أن يفضل أحدهم الذكر على الأنثى، وكان يقول: من كانت له أنثى فلم يئدها ولم يهنها ولم يؤثر ولده (أي أبناءه الذكور عليها) أدخله الله الجنة. رواه أبو داوود.

والأنثى عندما تصبح زوجة يقول الله في حقها: «ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف» الآية 228 من سورة البقرة.

ويقول الرسول، صلى الله عليه وسلم، في حق الزوجة على الزوج: خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي. رواه ابن ماجه.

وعندما تصبح الأنثى أمّاً يفوق حقها على حق الرجل، فقد قال الرسول، صلى الله عليه وسلم، لرجل جاءه يقول: من أحق بحسن صحابتي قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك. رواه البخاري.

كما أن الإسلام أعطاها حق التعليم، فقال: طلب العلم فريضة على كل مسلم، والحديث يشمل المسلم والمسلمة.

وعن عائشة، رضي الله عنها، قالت: نعم النساء نساء الأنصار لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين، رواه مسلم.

والتفقه في الدين ليس صلاة وصياماً فقط؛ بل جميع الأحكام التي تخص المرأة، والدين حافظ على المرأة من جميع جوانبها، فهي صحيح تتساوى مع الرجال، لكن لها خصوصياتها، وعليها بعض الواجبات التي تنفرد بها عن الرجل، فهي، كما أنها تختلف عن الرجل في أشياء تخص طبيعتها، فإنها تختلف عنه في جسمها وقوة قلبها وعاطفتها، واختلفت في أدائها للعبادات وكذلك الأمور المالية ولها حق العمل، ولكن الإسلام نظر إليها بأنها أقدر من الرجل على إدارة البيت وتربية الأطفال.

حتى في العصر الحديث، نلاحظ أن الحضانات والمدارس في مراحلها الأولى سُلّمت بكاملها إلى الإناث، لأنهن يرعين بعواطفهن، والأطفال في حاجة إلى الأم أكثر في هذه المرحلة.

فلتعمل المرأة في كل عمل يناسب طبيعتها وجسمها، بشرط ألا تتخلى عن وظيفة الأمومة والرعاية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yck6ekk2

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"