عادي

علي العامري يصطاد البرق بشباك الحلم

00:02 صباحا
قراءة دقيقتين
1

عمّان: «الخليج»

قال الشاعر علي العامري إن «الصمت عدسة شعرية تكشف وتسبر وترى الروابط بين الذات واللغة والحالات والوجود»، وأضاف أن «الكتابة مثل الحب، كلاهما طريق في المعرفة الحدسية»، جاء ذلك في أمسية نظمتها دار خطوط وظلال للنشر والترجمة، في عمّان، وأدارتها الشاعرة الدكتورة دعاء البياتنة، احتفاءً بإصدار «كتاب الحدوس» للعامري، والذي يضم 44 قصيدة مختارة من مجموعات العامري الثلاث. 

وقال العامري إن لتجربته الشعرية مرجعيات أساسية، تتمثل في ذاكرة الأجداد في بيسان، وأرض الطفولة، وفضاء الحب، وكتاب الطبيعة، وحكايات الجدة والأم، وقال: «مرجعيات تجربتي تبدأ بذاكرة المكان الأول الفردوسي، حين كانت الحياة على سجيّتها، حياة الأهل في بيسان، حيث كان الذهب مطمئناً في حقول القمح برفقة أهازيج الحصاد واليراعة، سراج الحصادين، التي تضيء الليل وغلال البيادر». 

وأوضح أن الكتابة ليست «نزوة أبجدية»، إذ إن «الاشتغال في الكتابة يمثل اشتغالاً في اللهب»، وأشار إلى أنه يشعر ببهجة وصفها بأنها «هِبةٌ مؤقتة»، وأنه في لحظة الكتابة يكون بين العتمة والضوء، في المنطقة الوسطى بين النوم والصحو، التي قال إنها «المنطقة السحرية التي يتفتح فيها الحلم، وتُمكّنني من اصطياد البرق».

وأردف أن «الكتابة علاج لكآبة الأرض»، ولفت إلى أن الإنسان يجمع بين صفات كونيّة، إذ «تلتقي في الإنسان طِباع النجم والنهر والخيل والبرق والشجر والكواكب والحجر والغيمة والجبل والريح والنيازك». 

وتناول العامري ذكريات الطفولة، و إلى «الغنيمة الحجرية»، قائلاً «واصلت مع أخي محمد الشغف بالفن والكتابة، حتى أننا في طفولتنا البرّيّة، كنا نذهب إلى الوديان للحصول على الأحجار الكلسية، لنعود بالغنيمة الحجرية إلى البيت، ونبدأ نحت أشكال متعددة تجسيداً وتجريداً، بالأزاميل وسكاكين المطبخ». وأضاف «كنا نصطاد عصافير الدوري ونلوّنها ثم نطلقها في الهواء. تلك الفكرة المجنونة كانت مؤشراً مبكراً على عائلة ممسوسة بالإبداع، تضم شعراء وفنانين تشكيليين، وكان لدينا أول مكتبة عائلية في القرية». 

وتحدث العامري عن دراسته الجامعية والمسرح الحر ونادي السينما في جامعة الإمارات في مدينة العين، منتصف الثمانينات من القرن الماضي. وقال مؤلف «كسوف أبيض» إن الجامعة كانت «تمريناً في الأبجدية واللون، ومختبراً للقراءة في الشعر والرواية وتراث الشعوب والفكر»، كما تحدث عن تأسيس جماعة أجراس الشعرية عام 1992، والتي ضمّته إلى جانب باسل رفايعة ومحمد العامري وغازي الذيبة ومحمد عبيد الله.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"