عادي

قصيدة النثر تتخفف من بلاغة المكان

23:55 مساء
قراءة دقيقة واحدة

لا تزال قصيدة النثر تثير الكثير من الجدل في الفضاء الشعري العربي، خاصة في ما يتعلق بقدرتها على التفاعل مع بعض المفردات الراسخة في مدونتنا الشعرية، ومن هذه المفردات، المكان بمكوناته المختلفة، والذي جاء في قلب القصيدة العمودية، وضمن أولويات قصيدة التفعيلة، فإلى أي مدى عبرت قصيدة النثر عن المكان بتحولاته؟.

في هذا الملف من الخليج الثقافي انقسمت الآراء، البعض ذهب إلى أن طبيعة هذه القصيدة لا تلتفت إلى العالم المحيط بالشاعر، المكان، وليست معنية بتفاصيل الشوارع والحواري، الميادين والطرقات، البيوت والأزقة.. إلخ، هي قصيدة ذاتية محضة، تميل إلى التأمل والتفلسف، وهناك من يرى أنّ تخلّص تلك القصيدة من الموسيقى الشعرية أفقدها القدرة على التفاعل مع كل ما هو ملموس ومرئي، أي أنها قصيدة اللامرئي.

ويرى فريق آخر أن قصيدة النثر تعرّضت، ولا تزال، لظلم واضح، بداية من معارك متعددة حول المصطلح، وليس نهاية باتهامات توجه دائماً إلى كتابها بأنهم لا يمتلكون مفاتيح الشعر، فاتجهوا إلى النثر، وألبسوه عباءة الشعر، ويؤكد هذا الفريق أن هناك العديد من الأصوات في تلك القصيدة لابد من التوقف عندها، وتجارب لم تدرس كاملة حتى الآن، بل وقصائد تورطت في خرائط المكان، وإن كان بأسلوب يختلف عن طرائق الشعر العمودي والتفعيلة، أسلوب رمزي يتخفف من البلاغة التقليدية لمفردات المكان.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"