عادي

الحروف تسأل الروح في بيت الشعر

00:10 صباحا
قراءة دقيقتين
محمد البريكي مع المشاركين في الجلسة

الشارقة: «الخليج»

نظم بيت الشعر في الشارقة، مساء أمس الأول الثلاثاء، جلسة قراءات شارك فيها كل من أحمد الأخرس وحمزة اليوسف، بحضور محمد البريكي مدير البيت، وقدمها عبدالكريم يونس، الذي تحدث عن الجهد الذي تبذله إمارة الشارقة من أجل استمرارية الثقافة في الروح، وفتح مساحات الأمل ونوافذ التغريد للشعراء ليلتحموا بجمهور الشعر المحب للحياة.

افتتح الجلسة حمزة اليوسف وقرأ نصوصاً غارقةً في التأمل، وبدأ بأسئلة الشاعر لذاته الشعرية وهو يمني النفس بإجابة تحتفل لها الروح، ومن قصيدة «قصائدنا» قرأ:

ألا يا شِعرُ يا وجْهَاً خُرُافياً/ أجبني كيفَ مَا تَهوَىْ/ متى سُتقدمُ التَّحنَانَ والإيمانَ/ للإنسانِ مثلَ المَنِّ والسلوَى/ لمَنْ لو تشتهي أُنْثَى/ تُرتِّبُهَا على مَهَلٍ وتُنْشِئُهَا/ مَجَازاً عَزَّ أن يُلوَى/ لمنْ سَتكونُ حينَ العمرُ/ مَرَّ هُنا هَطُولاً دونَ أنْ يُروَىْ.

ثم واصل تحليقه في الخيال والتساؤل حول معنى العبقرية وماهيتها، يقول:

العَبقريَّةُ أنْ ترى مَا لا يُرَى

وبأنْ تَصيرَ إلى خَيَالِكَ دَفْتَرَا

وبأنْ تَمُرَّ عَلىْ التَّساؤلِ قَابِضَاً

قَبَسَ الإجابةِ مُوقِنَاً و مُفَسِّرَا

وبأنْ تَجُسَّ دَمَ الرِّيَاحِ و تَقْتَفِيْ

أثَرَ الهُبُوبِ.. مُعَانِقَاً و مُبَشِّرَا

وبأنْ تَشِفَّ كَظِلِّ دَمْعِ فَراشَةٍ

نَذَرتْ جَناحَيها لتُصبِحَ أعطَرَا

وبأنْ تَطُوفَ بِغَيرِ جِسمٍ مَرةً

نَحْوَ انْبِثَاقِ الروحِ حَتَّى تَعْبُرَا

أحمد الأخرس الذي اكتنزت مفرداته بالتساؤلات الوجودية والتأمل في الحياة والموجودات، قرأ نصاً بعنوان «الجوكر» طاف به في مراحل ومحطات من الحياة التي رافقتها معاناة الروح اللاهثة في نفق يفضي إلى الضوء، ومنها:

غزالاً.. غزالاً../ تقافزتُ في درجِ الفقراءِ/ ببدلتيَ القرمزيةِ أضحكُ منهم/ عليهمْ.. عليَّ../ على شارعٍ فاصلٍ بين زوجينِ ينتظرانِ الطلاقَ/

على امرأةٍ شنقت نفسها بحبال الغسيلِ/ ومدَّت شراشِفَ أحزانها في الهواءِ لِيَرثِيَها

ثم قرأ للذات والعاطفة التي لونت الحياة بالورد، وشرعت لنسمات الوجد أبواب الروح، فدخلت الحروف منسابة معطرة، ومن القصيدة قرأ:

أمرُّ في دمكِ الفضِّيِّ، يطرقني

خِلخالُ حزنيَ لا خِلخالَكِ الذَّهبي

أمشي الهُوَينى على خيطِ الحرير إذا

ما انسلَّ من شالِكِ الورديِّ في شَغَبِ

أمشي، ورائيَ دنيا لا أتوقُ لها

تغربلُ الناسَ تلوَ الناسِ بالكذبِ

أمشي إليكِ، شحيحَ الملحِ ممتلئاً

شوقاً تقَطَّرَ من جفنيَّ.. فاقتربي

واختتم القراءات الشاعر عبدالكريم يونس بقصيدة انسلت من العاطفة الذاتية، لتحط على أغصان الوطن صادحة بصوت شعري شجي، ومما قرأ:

ودّعتُ شِعرَ العذارى ليس بي حَنَقٌ

على الغرامِ... وما غادرتُه مَلَلا

وصار لحنُ غرامي نارَ قافيتي

وصار جمري لأشعارِ الهوى بَدَلا

قد كان لي أملٌ أن الصباحَ غداً

سيملُ النورَ في إشراقِهِ حُلَلا

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"