عادي

عمل المرأة في السياسة

23:14 مساء
قراءة دقيقتين
1
عارف الشيخ

د. عارف الشيخ
عمل المرأة اليوم في المجتمع أصبح عنصراً مهماً لقيام الدولة بإدارة أعمالها وشؤونها، ولا بدع إذا قيل بأنها تقف على قدم المساواة مع الرجل، لأنها دخلت كل الميادين، والواقع يفرض ذلك.

هي تملك القدرات الإبداعية، وربما تتفوق على الرجل في بعض المواقف، ومتأهلة دراسياً شأنها شأن الرجل، وثبت أيضاً أنها بحكم أنها تتقاضى الراتب، تسهم في الإنفاق على البيت وليست عالة على الرجل كما كانت في الماضي.

والمرأة سند للرجل في الماضي والحاضر، لكن تختلف صور الدعم والمشاركة، فإذا كانت في الماضي تشارك الرجل في إدارة البيت والرعي والزراعة والاحتطاب وغيرها، فإنها اليوم كذلك تشاركه في البيت وفي العمل والتجارة والإنتاج وتحمل المسؤوليات المالية.

نعم، غيابها عن المنزل يؤثر في تربية الأولاد، لكن لاحظنا اليوم أنها، وهي خريجة جامعة، حتى لو جلست في بيتها، فإنها تعتمد على الخدم، ولن تؤدي عمل البيت بنفسها إلا قليلاً.

إذن تعمل خارج البيت وتستفيد من قدراتها الدولة إزاء ما صرفت على دراستها أفضل، فلتفد الدولة ولتفد أسرتها مادّياً، وهذا هو المراد بتمكين المرأة اليوم.

وأمّا ما أسمعه من بعض الناس من أن المرأة ما لها وما للسياسة، فالجواب أن القدرة على العطاء لا تفرق بين الذكر والأنثى، فإذا لم يكن هناك مانع آخر شرعي، فإن الجنس لا يكفي مبرراً لكي نمنع المرأة من المشاركة في العمل السياسي.

وفي الأحاديث النبوية وسير الصحابيات الكثير مما يدل على أن المرأة شاركت في السياسة في عهد الرسول، صلى الله عليه وسلم، وقلت قبل قليل: لنعترف بأن شكل عمل المرأة يختلف من عصر إلى عصر.

ومما نقرأ في كتب السيرة النبوية وفي الأحاديث أن نساء شاركن الرجال في الهجرة إلى الحبشة، فعن أبي موسى، رضي الله عنه، قال: وقد كانت أسماء بنت عميس هاجرت إلى النجاشي فيمن هاجر... (رواه البخاري ومسلم).

وورد أيضاً عن مروان والمسوّر بن مخرمة، رضي الله عنهما: وجاءت المؤمنات مهاجرات، وكانت أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط ممن خرج إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في المدينة المنورة يومئذ، أي خلال هدنة الحديبية، فجاء أهلها يسألون النبي أن يرجعها إليهم فلم يرجعها إليهم. (رواه البخاري).

أقول بل أكثر من ذلك، فإن الرسول، صلى الله عليه وسلم، بايع النساء كما بايع الرجال. قال تعالى: {يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئاً ولا يسرقن ولا يزنين، ولا يقتلن أولادهن ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن، ولا يعصينك في معروف فبايعهن واستغفر لهن الله إن الله غفور رحيم} الآية 12 من سورة الممتحنة.

تأملوا جيداً في مضمون الآية، لتعلموا أننا متى ضمنا هذه القيم الخلُقية. فلا مانع بعد ذلك من أن تعمل المرأة جنباً إلى جنب مع الرجل في السياسة وغيرها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/227hcc3m

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"