عادي

«ياكوب جونتن».. محاكاة ساخرة للرواية التقليدية

01:18 صباحا
قراءة دقيقتين
2702

الشارقة: عثمان حسن

«ياكوب فون جونتن».. للروائي السويسري الذي يكتب بالألمانية روبرت فالزر (1878 - 1956) صدرت مؤخراً بالعربية عن دار تكوين من ترجمة د. نبيل الحفار، وصفها الشاعر والمترجم الإنجليزي كريستوفر ميدلتون بأنها تنطوي على نوع من المحاكاة الساخرة للرواية التربوية التقليدية، كما وصفها بعض القراء بأنها فاقدة للوجهة والأحداث، بلغة ساخطة وخائبة، ومفعمة بالسخرية المريرة من كل شيء.. ومع ذلك تظل «ياكوب فون جونتن» من أهم الأعمال التي تحلل نفسية الطبقة الوسطى البرجوازية، في ألمانيا أوائل القرن العشرين.. وفيها الكثير من فلسفة نيتشه، وسخط كافكا، من خلال بطلها ياكوب الذي يجرب تمريناً قاسياً على نفسه، يستشكف من خلاله العوالم الداخلية للبشر، ولنفسه قبل كل شيء.

توقف الكثير من القراء عند هذه الرواية، وقد تفاوتت آراؤهم تبعاً لفهم ووعي شريحة هؤلاء القراء.. إحدى القارئات تصف شخصية ياكوب بقولها: «أنا شبه معطلة عن التفكير، وعاجزة عن التفسير إزاء هذه الرواية بما فيها من إرباكات، ونقائض، كأنها تغرق في كافة أشكال الانحطاط».

من جهتها تحلل قارئة أخرى الرواية بحسب تصرفات بطلها على النحو التالي: «ثمة شكل من أشكال الاعتراض على الواقع، وثمة هروب إلى المستقبل الذي من المؤكد أنه لن يكون مشرقاً، وهناك الحاضر بأيامه المتشابهة من الملل وضياع العمر، وهنا، ثمة تحليق عالٍ بأجنحة الخيال، نحو شكل من العيش ربما يكون محتملاً، ويمثل الطريقة الوحيدة لتحقيق الطموحات».أحد القراء يتوقف عند لغة الرواية، ويقول: «يتعامل فالزر مع اللغة باحترام كبير، مثلما يتعامل المرء مع صديق مبجل ومقرب في الوقت نفسه».

«لا تُقرأ هذه الرواية بمعزل عن ظروف حياة كاتبها».. وهذا رأي لقارئ آخر يعتبر الرواية من الأعمال التأسيسية في الأدب الأوروبي الحديث، وهو يعتبر ما كتبه فالزر، صدى لحياته فقد عانى من عدة أزمات نفسية، إلى أن أصيب بانهيار عصبي وأُدخل المصحّة، «وهكذا حال الرواية كنص مضغوط، كثيف، غني بالانطباعات والأحاسيس ومحاولات التفسير وإيجاد الأجوبة».

قارئة تقول: «بينما كنت أقرأ شخصية ياكوب، تساءلت عن النوع الذي تنتمي إليه الرواية، هل كانت نوعاً من المذكرات؟ هل كانت قصة بلوغ سن الرشد؟ » وتضيف متسائلة: «هل كان بالأحرى شيئاً قديماً تماماً، نعم، كان هذا هو الشعور السائد الذي تركته الرواية رغم أن النص لم يفصح عن ذلك صراحة، يعطينا فالزر صوراً نفسية مؤلمة وحاسمة لأبطال روايته».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"