عادي

«الحديقة السرية».. الطفولة ذاكرة الدفء

23:36 مساء
قراءة دقيقتين
4

الشارقة -عثمان حسن

«الحديقة السرية» هي رواية للكاتبة الإنجليزية فرانسيس برنيت، وهي من كلاسيكيات الأدب العالمي الموجّه للصغار، وصدرت بالعربية عن دار المنى للطباعة والنشر بستوكهولم، من ترجمة سكينة إبراهيم.

تحكي الرواية عن طفلة انجليزية تلقب بالأميرة الصغيرة ماري، ولدت في الهند لأب بمنصب كبير في الإدارة البريطانية في الهند، وأمّ ارستقراطية. تعيش الطفلة في شبه عزلة بين انشغال الأب في مهمّاته الإداريّة وانهماك الأمّ في حياتها وعلاقاتها الاجتماعيّة، وما تتطلّبه من مجاملات وحفلات، وتترك مهام إدارة شؤون ماري لعدد هائل من الخدم الهنود، الذين يخضعون لإرادتها ومزاجها المتقلّب، كما تحكي الرواية عن عدة منعطفات تواجه البطلة، أبرزها التغيّر الغريب في تصرفات القائمين على خدمتها، هذا التحول العنيف الذي سوف يلعب دوراً مركزياً في تغيّر البطلة نفسها.

حازت الرواية على تعليقات إيجابية من قبل القراء، خاصة أن استهلال الرواية يصف حال البطلة في سكنها الجديد، وكأنها على حافة مستنقع شاسع وموحش، تحت وصاية عمها، وأنها بالنسبة لهؤلاء: «أقبح من أي طفل رأوه على الإطلاق» وهذه البداية الجارحة، كانت سبباً في تعاطف القراء مع البطلة حيث تبوأت الرواية قمة الأعمال الشعبية في العالم.

قالت قارئة: «الحديقة السرية، لا تفتح الباب على حديقة خفية فقط، ولكن على أكثر المشاعر الإنسانية الحميمة، وهي عمل كلاسيكي حقيقي، وهب أجيالاً من القرّاء الكثير من الدفء ووفرة من الذكريات الساحرة، التي حملوها معهم طيلة حياتهم».

«كلّ عنصر من عناصر الرواية يتطوّر ويشغل القارئ بنفس السويّة» هذا وصف لأحد القراء، الذي يعتبر الرواية ساحرة من تلك المفارقة الزمنية، أي من عمليّة كشف السُتر عن مشهد لا يُمكن فهمه والتشبع به إلا عن طريق حاسّة إنسانيّة دقيقة، وصادقة عاشت الحقبة الزمنيّة ذاتها، ونقلت تفاصيل الأحداث في عمل إبداعي أمين ورفيع، ويضيف هذا القارئ بقوله: «أسلوب روائي ينقل العين القارئة بين دراما الفصول المكتوبة، وتصاعدها بحرص ودراية تمسك بالقارئ إمساك الدليل الخبير بضالته، بحيث لا تترك فرصة لنأمة أو غفلة أو ملل، الأبطال والبيئة وتأريخية الحدث».

وفي السياق نفسه، تصف قارئة الحديقة السرية بالحكاية الجميلة بكل معنى الكلمة، وهي تروق للصغار والكبار على حد سواء، بما تتضمنه من عناصر تشويق من غموض وروحانيات وشخصيات ساحرة، وتقديم حقيقي لمشاعر وتجارب الطفولة. فتقول: «إن الشعور العام بالحقيقة، واللطف، والرحمة، والإيمان بالصلاح الأساسي للبشر، يكمن في قلب هذه القصة التي لا تُنسى».

قارئة تتحدث عن المراحل العمرية للقراءة، وميل القراء لتفضيل كتب بعينها، وتؤكد على أن معيار العمل هو الجودة الفنية، وهذا ينطبق على «الحديقة السرية» التي أقبل عليها القراء من شتى الأعمار.

«ماري ملكت القلوب وجددت حياة المحيطين بها» وهذا تعليق لقارئة تثني على الرواية التي استطاعت بطلتها أن تفتح باب الحديقة السرية، التي أغلقت لنحو عشر سنوات، وهو انكشاف كما تصفه ذو دلالة رمزية على الجمال والحب والمشاعر الدافئة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"